مسألة المعتقلين مازالت عقبة أمام الحوار الوطني الفلسطيني
محادثات فتح وحماس تتواصل برعاية مصرية لليوم الثالث

نبيل شرف الدين من القاهرة: لليوم الثالث على التوالي واصل الحوار الوطني الفلسطيني أعمال جولته السادسة بين حركتي فتح وحماس من أجل التوصل إلى صيغة توافقية لإنهاء المشكلات العالقة وصولا لإنهاء حالة الانقسام بينهما. وأكد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو وفد الحركة لحوار القاهرة أنها معنية بإنهاء كل الملفات العالقة، لإيمانها بأن إنهاء حالة الانقسام مصلحة فلسطينية عليا، وشدد على أن فتح تتعامل مع الأمور بعقلانية وبعيدا من ردود الفعل وأنه رغم حملة الاعتقالات الضخمة التي نفذتها عناصر حماس المسلحة في خان يونس وغزة، فإن وفدي الحركتين سيبحثان بلورة الصيغة النهائية المتعلقة بكافة القضايا العالقة المتعلقة بنظام الانتخابات والقوة الأمنية المشتركة، واللجنة الفصائلية البديلة عن تشكيل حكومة توافق وطني.

كما أكد الأحمد أن اجتماع عمر سليمان مع وفدي فتح وحماس أنقذ جلسة الحوار من الفشل بعد أن حث الجانبين على ضرورة إنهاء الانقسام وتوقيع اتفاق في السابع من تموز (يوليو)، وقال الأحمد إن quot;انفراجا واضحا قد حصل في الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس ، سواء في ملف المعتقلين، وفي القضايا الأخرى، وأضاف: quot;سنبحث يوم الثلاثاء كل هذه القضايا ونأمل أن ننجزها حتى يتم عقد اجتماع شامل في الخامس من الشهر المقبل بمشاركة جميع الفصائل تمهيدا للتوقيع في السابع من يوليوquot;.

من جانبه، قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن ما بحثته اللجنة المكلفة بملف المعتقلين قدم على شكل مقترحات من قبل كلا الطرفين للجانب المصري الذي سيضع صيغة توفيقية في محاولة منه لإيجاد حل لهذا الملف. وأوضح الرشق أن اللجنة المكلفة بمتابعة قضية المعتقلين في الضفة وغزة ، أنهت عملها وانضم أعضاؤها اليوم لبقية أعضاء الوفدين، لتجري مناقشة كافة القضايا العالقة في محاولة للتوصل إلى صيغة توافقية في القضايا الأربع العالقة وهي : المعتقلون السياسيون، وملف الانتخابات، والأمن، واللجنة الفصائلية البديلة عن تشكيل حكومة توافق وطني.

ملفات عالقة

واجتمع رئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر سليمان، مع وفدي فتح وحماس، في إطار اجتماعات الجولة السادسة من الحوار الوطني الفلسطيني. وعقب الجلسة، عقدت جلسة ثانية مشتركة لوفدي الحركتين بحضور مساعدي رئيس الاستخبارات العامة المصرية، لبحث القضايا العالقة. وقال عضو وفد حماس في المباحثات، محمود الزهار، إن ما بُحث خلال اليومين الماضيين هو ملف المعتقلين السياسيين، مشيراً إلى أنه لم يُتوصّل إلى اتفاق حتى الآن على أي نقطة من القضايا العالقة، وأشار إلى أنه ستُبحث إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، والقانون الانتخابي، ومهمات اللجنة التنسيقية التي اقترحتها مصر إلى حين إجراء الانتخابات.

وحول ملف المعتقلين أعرب قيادي فتح عزام الأحمد عن أمله في أن تنجز كافة النقاط العالقة بشأن نظام الانتخابات والقوة الأمنية المشتركة، واللجنة الفصائلية البديلة عن تشكيل حكومة توافق وطني، وأضاف الأحمد أن ذلك سيكون مقدمة لاجتماع شامل يعقد في الخامس من الشهر المقبل بمشاركة جميع الفصائل ليتم التوقيع على اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام. وأوضح أن هناك مبادئ عامة تم الاتفاق عليها، وستتم صياغتها وتعلن بشكل لاحق، مضيفا: سنواصل العمل على تفكيك ملف المعتقلين، ووقف الاعتقالات سواء في غزة أو الضفة، رغم حالة الانفعال في قطاع غزة الناجمة عن اعتقال المئات من كوادر فتح، ونحن لن نتعامل بردة فعل على ما يجري، ولن ننفعل بسبب هذه الاعتقالات، بالإضافة إلى منع عدد منهم من السفر.

ولفت إلى أنه جرت مناقشات في مختلف القضايا وجرى التقارب أكثر بين الطرفين، ولكن من المبكر التحدث عنها للإعلام، كما أكد أن حركة فتح سوف تغلب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وستتعامل مع اعتقال مئات من أبنائها في غزة بعقلانية وبعيدا من الانفعالات، لأنها تؤمن بأن التصرف لابد أن يكون في إطار القانون ووفق ما تقتضي مصالح شعبنا، ونحن لا نتعامل مع ما تفعله في حماس في غزة بردة فعل، لأننا نعتبر أن كل الظاهرة غير شرعية ولا قانونية وبالتالي فإن عملها غير قانوني، ونأمل بأن يساعد ذلك في تفكيك الملف وإنهائه.

وحول مدى تفاؤله بتوقيع الاتفاق النهائي لإنهاء الانقسام في السابع من شهر يوليو، قال quot; اعتقد أن توقيع الاتفاق في السابع من الشهر المقبل بات في متناول اليد وأقرب من أي فترة مضت، ونأمل بأن لا تظهر عقبات جديدة في المستقبل. وكانت الجولة السادسة من الحوار الفلسطيني قد بدأت في القاهرة يوم الأحد الماضي، ويمثل حركة فتح: أحمد قريع رئيسا، ونبيل شعث وزكريا الاغا وعزام الأحمد وسعد الكرنز وماجد فرج وسمير المشهراوي أعضاء، فيما يمثل حماس كل من : موسى أبو مرزوق رئيسا وعماد العلمي ومحمود الزهار ومحمد نصر وخليل الحية ونزار عوض الله وعزت الرشق أعضاء.