ربيع طهران الديمقراطي ينتهي بخيبة أمل في الجمهورية الإسلامية
موسوي أصبح غاندي إيران ورمزاً للجيل الجديد
إيران ... الثورة المضادة؟ |
غير أن (نيويورك تايمز) ذكرت أن موسوي تحول إلى رمز للمعارضة بين عشية وضحاها، فقد ظهر في اللحظة الأخيرة لكي يمثل نتاج استياء شعبي ظهر ضد رئاسة أحمدي نجاد، وهو أبعد ما يكون عن أن يكون ليبرالياً بالمعنى الغربي، ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيكون مستعدا للمضي قدما من أجل الدفاع عن الآمال الواسعة في الديمقراطية التي جاء ليجسدها.
ونوهت الصحيفة الأميركية بأن موسوي بدأ كشخصية متشددة بارزة من داخل النظام ، ثم انتقل إلى المعارضة ، ولا تزال دوافعه لذلك التحول غامضة، فلقد كان مقربا من الزعيم الراحل الخوميني مؤسس الثورة الإسلامية في إيران؛ ولكنه على خلاف مع الزعيم الأعلى الحالي علي خامنئي.
أنصار موسوي |
ووصفت موسوي بأنه بعيد على أن يكون رئيسا صوريا أو شكليا فهو هادئ الطبع، متأن، ويتمتع بأسلوب ساحر في التحدث، ويرى أكثر المدافعين عنه تشددا أنه شخصية ذات سحر آسر quot;كاريزماquot;، فلقد خرج إلى الحياة العامة منذ عقدين، فهو مهندس معماري حلو اللسان يهوى مشاهدة الأفلام في المنزل، كما يصفه آخرون بأنه شخصية ذات عزيمة علمته تجربته القاسية عندما عمل رئيسا لوزراء إيران خلال فترة الثمانينات ألا يهاب اتخاذ القرارات التي تنطوي على مخاطرة كبرى.
وحتى وقت طويل ظل الكثيرون يقارنون موسوي بمحمد خاتمي رجل الدين الإصلاحي ذي الشخصية الكاريزمية الذي كان رئيسا في الفترة ما بين 1997 إلى 2005 ، غير أن هناك من يقولون الآن إن موسوي اتخذ خلال الاحتجاجات الأخيرة موقفا صارما ضد الحكومة بشكل لم يكن لخاتمي أن يتخذه، وأن ما يحدث في إيران هي إرهاصات مبكرة لما بات يوصف بالثورة الناعمة التي لا يعلم أحد مدى الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور.
آلاف المتظاهرين يوم امس في طهران. (نقلا عن تويتر) |
أما في الصحافة البريطانية فلم تتغير زاوية الرؤية كثيراً عن نظيرتها الأميركية، فقد تناولت افتتاحية صحيفة quot;التايمزquot; ما جرى في الانتخابات الإيرانية، قائلة إنها كانت قادرة على جلب الحرية لو لم يتعمد المتشددون لتزويرها وأن النتيجة التي أسفرت عنها تضع الغرب مرة أخرى موضع الاختبار، فالمؤسسة الدينية المهيمنة على مقاليد الأمور في طهران لم تقتنع بالمسارعة إلى إعلان فوز نجاد على الرغم من احتجاج المنافس الآخر موسوي، بل أعلنت أيضاً أن ذلك الفوز قد جاء بفارق كبير يكاد يصل إلى ثلثي عدد الأصوات في الانتخابات، وإن كانت محاولتها لإضفاء مسحة من الديمقراطية الشكلية على تلك الانتخابات باءت بالفشل الذريع لحد وصفها بالمهزلة.
ورأت الصحيفة أن ما سبق الانتخابات، وما تلاها يكشف عن استقطاب حاد في المجتمع الإيراني، وطبقة وسطى غاضبة، وجيل شاب يتوق للحرية، كما أن الحملات الانتخابية السابقة على الاقتراع قد شهدت النساء، وهن يعترضن على الأوامر الخاصة بارتداء الحجاب عنوة، ويختلطن بالرجال في الميادين، بل ويشاركنهم الغناء والأناشيد، وهو ما أغضب المتشددين الذين خشوا من انفلات الأوضاع، وتأثير ذلك على استمرار النظام الثوري فتدخلوا بوحشية بالغة رآها العالم كله على شاشات التلفاز.
كما رأت الصحيفة أيضاً أن quot;ربيع طهرانquot; الديمقراطي كان قصيراً، حيث لم يستغرق سوى أسابيع قليلة، وهو ما يرجع إلى حرص المتشددين على إنهائه سريعاً، لأنهم رأوا بأعينهم إلى أين يمكن أن تقود الديمقراطية، وإلى أين تقود حرية التعبير، وإلى أين يقود كشف فساد موظفي الدولة، وإلى أين يمكن أن تقود تظاهرات الاحتجاج عقب انتشار إشاعات عن تلاعب وتزوير كبير في الانتخابات وصل في فجاجته إلى حد إعلان أن المرشح المنافس موسوي قد خسر الانتخابات حتى في قريته.
تطلعات جيل جديد في إيران |
وكانت واشنطن قد أعلنت تسمية الدبلوماسي المخضرم دنيس روس الذي سيترك منصبه في وزارة الخارجية قريباً ليتولى دوراً أكثر فاعلية في صوغ السياسة الأميركية حيال إيران في البيت الأبيض، ونقلت وكالة quot;فرانس برسquot; عن مسؤولين أميركيين قولهم إن روس سوف ينتقل للعمل في البيت الأبيض، ليدخل في صلب سياسات إدارة أوباما حيال إيران، غير أن مسؤولين قالوا لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot;، أن انتقال روس لا علاقة له بتلك الأحداث.
وخلافاً للمبعوثين الأميركيين جورج ميتشل للشرق الأوسط وريتشارد هولبروك لباكستان وأفغانستان، اللذين توليا منصبيهما وسط أجواء صاخبة، لم يلفت روس الانتباه بعد إعلان منصبه، كما أعطي لقبا مبهما هو مستشار خاص لشؤون الخليج وجنوب غرب آسيا، وتشتمل مهماته تعزيز سياسة إدارة أوباما في التعاطي دبلوماسيا مع إيران.
التعليقات