حزمة تفاهمات بين فتح وحماس تراقبها لجنة من 7 دول عربية:
إنطلاق مؤتمر الحوار الفلسطيني في القاهرة بمشاركة 12 فصيلا

رسالة إلى رئيس التحرير: لا سلام بدون حماس

الحوار الفلسطيني ينطلق اليوم في القاهرة

فتح وحماس تتفقان على وقف الحملات الاعلامية

أولمرت: كنا قريبين جدًا من اتفاق مع الفلسطينيين

مطالبة أميركا وإسرائيل بتغيير موقفهما من حماس

ميليباند: مصر في وضع أفضل للتحدث مع حماس

ليفني تحذر من عملية إسرائيلية جديدة في غزة

نبيل شرف الدين من القاهرة: إنطلق اليوم الخميس في القاهرة مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني بمشاركة 12 فصيلاً وسط بوادر على تحسن في الأجواء بين حركتي فتح وحماس اللتين أعربتا عن أملهما في أن تسهم تفاهماتهما المارثونية حول ملفات الإعلام والمعتقلين والتجاوزات المتبادلة، بغية توفير المناخ الإيجابي لنجاح الحوار الوطني الشامل الذي ترعاه مصر، لرأب الصدع وإنهاء الإنقسامات الراهنة، وصولاً إلى توحيد الصف الفلسطيني.

واتفق وفدان من حركتي فتح وحماس خلال لقاءات ثنائية ماراثونية جرت على مدى اليومين الماضيين في القاهرة، وقبيل انطلاق مؤتمر الحوار الفلسطيني الشامل اليوم الخميس، والذي تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية، على الإسراع نحو إنهاء ملف المعتقلين لدى الحركتين، وتشكيل لجنتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لوقف كافة أشكال التحريض الإعلامي المتبادل بين الحركتين .

وبدا دور الوسيط المصري يواجه إختباراً بالغ الصعوبة، خاصة في ظل ما تصفه دوائر رسمية في القاهرة بحالة التربص بدورها الإقليمي، خاصة في الشأن المرتبط بالأوضاع في قطاع غزة التي تعد دائرة نفوذ تقليدية لمصر وترتبط بشدة بأمنها القومي، ويرى مراقبون أن مصر ربما لا تتمكن من البقاء كوسيط اقليمي وحيد وإن كان سجلها الطويل من النجاحات في التوصل الى هدنة في قطاع غزة في حزيران (يونيو) الماضي دامت ستة أشهر سيبقيها على الارجح في صدارة الأطراف الإقليمية القادرة على إدارة اللعبة وفق قواعد ترتضيها كافة الأطراف الإقليمية والدولية في منطقة تشهد ظروفاً بالغة التعقيد والتوتر .

أجندة الحوار

وتسعى الفصائل الفلسطينية إلى الاتفاق على عدة أهداف أهمهها تشكيل حكومة وحدة وطنية يقترح أن تكون من التكنوقراط غير الحزبيين لتتعامل مع الحكومات الأجنبية وتنسق لإعادة الإعمار في غزة، وتعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، لكن محللين يقولون انه سيكون من الصعب التوفيق بين الحاجة لتضمين وجهات نظر حماس في برنامج الحكومة والمطالب الأميركية والإسرائيلية بأن توفي الحركة بشروطهما اذا أرادت إجراء حوار معها .

وذكر المسؤولون أن المتحاورين سيشكلون بعد الافتتاح الرسمي للحوار لجانًا تجتمع في القاهرة خلال أيام قلائل لإنهاء الخلافات العالقة حول قضايا المعتقلين وغيرها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن موعد بدء جلسة الحوار كان قد حدد سابقا في الثاني والعشرين من شباط (فبراير)، غير أن مصر ارجأت هذا الموعد عقب اعلان إسرائيل ربط موافقتها على التهدئة مع الجانب الفلسطيني بإطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت . واستؤنف الحوار مؤخرًا بين وفدين من حركتي حماس وفتح، بهدف محاولة التوصل إلى صيغة للمصالحة الوطنية للمرة الأولى منذ أن سيطرت حركة حماس بالقوة على قطاع غزة، إثر مواجهات دامية مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في شهر حزيران (يونيو) من العام 2007 .

وتدهورت العلاقات بين حركتي فتح وحماس إلى أدنى مستوياتها خلال شهري كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين، وفي أثناء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر ثلاثة أسابيع، وقتل خلاله ما يزيد عن 1300 فلسطيني . وتسببت اتهامات حماس لفتح بالقيام باعتقالات في الاونة الاخيرة في الضفة الغربية في تسميم العلاقات بين الحركتين الكبيرتين اللتين توجد بينهما خلافات عميقة حول كيفية التعامل مع إسرائيل .

إلتزامات متبادلة

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده محمود الزهار القيادي في حركة حماس، والنائب عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية عقب اجتماعات لوفدي الحركتين بالقاهرة، أوضح الزهار أنه جرى الاتفاق بين الحركتين على ثلاث نقاط: الأولى quot;التأكيد على الالتزام بالوقف الكامل للحملات الاعلامية وذلك مع بدء جلسات الحوار الوطني الشاملquot; .
وأضاف أن النقطة الثانية هي الوقف الكامل والفوري للاعتقالات السياسية والتنظيمية وفقا للقانون والنظام، والإفراج عن أعداد من المعتقلين بين يدي انطلاق جلسات الحوار الوطني الشامل على أن تتواصل الإجراءات للإفراج عن أعداد أخرى معتبرة من المعتقلين ووقف التجاوزات في الضفة الغربية وقطاع غزة .

