رام الله: أبلغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فجر اليوم الرئيس محمود عباس ان المبعوث لعملية السلام السيناتور جورج ميتشيل يعمل حاليا على بلورة افكار اميركية محددة سيتم تقديمها الى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في مسعى من واشنطن لاستئناف المفاوضات حول رؤية حل الدولتين على ان يترافق ذلك مع خطوات محددة من قبل الدول العربية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل بما يساند هذه العملية التفاوضية.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن الوزيرة الأميركية أشارت إلى أن ميتشيل سيصل قريبا الى المنطقة من اجل العمل على هذه الافكار منوهة الى ان الأخير التقى الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن مع مبعوثنين من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وبحث معهم الخطوات التي يتوجب على الجانب الاسرائيلي تنفيذها.

واشارت المصادر الى ان الافكار الاميركية تستند بالأساس إلى الالتزامات الواردة على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في خطة خارطة الطريق حيث سيتم الطلب من كلا الطرفين تنفيذ ما عليه من التزامات. واستبق الاجتماع مع كلينتون الاجتماع المقرر عقده اليوم في البيت الابيض بين الرئيس عباس والرئيس الاميركي باراك اوباما.

ونقل عن كلينتون قولها quot;المبعوث الأميركي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشيل يقود حاليا الجهود الاميركية الهادفة الى ايجاد اطار لاستئناف المفاوضات بين الطرفين ودفعها قدما وذلك من خلال بلورة اقتراحات محددة سيتم تقديمها الى الطرفينquot;، وأضافت quot;كل من الطرفين اخذا على عاتقه التزامات تنتظر الولايات المتحدة منهما تنفيذها ..نحن في بداية جهد جاد وبطبيعة الحال فان هناك الكثير من العمل الذي يتوجب القيام به قبل ان يكون بالامكان الاشارة الى نتائج محددة لهذا الجهدquot;.

وبحسب المصادر، فإنه يدور الحديث عن قيام الجانب الاسرائيلي بتنفيذ خطوات مثل وقف الاستيطان بشكل كامل وازالة البؤر الاستيطانية العشوائية اضافة الى ازالة عراقيل موضوعة امام حركة الافراد والبضائع في الاراضي الفلسطينية وبما لا يمس بامن اسرائيل وتمكين الفلسطينيين من فرض سيطرتهم الامنية على مناطقهم.

بالمقابل، فإنه مطلوب من الفلسطينيين مواصلة عملية فرض الامن والنظام والقانون في المواقع الخاضعة للسيطرة الفلسطينية والاستمرا في عملية منع العمليات العسكرية ضد اهداف اسرائيلية واستمرار عملية الاصلاح في المؤسسات الفلسطينية وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة اضافة الى السعي لاستعادة السيطرة على الاراضي الفلسطينية الموحدة في الضفة وغزة.

ومن جهة ثانية، فإن الولايات المتحدة ستتطلب من الدول العربية المساهمة في انجاح هذا الجهد وذلك من خلال القيام بخطوات تطبيعية باتجاه اسرائيل يكون من شأنها دفع عملية بناء الثقة وتحقيق النتائج المرجوة من الجهد الاميركي الجديد الذي سيكون مدعوما من قبل اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي. وذكرت المصادر ان كلينتون اكدت على ان الولايات المتحدة تريد رؤية عودة الطرفين الى المفاوضات وانه في نهاية الامر فانه مطلوب من الفلسطينيين والإسرائيليين اتخاذ القرارات المناسبة وفي حال قام الطرفين بذلك، فإن المجتمع الدولي بقيادة إدارة واشنطن سيكون داعما لهذا الجهد بكل الامكانيات المتاحة.