الكويت: إتهم الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن الهجوم الذي اوقع نحو 20 قتيلا بينهم وزير الأمن في الحكومة الصومالية العقيد عمر حاشي آدم وسفير الصومال السابق لدى الاتحاد الافريقي عبد الكريم حارق. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن الرئيس الصومالي شيخ شريف قوله في مؤتمر صحافي quot;كما ترون هذا البلد يهاجم من قبل الارهابيين الذين لا يقبلون ان يرفع علم صومالي او بوجود امة صومالية او سلام في هذا البلدquot;. واضاف quot;انه تحت ذريعة الدين الاسلامي يرى هؤلاء انه يجوز لهم قتل الناس ونهب ممتلكاتهم وسحق كرامتهمquot;.
وجدد الرئيس الصومالي اتهامه لعناصر اجنبية بالمشاركة في المعارك بالقول quot;تعلمون ان كثيرا من الاجانب يدخلون الى الصومال بمزيد من المشاكل والحكومة مسؤولة - فى حدود قدرتها - عن الدفاع عن الشعب والامة ضد هذا الخطرquot;. وكان المتحدث باسم تنظيم شباب المجاهدين - وهو احد ابرز الفصائل الاسلامية المعارضة للحكومة الصومالية - ان احد عناصرها نفذ الهجوم الانتحاري في احد الفنادق بمدينة بلدوين شمال العاصمة مقديشيو.
وقالت الاذاعة quot;ان اقحام الرئيس الصومالي للقاعدة بهذا الامر انما هو تلميح بطريقة اخرى انه ليس هناك فرق بين تنظيم شباب المجاهدين وتنظيم القاعدةquot; خاصة ان الحكومة تتهم هذا التنظيم الصومالي بان له علاقات بالقاعدة وانه يؤوي اجانب ممن تدفقوا الى البلاد في الفترة الاخيرة. وكان شهود عيان قالوا ان الانفجار ادى الى تدمير معظم الفندق وخلف سحابة كثيفة من الدخان فوق المدينة التي تبعد حوالي 300 كيلو متر شمال العاصمة مقديشو.
ومن جانبه نفى المبعوث الخاص للصومال لدى الامم المتحدة احمد ولد عبد الله في حديث له مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان تتسبب تطورات الاحداث الاخيرة في بلاده بنسف عملية السلام مشيرا الى ان هناك حاجة الى مزيد من الصبر. واكد ان العملية السلمية تسير بشكل طيب مشيرا الى انه لا يمكن منع الانتحاريين بالقول انه quot;ليس هناك ما يمكن عمله تجاه شخص عقد العزم على قتل نفسهquot; مضيفا quot;ان التحقيق في هذا الهجوم سيكون مثيرا للغايةquot; حيث سيساعد التحقيق ايضا على معرفة معلومات عن المهاجم الانتحاري وجنسيته.
يذكر ان الامم المتحدة قامت بدور كبير للتوسط بين الاطراف المتنازعة في الصومال للوصول الى حل سلمي للازمة الصومالية ولكن يرى بعض المراقبين ان تطورات الاحداث في الصومال سوف تنسف العملية السلمية. واوضح المبعوث الخاص للصومال لدى الامم المتحدة المسؤول الصومالي انه بعد عشرين عاما من اعمال العنف والقتل لن يتحقق السلام بين عشية وضحاها مضيفا والرئيس ورئيس الوزراء توليا دفة الامور في يناير او فبراير الماضيين ولم يمر على ذلك ستة اشهر. واضاف ان الحكومة تواجه ايضا بعض من يتربح من اعمال العنف سياسيا واقتصاديا لذا فان سلاما شاملا بعد عقدين من اعمال العنف ليس بالامر السهل.
وحول اخر التطورات الميدانية قالت (بي بي سي) ان مقديشو شهدت ليلة هادئة نسبيا في المناطق التي جرت فيها الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي الفصائل الاسلامية المعارضة في شمال وجنوب مقديشو. واضافت انه لم تكن هناك مواجهات مباشرة تذكر خلال الليل وانما كان هناك تبادل لاطلاق النار المتقطع بين المتواجدين في المواقع الامامية كما كان هناك قصف متقطع لبعض الاحياء في المناطق الشمالية من العاصمة وتحديدا في منطقة كاران والمدخل الشمالي الشرقي.
وكانت حصيلة الاشتباكات الاربعاء الماضي بلغت 30 قتيلا من بينهم قائد الشرطة في مقديشو ومن بين هؤلاء القتلى عشرة اشخاص على الاقل سقطوا حين اصابت قذيفة هاون احد المساجد بالعاصمة. يذكر ان القوات الحكومية والقوات التي تدعمها الحكومة دخلت في معارك ضارية مع مسلحين اسلاميين متطرفين في مقديشو منذ السابع من الشهر الماضي حيث يشن المسلحون الاسلاميون بقيادة حركة شباب المجاهدين وميليشيا الحزب الاسلامي حملة عسكرية سيطروا خلالها على بعض مناطق البلاد.
ومنذ 22 مايو الماضي قام انصار الرئيس الصومالي بهجوم مضاد وادت تلك المعارك الى سقوط 270 قتيلا على الاقل بين مدنيين ومقاتلين فيما تشير تقارير الامم المتحدة الى نزوح اكثر من 122 الف شخص من ديارهم. من جانبها اشارت وكالات الاغاثة والمساعدات الدولية الى ان ما يقرب من اربعة ملايين صومالي او نحو ثلث سكان البلاد يحتاجون الى مساعدات غذائية. يشار الى ان الصومال عمليا بلا حكومة مركزية فعالة منذ سقوط نظام الجنرال محمد سياد بري في عام 1991.
التعليقات