وأشار الزهار إلى أن النقطة الثالثة هي quot;تشكيل لجنتين في الضفة الغربية وقطاع غزة لضبط التجاوزات الإعلامية ومعالجة قضية الاعتقالات والتجاوزات كافة والعمل على مواصلة إطلاق سراح المعتقلين على أن يتم استكمال إغلاق ملف المعتقلين في مدى لا يتجاوز انتهاء جلسات الحوار الوطنيquot;. وأعرب الأحمد عن أمله في أن يتم إنهاء هذا الملف ولا يبقى مجالا لاستغلاله من قبل الأطراف التي لا تريد إنهاء حالة الانقسام، مؤكدا أنه يجب معالجة هذا الملف بشكل مع نهاية الحوار.

كما أعلن الاحمد أن حركة حماس أمرت برفع الإقامة الجبرية عن عدد من قادة حركة فتح في غزة وتم السماح لهم بالمغادرة وعادوا إلى رام الله، مشيرا إلى أنه تم تسليم حركة حماس قائمة أولى من المعتقلين من حركة فتح في غزة ووعدنا بمعالجتها . وحول الضمانات التي تقدمها الحركتان لإنجاح الحوار الفلسطيني، قال عزام الأحمد إن quot;الضمانة الحقيقية تكمن في الإرادة الوطنية المشتركة لإنهاء الانقسام ووحدة الصف، فضلا عن رعاية مصر للحوار، ووجود لجنة رفيعة المستوى تضم ممثلين من سبع دول عربية لمتابعة تنفيذ ما نتفق عليهquot; .

وحول اشتراطات لجهات مانحة لإعادة إعمار غزة، قال الزهار: quot;إننا نرفض أي شروط لإعادة إعمار غزة تمس المصالح الفلسطينية، ونحن هنا في القاهرة ليس من أجل إرضاء جهات أجنبية تريد أن تعطي أموالها بشروط، فلا ينبغي لنا أن نكون أداة بيد أي جهة دولية على حساب مصلحتنا ومشاريعنا الوطنية، ونؤكد أن تشكيل حكومة وحدة وطنية هو أمر أساسي يخدم مصلحة الشعب الفلسطينيquot;، على حد قوله .

ملف المعتقلين

وحول تقارير تحدثت عن الإفراج عن 52 معتقلاً من حركة حماس في الضفة الغربية، وما إذا كان تم الاتفاق حول العدد الحقيقي لمعتقلي حركة حماس في الضفة، قال عزام الأحمد quot;تحدثنا عن الاعتقالات والتجاوزات سواء في الضفة أو في غزة وبدأنا بإغلاق وتفكيك هذين الملفين حتي نهيئ الأجواء للحوار ونجاحه،علىالرغم من أن هذا الملف ظهر نتيجة حالة الانقسام، إلا أننا ارتأينا أن نبدأ بمعالجته وبشكل متدرج إلى أن تتم إزالة الأسباب التي أدت إليهquot;.

من جانبه، قال محمود الزهار إن عدد المعتقلين في الضفة الغربية تجاوز 400 معتقل، وما تم إطلاق سراحهم تجاوز 80 معتقلاً حتى هذه اللحظة، لافتا إلى أن هناك محاولات حثيثة وتم إجراء اتصالات مع القيادة الفلسطينية لاستكمال إطلاق بقية المعتقلين. وأوضح الزهار أنه في ما يتعلق بالإدعاءات من أي طرف كانت حول الاعتقالات في غزة أو في الضفة، اقترحنا تشكيل لجنة في غزة والضفة لتدرس هذه الادعاءات ، وأن من عليه قضية جنائية وفق القانون سواء من فتح أو حماس فإنه خارج نطاق الحوار، موضحاً أن الاعتقالات التي ليس لها مستند قضائي أو قانوني فهذه قضية اعتقالات سياسية، وهي التي يجري الحديث عنها .

ومضى الزهار قائلاً quot;إن وفد الحركة جاء لإنجاح الحوار، مشيراً إلى أن نجاح الحوار وضعت له آليات شارك فيها الجميع بإخلاص، وأضاف quot;وضعنا آليات شكل الحوار ومنها اللجنة السباعية العربية التي تكفل استمرار وضمان الضغط على كل طرف للوصول إلى اتفاق ومستمرون أيضا في وضع تصور مهام اللجانquot;. وأشار الزهار إلى أنه سينطلق بعد جلسة الحوار تشكيل أسماء اللجان وأعضائها ومهامها وتنطلق كل لجنة بأسرع ما يمكن لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني والوصول إلى اتفاق واحد (حزمة واحدة).

وردا على سؤال عما إذا كان الخلاف الداخلي الفلسطيني قد أهدر فرصة إبرام اتفاقية للسلام مع إسرائيل، قال الزهار quot;إننا من البداية قلنا إن إسرائيل لا تريد اتفاقية سلام، ولكنه يريد اتفاقيات أمنية واقتصاديةquot;، مشيرا إلى أن المتابع لخط المفاوضات منذ عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات يجد أن إسرائيل انقلبت على هذه المفاوضات، وأكد أن وحدة الشعب الفلسطيني والحفاظ على المقاومة من الضمانات التي تستطيع أن تأتي في لحظة مناسبة بالحد الأدنى المطلوب لنا جميعاquot;، على حد تعبيره .