كابول، وكالات:
سيتوجّه الأفغان إلى صناديق الاقتراع في 20 أغسطس/آب في الانتخابات الرئاسيّة الثانية منذ انهيار نظام quot;طالبانquot; في العام 2001، لإجراء انتخابات الأقاليم التي يتنافس فيها الرئيس الحالي حامد كرزاي أمام 35 مرشحًا. وأشار استطلاع للرأي إلى أنّ كرزاي متقدّم بفارق كبير على أقرب منافسيه عبد الله عبد الله لكنّ الفارق لا يكفي لتجنّب جولة إعادة. وتوعّدت طالبان التي أصبحت أقوى من أيّ وقت مضى منذ الإطاحة بها قبل ثماني سنوات باستهداف مراكز الاقتراع، وهدّدت بشنّ هجمات للانتقام من الناخبين. وفي هذا السياق ذكرت تقارير موافقة قادة حركة طالبان على سلسلة من الصفقات السريّة لوقف النار في أفغانستان، لتمكين الناخبين من التصويت في جنوب البلاد خلال انتخابات الرئاسة المقرّرة. وقالت صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانيّة إنّ الصفقات التي أدّى أحمد والي كرزاي، شقيق الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ومدير حملته الانتخابية، دور الوسيط فيها تملي على قادة quot;طالبانquot; سحب مقاتليهم من خطوط القتال في يوم الانتخابات والسّماح لقوات الجيش والشرطة الأفغانية بتأمين الحماية في مراكز الاقتراع.

وأبلغ أحمد كرزاي الصحيفة أنّ quot;اتفاقات الهدنة في بعض أقاليم أفغانستان الأكثر دموية مثل هلمند وقندهار، سيتمّ الإعلان عنها في غضون الأيام القليلة المقبلة مع قادة من حركة quot;طالبانquot; وستسمح بافتتاح المزيد من مراكز الاقتراعquot; وقال: quot;إنّ قادة 'طالبان' منقسمون بالآراء بشأن تنفيذ أوامر زعيمهم الملا عمر بعرقلة الانتخابات الرئاسية... وسيقوم بعض قادة 'طالبان' بإدارة ظهوهم لهذه الأوامر، في حين يعمل آخرون على تنفيذها لاعتقادهم بأنّها تخدم الحرب اليهودية والصليبيّة ضدهمquot;. وأضاف شقيق الرئيس الأفغاني أنّه التقى بقائد من quot;طالبانquot; يتمتّع بتأثير نافذ، وأبلغه أنّ انتخابات الرئاسة ستُجرى بغضّ النظر عن مشاركة الأقاليم غير المستقرّة مثل هلمند وقندهار فيها، لأنّ هناك 32 إقليمًا في أفغانستان ولن تنتظر ما ستفعله قندهار أو هلمند حيالها.

وأكّد أحمد كرزاي بأنّ شقيقه quot;سيفوز بولاية رئاسيّة ثانية في الانتخابات المقبلة لأنّ منافسيه، ومن بينهم وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، لا يحظون بالتأييد المطلوب، بينما هو يحظى بدعم 95% من سكان المناطق الجنوبيةquot;.

وكشف أنّ حكومة كرزاي quot;ستقوم بنشر ميليشيات قبليّة في جنوب أفغانستان للمساعدة على توفير الأمن في مراكز الاقتراعquot;. وقالت quot;الغارديانquot; إنّ متحدثًا باسم منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أكّد أنّ الحلف quot;يدعم أيّ مبادرة ترمي إلى تعزيز الأمن وتمكين الناس في أفغانستان من التّصويتquot;، كما باركت السفارة الأميركية في كابول هذه الخطّة التي تمّت مناقشتها الأسبوع الماضي خلال اجتماع مشترك مع رؤساء أجهزة الأمن الأفغانية قال مسؤول أفغاني كبير إنّ شيوخ قبائل وزعماء دينيين أفغان في جنوب أفغانستان يجرون محادثات مع قادة محليين في حركة quot;طالبانquot; في محاولة للتوصل إلى هدنة قبل الانتخابات الرئاسيّة المقرّرة الأسبوع المقبل في حين نفى أحمد والي كرزاي، في حديث خاص لشبكة quot;سي ان انquot; الإخبارية الأميركية، التقرير الذي نشرته quot;الغارديانquot; البريطانية اليوم وأفاد بأنّ قادة quot;طالبانquot; وافقوا على سلسلة من الصفقات السريّة لوقف النار في أفغانستان، وقال إنّ المناقشات ما زالت جارية وهي تتمّ على المستوى المحلّي وليس الإقليمي.

