بغداد: أعلن مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية إجراء تغييرات على الخطط العسكرية المطبقة حالياً لمواجهة quot;التزايد الملحوظquot; في معدلات الهجمات المسلحة التي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ خلال الاونة الاخيرة.

وقال وكيل وزير الداخلية العراقي احمد الخفاجي فيتصريح لوكالة الانباء الايطالية آكيquot;عقب تفجيرات الأمس تشكلت على الفور لجان تحقيق عليا لمعرفة أسباب هذا الخرق الأمني، وهي لاتزال تمارس مهامها للتوصل إلى حقيقة ما جرى والتقصي عن أوجه الخلل والقصور في الاجراءات الأمنية والكشف عن الجهات الإرهابية المتورطةquot;.

ونوّه المسؤول الامني العراقي إلى أنه حالما تنتهي مهام هذه اللجان التي أشار أنها quot;تحتاج إلى وقتquot; سيكون بإمكانها quot;رفع توصيات بتغيير الخطط الأمنية المطبقة كي تتناسب وحجم التحديات الراهنةquot;. واضاف quot;ما حدث يدفعنا إلى أن نراجع اجراءاتنا في تأمين وحماية أرواح العراقيين، واستكشاف السلبيات للخروج بنتائج ايجابية من شأنها منع أية أخطار تهدد سلامة البلاد على مختلف المستوياتquot;.

وأقر الخفاجي بوجود quot; تقصيرquot; لدى قوات الأمن في تفادي وقوع الهجمات الأخيرة والكشف المبكر عنها، وquot;اذا دلت التحقيقات على وجود مثل هذا القصور، فسنتخذ اجراءات بحق المقصرين من رجال الأمنquot;.

وحمّل وكيل وزارة الداخلية العراقية quot;تنظيم القاعدة وأنصار نظام صدام حسينquot; المخلوع مسؤولية الهجمات. وأضاف موضحا quot;إن عمليات إرهابية من هذا النوع تحمل بلاشك بصمات القاعدة التي تحالفت مع أزلام صدام لضرب العملية السياسية وإرجاع العراق إلى مربع العنف الطائفيquot;.

وعن مصير قرار رفع العوارض الاسمنتية من شوارع بغداد، رّد الخفاجي بالقول quot;هذا القرار اتخذ مع استتباب الأوضاع الأمنية لاسيما في العاصمة، ولكن مع هذه التطورات الأخيرة، فربما يصار إلى رفع بعضها والإبقاء على البعض الآخر منها، وعلى أي حال فإن الموضوع برمته الآن قيد الدراسة والبحثquot;.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا إلى quot;إعادة تقييمquot; الإجراءات الأمنية في البلاد عقب التفجيرين اللذين استهدفا وزارتي الخارجية والمالية في بغداد وأوقعا 95 قتيلاً واكثر من الف جريح على الأقل.

وحسب المالكي، فقدquot;سبقت هذه الجرائم البشعة حملة تشهير وتحريض وتشويه منظمة قادتها جهات معروفة في محاولة يائسة لإرباك العملية السياسية، والتأثير على الانتخابات البرلمانية التي ستجري في مطلع العام المقبلquot;. وأعتبر أن هذه quot;المواقف هيأت الأجواء للإرهابيين لتنفيذ جرائمهم بحق الأبرياء إلى جانب فتاوى التكفير التي لم تتوقف يوماً عن تأجيج الطائفيةquot;.

أميركا لم تحصد سوى خيبة الأمل في العراق

من جهة اخرى، قالت نائبة رئيس المركز الروسي للبحوث السياسية والاستراتيجية، المحللة السياسية إيرينا زفياغيلسكايا، أن الهجمات الأخيرة في العراق ليست سوى إشارة للأميركيين بأن جهودهم التي بذلوها طيلة السنوات الماضية قد باءت بالفشل، ولم يحصلوا على أية نتائج أرادوها.

وأضافت المحللة السياسية قائلة: إن هناك عدة أسباب لتأزم الوضع الحالي، منها: يريد المتطرفون أن يثبتوا للعالم أن أميركا على مر السنين التي قضتها في العراق لم تحصل على شيء، ولم تستطع إيقاف هجماتهم أو الحد منها، وحتى فكرة تسليم بعض المهام الأمنية للسلطة المحلية هي فكرة غير واقعية في نهاية المطاف.

واضافت انه شرحاً لهذه الحالة السياسية العامة التي تعتري العراق، لا يوجد توافق قومي وعرقي في العراق، وهذه الحرب أججت الخلافات الدينية، ليصبح شعار الحرب quot;الجميع ضد الجميعquot;.

وأضافت المحللة السياسية: في السابق، لم يسمح صدام حسين كحاكم شمولي بدخول الشيعة والأكراد إلى السلطة إلا بنسبة قليلة، لكن بعد سقوطه أصبح الوضع مختلفاً تماماُ، حيث أن النظام الجديد لا يستطيع المفاخرة بأنه يسيطر على المجتمع الذي كان يحكمه صدام حسين.

وعبرت الخبيرة عن رأيها، بأن النقطة الرئيسية الآن تكمن في إيجاد أرضية لتقارب جميع أطياف المجتمع العراقي كخطوة مهمة في طريق التسوية العراقية.