الجزائر: قالت صحيفة جزائرية إن المخابرات تعمل حاليا على إقناع أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الصحراء، يحيى جوادي، مع أتباعه للالتحاق بسياسة المصالحة الوطنية في محاولة لإنهاء النشاطات quot;الإرهابيةquot; على الساحل الإفريقي.

وذكرت صحيفة quot;الخبرquot; على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الثلاثاء، أن وفدا أمنيا جزائريا يعمل حاليا بالتعاون مع أحد أقارب يحيى جوادي المكنى quot;يحيى أبو عمارquot; على إقناع الأخير وقائده العسكري quot;عبد الحميد السوفيquot; بمسعى المصالحة من خلال إشراك أعيان من قبائل البرابيش المالية وتائبون من مسلحي الصحراء السابقين، يتقدمهم غريقة نور الدين وعبد الرزاق البارا.

وأضافت أن المسعى الجديد، يعتمد على أحد أكثر quot;الإرهابيينquot; السابقين مصداقية لدى زملائه في السلاح، المدعو غريقة نور الدين المعتقل حاليا لدى أجهزة الأمن الجزائرية، والذي كان قد وجه مع أميره السابق عبد الرزاق البارا (المعتقل أيضا) رسائل مكتوبة إلى مسلحي الصحراء.

وقالت إن مبعوثين عن مصالح الأمن نقلوا رسائل من أقارب يحيى جوادي الذي ينحدر من ولاية تيارت(300كم غرب العاصمة الجزائرية)، ومعها رسائل من رفاقه بالسجن. وأكدت أن مصالح الأمن تسعى لترتيب اتصال بين جوادي وأقاربه من خلال نقلهم إلى الحدود الجزائرية المالية مع توفير ملاذ آمن لهم.

وذكرت أن أجهزة الأمن تعتمد في مواصلة مسعاها لضم أكبر عدد ممكن من مسلحي الصحراء للمصالحة الوطنية، على قبول قادة إمارة الصحراء لمبدأ الاتصال مع أجهزة الأمن في عدة مناسبات، كما حدث خلال أزمات خطف الرهائن، وقبول جوادي لفكرة تلقي رسائل من زملائه المسجونين في الجزائر، وهي رسائل طلبت منه، قبل عدة أشهر، الإفراج عن الرهائن الغربيين لدى قائده العسكري ''السوفي''.

وأضافت الصحيفة أن أجهزة الأمن لمست اختلافا في تعامل قيادة إمارة الصحراء مع المستجدات الميدانية بطريقة توصف بالبراغماتية والعقلانية البعيدة عن المنهج السلفي الجهادي العقائدي المتشدد، الذي خطّه الجيل الثاني من قادة تنظيم القاعدة الدولي، من أمثال أبو مصعب الزرقاوي وأبو يحيى الليبي.

وأشارت إلى أن قادة قاعدة الصحراء، يختلفون مع نصوص وأدبيات تنظيم القاعدة الدولي عندما سمحوا بالإفراج عن المبعوث الأممي روبرت فاولر قبل عدة أشهر مقابل فدية مالية، والإفراج عن زملاء لهم. كما أن يحيى جوادي عرض قبل أشهر على دول منطقة الساحل الإفريقي هدنة مقابل عدم التعرّض لأتباعه دون العودة لقائده عبد الملك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود).