نيجيريا: عبر ناشطون في مجال حقوق الانسان عن قلقهم ازاء مقتل محمد يوسف، زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة في شمال نيجيريا، على ايدي رجال الشرطة يوم امس الخميس واصفين تصفيته بأنها كانت quot;عملية اغتيال منافية للقانون.quot; وعبرت وزيرة الاعلام دورا اكونييلي عن ارتياحها لمقتل يوسف، لكنها أكدت انها لا تدافع عن القتل بدون محاكمة. وقالت الوزيرة انه من الضروري معرفة ملابسات الحادث، لكن مقتل يوسف quot;شيء ايجابي لنيجيرياquot; على حد قولها. والمياه تعود الى مجاريها في مدينة مايدوغوري، حيث عادت المحلات التجارية والبنوك لفتخح ابوابها.

وكان مسؤولون نيجيريون قد قالوا إن يوسف البالغ من العمر 39 عاما قد قتل رميا بالرصاص عند محاولته الهرب. وكانت الشرطة قد اعلنت نبأ اعتقاله قبل ساعات قليلة من مقتله. وتتهم الحكومة النيجيرية جماعة بوكو حرام بالمسؤولية عن اعمال العنف التي شهدتها عدة ولايات شمالية في الايام الماضية، والتي خلفت مئات الضحايا بين قتيل وجريح. يذكر ان هدف الجماعة المذكورة الاطاحة بالحكومة النيجيرية واقامة نظام يطبق انموذجا متشددا من الشريعة الاسلامية على انقاضه.وكانت مجموعة من الصحفيين اتيحت لهم فرصة مشاهدة شريطين مسجلين يظهر احدهما محمد يوسف وهو يدلي quot;باعترافاتquot;، والآخر جثته وقد اخترقتها عدة طلقات نارية.

وقال موزيز انيجبود، مساعد مدير شرطة مايدوغوري، للتلفزيون النيجيري إن محمد يوسف قتل على ايدي قوات الامن لدى محاولته الهرب. كما نقلت وسائل الاعلام عن ناطق باسم حاكم ولاية مايدوغوري تأكيده ان يوسف قتل لدى محاولته الفرار. وكانت القوات النيجيرية قد اقتحمت معقل حركة بوكو حرام ليلة الاربعاء الماضي، وقتلت عددا من افراد الحركة واجبرت آخرين على الفرار. وقد عثر على محمد يوسف يوم الخميس مختبئا في زريبة للمواشي في منزل والد احدى زوجاته. وطالبت منظمة هيومان رايتس ووتش بأجرء تحقيق فوري في الحادث.

وجاء على لسان اريك جوتشتوس الناطق باسم المنظمة قوله: quot;إن القتل غير القانوني لمحمد يوسف اثناء وجوده في قبضة رجال الشرطة لنموذج مخيف لاحتقار الشرطة في نيجيريا لمبدأ سيادة القانون.quot; ونقلت وكالة اسوشييتيدبريس عن كورين دوفكا، وهي باحثة تعمل لدى المنظمة ذاتها، قولها: quot;على السلطات النيجيرية التصرف بشكل عاجل للتحقيق في هذه القضية ومقاضاة كل من لعب دورا في تنفيذ عملية القتل غير القانونية هذه اضافة الى كل اولئك المتورطين في اعمال العنف التي شهدتها الاقاليم الشمالية من نيجيريا في الآونة الاخيرة.quot;

يذكر ان اعمال العنف اندلعت ليلة الاحد الماضي في ولاية باوشي، وانتشرت لاحقا الى مدن وبلدات اخرى شمال شرقي البلاد. ففي باوشي، حاولت مجموعات من المسلحين اقتحام المباني الحكومية ومقر الشرطة الرئيسي، ولكن العشرات منهم قتلوا على ايدي قوات الامن. تلا ذلك نشوب معارك طاحنة بين المسلحين ورجال الشرطة انتهت باقتحام قوات الامن لمعقل حركة بوكو حرام. ويعتقد ان اعمال العنف اودت بحياة اكثر من 300 شخص، الا ان بعض التقديرات غير المؤكدة تشير الى ان ضعف هذا العدد قضوا في المعارك.

وقال الصليب الاحمر إن اكثر من 3500 من سكان المنطقة اضطروا للنزوح عن مساكنهم بسبب القتال، وانهم موجودون الآن في معسكرات مؤقتة اقيمت لايوائهم. ويتهم شهود ومنظمات حقوق الانسان القوات النيجيرية بالافراط في استخدام القوة اثناء تصديها للمسلحين، الا ان الجيش ينفي ذلك ويصر على انه استخدم الحد الادنى الممكن من العنف. وتقول الشرطة النيجيرية إن محمد يوسف رجل دين من ولاية يوبي، وهو متزوج من اربع نساء وله 12 طفلا. ويوصف محمد يوسف بأنه كان زعيما ذا جاذبية كبيرة.

وتعارض جماعة بوكو حرام التي كان يتزعمها الاسلوب الغربي المتبع في النظام التعليمي في نيجيريا، وتعتقد الجماعة ان الافكار الغربية تفسد الحكم في البلاد. وتطالب بوكو حرام بتطبيق الشريعة الاسلامية في كل انحاء نيجيريا. يذكر ان الشريعة الاسلامية تطبق بالفعل في بعض اجزاء الشمال النيجيري الذي يدين غالبية سكانه بالديانة الاسلامية.