باخرة كورية تغير وجهتها لاشتباهها بنقل سلاح

واشنطن: أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية الأميركية فرض عقوبات على شركتين كوريتين شماليتين تُتهم إحداهما بمساعدة سوريا في بناء مفاعلها النووي المفترض في الكبر، في اشارة الى إنطلاق حملة أميركية للحدّ من قدرة بيونغ يانغ على تمويل تجاربها الصاروخية والنووية. ونقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; اليوم الاربعاء عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، انهم مصمّمون على تكثيف الضغوط على كوريا الشمالية رداً على سلسلة التجارب الصاروخية والتفجير النووي التي أجرتها خلال شهر ايار/مايو الماضي.

واستهدفت وزارة الخزانة شركة quot;هونغ كونغ للالكترونياتquot; في جزيرة كيش الإيرانية، بحجة انها quot;حوّلت ملايين الدولارات من الأموال المتصلة بالانتشار النووي في كوريا الشماليةquot;. واتهمت الوزارة الشركة بتسهيل quot;حركة الاموال من ايران الى كوريا الشماليةquot; لصالح شركة quot;كوريا للتعدينquot;، التي يشتبه في أنها المصدّر الرئيسي للسلع والمعدات المتصلة بصناعة الصواريخ البالستية والأسلحة التقليدية في كوريا الشمالية.

وأشارت الصحيفة الى ان الأسلوب الذي تعتمده الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس الأميركي باراك اوباما شبيه جداً بذاك الذي اعتمدته إدراة سلفه جورج بوش، ويديره الشخص نفسه، أي وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي الذي تخلى عنه بوش في أواخر عام 2006 في محاولة لكسب تعاون كوريا الشمالية من خلال الدبلوماسية. وكان بوش سمح بهدف التوصل الى اتفاق مع بيونغ يانغ، بإعادة 25 مليون دولار الى كوريا الشمالية جنتها عن طريق التزوير وتبييض الأموال، وشطب اسمها من لائحة وزارة الخارجية الاميركية للدول الراعية للارهاب، لكن الجهود الدبلوماسية انهارت قبل نهاية ولايته الرئاسية.

وقال المسؤولون في إدارة أوباما أن الدرس ممّا حصل، هو أنه لا يمكن التخفيف من الضغط على كوريا الشمالية قبل أن تتخذ هذه الاخيرة quot;خطوات لا رجوع عنهاquot; لوضع حدّ لبرنامجها النووي، فيما رجّح محللون أن تقدم بيونغ يانغ على تجربة صاروخية جديدة اعتباراً من نهاية الاسبوع الجاري. وقال ليفي في بيان ان quot;كوريا الشمالية تستخدم شركات مثل 'هونغ كونغ للالكترونيات' لإخفاء الطبيعة الحقيقية للتعاملات المالية، مما يجعل من المستحيل على الحكومات المسؤولة والمصارف الشرعية التمييز بين الصفقات المشروعة وغير المشروعة منها لكوريا الشماليةquot;.

وتتهم الشركة بأنها الوسيط الرئيسي في جهود كوريا الشمالية للحصول على المواد اللازمة لبرنامج لتخصيب اليورانيوم في البلاد ولبناء مفاعل نووي مزعوم في مدينة الكبر في سوريا قصفته الطائرات الاسرائيلية عام 2007. ويقول دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون ومسؤولون في أجهزة الاستخبارات ان quot;هونغ كونغ للالكترونياتquot; شكلت صلة الوصل الرئيسية بين بيونغ يانغ ودمشق وأمّنت للأخيرة مواداً اساسية من الصين لبناء مفاعل نووي، نقلتها سراً الى سوريا. وتهدف العقوبات الأميركية على الشركيتن الكوريتين الشماليتين، والتي أُعلن عنها أمس الثلاثاء، إلى قطع إمداداتهما وتجميد أصولهما المالية في الولايات المتحدة ومنع الأميركيين من التعامل معهما.

الرئيس الكوري الجنوبي يدعو بلاده للاتحاد في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية

من ناحيته دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك بلاده للإتحاد في مواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية، معتبراً أن الانقسامات الداخلية والمواجهات يمكن أن تتسبّب بأضرار أكبر من تلك التي تسبّبها الاسلحة الكورية الشمالية. ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب)عن لي قوله أمام مجموعة من المستشارين المدنيين في الشؤون الكورية الشمالية، ان quot;الأخطر من التهديدات الخارجية هو تلك الداخلية، أي الانقسامات والمواجهات في ما بيننا، ذلك أنها تضعف الحملة الوطنية للتغلب على الأزمة الاقتصادية والجهود التي نبذلها من أجل حلّ القضايا بين الشمال والجنوبquot;.

وقال quot;إذا كان أحدنا يحبّ وطنه ويرغب بتوحيد الشمال والجنوب (أي توحيد الكوريتين)، فيجب أن نضمّ جهودنا بقلب مفتوح بدلا من العمل على تعزيز الانقسام والمواجهةquot;، داعياً كوريا الشمالية الى وقف التهديدات العسكرية لسيول. ولفت الى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره يتجهان نحو عالم خال من الأسلحة النووية، quot;مما يعني أن حيازة كوريا الشمالية على هذا السلاح لن تؤدي إلا إلى زيادة عزلتها عن العالمquot;.

ودعا الرئيس الكوري الجنوبي بيونغ يانغ الى الإفراج فورا عن الموظضف الكوري الجنوبي الذي تعتقله بيونغ يانغ منذ من ثلاثة اشهر، متعهداً بمواصلة quot;تصويب العلاقات بين الجنوب والشمال رغم أن هذه المهمة ستكون صعبة وشاقةquot;. وتوترت العلاقات بين سيول وبيونغ يانغ بعد إقدام الاخيرة على إجراء تجربتها النووية الثانية في 25 أيار/مايو الماضي بالاضافة الى سلسلة من التجارب الصاروخية، وإعلانها إبطال اتفاق الهدنة الموقع بين الكوريتين والعودة الى تخصيب اليورانيوم لإنتاج أسلحة نووية.