وتنامى العنف في الآونة الأخيرة وشنّ مقاتلو طالبان مجموعة من الهجمات الجريئة على مبانٍ حكومية إقليمية في الجنوب والشرق كما شنّوا هجمات على مناطق كانت هادئة في الشمال والغربأدّت إلى مقتل سبعة اشخاص، وذلك لتفي بوعدها بالعرقلة.

وقالت وزارة الدّفاع الأفغانيّة إنّ سبعة أشخاص على الأقلّ قتلوا وأصيب مئة في الانفجار الذي وقع أمام المقرّ المترامي الأطراف لقوّة المعاونة الأمنية الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ايساف) قرب السفارة الأمريكية في كابول، وأدّى الانفجار إلى تناثر زجاج نوافذ في المنطقة وهزّ مبانٍ في حيّ وزير أكبر خان حيث توجد غالبية السفارات والمنظمات الأجنبية الرئيسة في العاصمة، كما هزّ الانفجار أيضًا الثقة في الانتخابات الرئاسيّة الأفغانية التي ستُجرى في العشرين من الشهر الحالي. وهجوم يوم السبت هو الاول في كابول منذ يناير/ كانون الثاني عندما استهدفت السفارة الألمانية هناك كما وتعرضت كابول لهجمات صاروخية في الآونة الأخيرة أيضًا. وبدا أنّ السيارة الملغومة التي انفجرت يوم السبت مرت من نقطتي تفتيش لا يوجد فيهما الكثير من رجال الأمن.

وعلى الصعيد الدّاخلي الأفغاني، عاد الزّعيم الأوزبكي المنفي عبد الرشيد دستم إلى بلده أفغانستان يوم الأحدآتيًا من تركيا بعدما منحته الحكومة الضوء الأخضر للعودة، ويمكن لأنصار دستم قلب موازين الانتخابات الرئاسية المقررة الأسبوع الحالي، وقد هدّدوا بسحب تأييدهم للرئيس حامد كرازاي في الانتخابات المقررة إذا لم يسمح للجنرال الشيوعي السابق بالعودة الى بلاده. وكان أنصار دستم منحوه عشرة في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسيّة عام 2004. وسيواجه كرزاي جولة إعادة أمام صاحب المركز الثاني في التصويت من بين 35 مرشحًا إذا فشل في ضمان أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى. وأشار استطلاعان للرأي إلى أنّه يحظى بتأييد نحو 45 في المئة من الناخبين. وكان دستم - وهو سياسي محنّك يوصف بأنّه صانع الزّعماء السياسيين - يعيش في تركيا منذ العام الماضي بعدما أنهت الحكومة الأفغانية الإقامة الجبريّة التي فرضت عليه بسبب القتال مع منافس. ولم يتّضح ما إذا كان دستم قدنفي قسريًّا ام اختياريًّا، لكنّ بيان الحكومة ذكر يوم الأحد أنّه لا يوجد سبب قانوني يمنعه من العودة. وقالت محطة (تولو تي.في) التلفزيونيّة ومساعد للجنرال السابق إنه وصل الى كابول مساء يوم الأحد . وكان دستم حليفًا رئيسًا في التّحالف الذي أطاح حركة طالبان عام 2001 لكنّه كان يواجه اتّهامات بشكل متكرّر من قبل جماعات حقوق الإنسان بارتكاب انتهاكات واسعة النّطاق بخاصّة في ما يتعلّق بالسّماح بمذبحة لعدّة آلاف من سجناء طالبان.