القاهرة-موسكو: أعلن القنصل الروسي في مصر بشير مالساغوف أنه سيبعد من مصر على أقل تقدير 13 مواطنا روسيا، سبق أن ألقي القبض عليهم بسبب خرق القوانين المحلية. وقال الدبلوماسي الروسي إنه quot;سيبعد، حسب المعلومات الأولية، 13 شخصا بسبب مختلف الخروقات للقوانين المصرية، بما في ذلك نظام الإقامةquot;.

ولم يستبعد، في غضون ذلك، أن العدد قد يزداد في المستقبل. فسبق أن تلقت السفارة الروسية في مصر قوائم بأسماء الروس الذين ألقي القبص عليهم. وقال المتحدث إنه quot;جرى إلقاء القبص، كما يظهر من هذه القوائم، على 34 شخصاquot;. ففي ليلة 27 مايو داهم أفراد قوى الأمن المصرية شققا يستأجرها الطلبة الأجانب في مدينة نصر، واصطحبوا معهم عشرات الطلبة من مختلف البلدان، بمن فيهم 37 مواطنا روسيا إلى جهة مجهولة. وهم بصورة أساسية طلبة جامعة quot;الأزهرquot; الدينية، الشهيرة في العالم الإسلامي، وصلوا للدراسة في مصر من جمهوريات شمال القوقاز وأقاليم أخرى في روسيا. وأخلي في نفس اليوم سبيل 3 مواطنين روس، ولذا لم ترد أسماؤهم في قوائم المحتجزين.

كما أخلي في وقت لاحق سبيل 12 شخصا آخر، بعد أن اقتنعت السلطات المصرية بأنهم يتواجدون في مصر لغرض الدراسة ولديهم إقامة سارية. ويشير المواطنون الروس الذين أطلق سراحهم إلى ظروف الاحتجاز الصعبة، كما يبدون الاستغراب من هذا الاهتمام من جانب المخابرات المصرية بهم.

يشار الى إن معظم طلبة جامعة quot;الأزهرquot; الروس يقيمون في ما يسمي بالحي الثامن في مدينة نصر بالقاهرة. ويستأجر الطلبة هناك شققا رخيصة من القطاع الخاص، ببدل إيجار 100 ـ 200 دولار شهريا. ويقول شهود عيان أنه حوالي الساعة 1.00 بعد منتصف ليلة السابع والعشرين من شهر مايو الماضي طوقت الشرطة الحي المذكور.

وداهم رجال الشرطة الشقق التي يستأجرها الأجانب، وألقوا القبض على الطلبة المشتبه بهم ، حسب رأيهم. وبين هؤلاء الطلبة مواطنون من روسيا وبريطانيا والدانمارك وفرنسا وطاجيكستان وأوزبكستان وكذلك عدد من البلدان العربية. وبالرغم من عدم صدور أي بلاغ رسمي بشأن واقعة اعتقال الأجانب، تربط الصحف المستقلة المحلية إجراء المخابرات المصرية بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المرتقبة إلى مصر.

سيناتور روسي ينتقد السلطات المصرية

وعلى صعيد متصل أكد عضو مجلس الفدرالية الروسية (الشيوخ)، ممثل جمهورية الشيشان في المجلس زياد سبسبي أن الأجهزة الخاصة المصرية باعتقالها عددا من المواطنين الروس في مصر quot;حصرت نفسها في زاويةquot;. وقال سبسبي : quot;أشرفت وبتكليف من رئيس جمهورية الشيشان رمضان قادروف، على متابعة قضية اعتقال عدد من الطلاب الروس في مصرquot;. وأضاف أنه لم تكن هناك أية ضرورة للجوء أجهزة الأمن المصرية لهذا الإجراء بحق الطلاب، مشيرا الى أن قادروف وصف تلك الإجراءات بغير المنطقية وغير المبررة.

وتابع سبسبي قائلا: quot;إن هذا العمل الفظ من قبل أجهزة حفظ النظام والقانون المصرية لا يمكن إلا أن يثير لدينا الأسفquot;. وذكر أن بعض المعلومات تشير الى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم زيارة الأزهر. وأضاف: quot;نحن نحترم باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة، ولكننا لا نسمح بانتهاك حقوق مواطنينا. إن البلد الذي أقام دائما علاقات صداقة مع جميع البلدان العربية، وخاصة مصر، ودعم هذه الدولة في أصعب الظروف التي مرت بها، لن يترك حقيقة انتهاك حقوق مواطنيه بدون اهتمامquot;. وذكر عضو مجلس الفدرالية أن السلطات المصرية مازالت تحتجز 15 شخصا من الشيشان، مؤكدا أن ظروف اعتقالهم سيئة جدا.