الياس توما من براغ: بدأ الاتحاد الأوروبي يتواجد تحت رئاسة جديدة له بعد أن جرى استبدال حكومة ميريك توبولانيك بحكومة جديدة عينها الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بعد ظهر اليوم استنادا إلى اتفاق سياسي جرى التوصل إليه قبل عدة أسابيع بين الأحزاب الرئيسية في البلاد كحل للازمة الحكومية التي دخلتها البلاد من جراء حجب البرلمان التشيكي ثقته عن حكومة توبولانيك .

ويترأس الحكومة الجديدة التي تضم 16 وزيرا فقط مدير مكتب الإحصاء التشيكي يان فيشير الذي كلف بهذه المهمة باعتباره تكنوقراطيا وليست لديه انتماءات سياسة من جهة ولا طموحات سياسية من جهة أخرى أما التفويض الممنوح لهذه الحكومة فيعتبر محدودا بالنظر لكون الاتفاق تم بين قيادات الأحزاب السياسية الرئيسية على إجراء انتخابات نيابية مبكرة في النصف الأول من شهر تشرين الأول أكتوبر القادم كما تم التقدم بمشروع قانون دستوري إلى البرلمان يختصر الدورة لانتخابية حتى يتم فتح المجال أمام إجراء الانتخابات النيابية المبكرة .

وقد أسندت حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة لنائب وزير الخارجية يان كوهوت على أساس أن لديه خبرة واسعة في العمل الأوروبي باعتباره شغل منصب سفير تشيكيا لدى الاتحاد الأوروبي لعدة سنوات قبل تعيينه في الخارجية بمنصب نائب وزير ، فيما أسندت حقيبة وزارة الدفاع لمارتين بارتاك الذي كان يشغل في الوزارة منصب نائب الوزير أما وزارة الشؤون الأوروبية فقد أسندت لسفير تشيكيا لدى حلف الناتو شتيفان فولي .

وقد حدد رئيس الحكومة الجديد اولويات هذه الحكومة بإكمال الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي واتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على بلاده وتحضير ميزانية الدولة للعام القادم فيما لن يكون إقرار الاتفاقية الخاصة بوضع الرادار الأميركي في تشيكيا أولوية بالنسبة لحكومته .
وقد جاء هذا التغيير في أسوأ وقت بالنسبة لبراغ كونها تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي من جهة وكون تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية تلقي بثقلها بشكل متزايد على البلاد من جهة أخرى .

وتشدد قيادات براغ على أن هذه التغيير لن يؤثر على الرئاسة التشيكية للاتحاد غير أن الأداء التشيكي في الرئاسة الأوروبية ينتظر أن يتراجع بالنظر لكون الحكومة الجديدة ستكون انتقالية وبالنظر لإمكانية زيادة تأثير الرئيس كلاوس المشهور بمواقفه الانتقادية لعملية تعميق التكامل الأوروبية وبرفضه لاتفاقية لشبونة التي يعتبرها الآن ميته رغم أن مجلسي النواب والشيوخ في بلاده أقراها كما صادقت عليها 25 دولة أخرى .

ويطلق محللون سياسيون في براغ على حكومة فيشير بأنها حكومة صيفية فيما يصفها البعض الأخر بأنها حكومة تكميلية غير أن فيشير يرفض هذه الأوصاف مشددا على أن حكومته ستقوم بتسيب الأمور في البلاد كحكومة كاملة المواصفات في حال حصولها على ثقة البرلمان خلال الثلاثين يوما القادمة التي يتوجب عليه خلالها أن يقدم برنامجها للبرلمان لنيل ثقته .

رئيس الحكومة التشيكية الجديد في دائرة الضوء

ــ من مواليد 1951 في براغ .
ــ تخرج عام 1974 من كلية الاقتصاد الوطني في الجامعة الاقتصادية العليا في براغ باختصاص المعطيات الإحصائية ، ثم عمل حتى بداية الثمانينيات كباحث في معهد الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية الذي كان آنذاك جزءا من مكتب الإحصاء .
ــ حصل على الدكتوراة في عام 1985 بفرع المعطيات الإحصائية الاقتصادية ، ثم عمل في مختلف المناصب في مكتب الإحصاء الفيدرالي حتى عام 1990 بما فيها منصب نائب مدير المكتب .
ــ ترأس عدة مرت المجموعات التي قامت بحساب الأصوات في مختلف الانتخابات البرلمانية والمحلية والتنسيق مع مكتب الإحصاء الأوروبي .
ــ عمل في عام 2002 مديرا لقسم الإنتاج في شركة تايلور نيلسون سوفريس فاكتوم وأصبح في عام 2001 عضوا في بعثة صندوق النقد الدولي التي تبحث إمكانية تأسيس مكتب للإحصاء في تيمور الشرقية .
ــ عمل في الفترة من عام 2002 حتى تعيينه مديرا لمكتب الإحصاء في نيسان ابريل من عام 2003 رئيسا لقسم الأبحاث في كلية المعلومات والإحصاء بالجامعة الاقتصادية العليا في براغ .
ــ لا ينتمي إلى أي حزب سياسي الآن غير أنه كان عضوا في الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي في الفترة بين 1980 ــ 1989 أي إلى حين سقوط النظام الشيوعي
ــ متزوج للمرة الثانية ولديه ثلاثة أولاد .
ــ يعتبر ثامن رئيس حكومة في تشيكيا منذ ظهورها على الخارطة الجغرافية السياسية لأوروبا الشرقية عام 1993 بعد الانقسام المخملي لتشيكوسلوفاكيا .
ــ تقول صحيفة ملادا فرونتا الأوسع انتشارا في تشيكيا عنه بأنه من اصل يهودي ويحب إسرائيل .