القدس: يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو غدا الاثنين الى اوروبا لاجراء محادثات مع المسؤولين البريطانيين والالمان، وليلتقي دبلوماسيين اميركيين يسعون الى الحصول على تنازلات من اسرائيل لاحياء مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. وسيجتمع نتانياهو مع نظيره البريطاني غوردن براون الثلاثاء في لندن، حيث سيلتقي ايضا موفد الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الشرق الاوسط جورج ميتشل.

ومن لندن، يتوجه نتانياهو الاربعاء الى برلين للتشاور مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وفق ما اعلنت رئاسة الوزراء الاسرائيلية. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم نتانياهو ان محادثاته مع القادة البريطانيين والالمان ستركز على العلاقات الثنائية وquot;قضايا ذات اهمية اقليمية ودوليةquot;. وكان ميتشل اجرى في الاشهر الاخيرة لقاءات مكثفة مع المسؤولين الاسرائيليين، ما ادى الى تباعد مع الادارة الاميركية في ضوء مطالبة واشنطن تل ابيب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

وبريطانيا والمانيا من بين الدول الغربية التي ايدت دعوة الولايات المتحدة، معتبرة انها تشكل مقدمة لمعاودة مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بعدما توقفت في كانون الاول/ديسمبر الفائت اثر الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال اندرياس بيشكي المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية الجمعة quot;اوضحنا نحن والولايات المتحدة نظرتنا الى مسالة الاستيطان. انها واحدة من اكبر المعوقات امام حل يقوم على مبدأ الدولتينquot;.

ورغم ان اسرائيل تتمسك بمواصلة بناء الكتل الاستيطانية الكبيرة، افاد مسؤولون الاسبوع الفائت ان نتانياهو وافق على ازالة المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية والقدس الشرقية حتى بداية العام 2010. وقال ريغيف لفرانس برس quot;خلال الاسابيع الاخيرة تم احراز تقدم مهم ونريد مواصلة هذا الجهدquot;.

ورحب اوباما بما اعتبره quot;مبادرة اسرائيلية في الاتجاه الصحيحquot; وجدد دعوة الدول العربية والفلسطينيين الى اتخاذ مزيد من الخطوات بهدف بناء الثقة مع الاسرائيليين. واعلن البيت الابيض ان ميتشل سينجز خلال الاسابيع المقبلة الخطوات التي يمكن ان يقوم بها كل الاطراف تمهيدا لمعاودة مفاوضات السلام.

واضافة الى عملية السلام في الشرق الاوسط، ستتناول محادثات نتانياهو مع القادة الاوروبيين الجهود لوقف برنامج ايران النووي والذي تشتبه الدول الغربية واسرائيل بانه يهدف الى امتلاك قنبلة نووية، الامر الذي تنفيه طهران. وقال ريغيف quot;سنثير التهديد الذي يطاول الامن الاقليمي والدولي جراء البرنامج النووي الايراني، وسنبحث مع اصدقائنا الاوروبيين كيفية مواجهة هذا التحدي ومنع الايرانيين من تطوير قدرات نووية عسكريةquot;.

واضاف quot;تعتقد اسرائيل بوجوب تكثيف الجهود لمنع النظام الايراني من امتلاك السلاح النوويquot;. وتدعو الدولة العبرية الى تشديد العقوبات الدولية اقتصاديا ودبلوماسيا على ايران. ورغم ان واشنطن لا تزال تسعى الى حل تفاوضي للازمة النووية الايرانية، فان البيت الابيض توعد في بداية اب/اغسطس بفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية اذا لم توافق على معاودة الحوار خلال ايلول/سبتمبر.

وافادت تقارير اعلامية ان من بين العقوبات الجديدة التي يتم بحثها فرض حظر على واردات ايران من الغاز وعزلها اقتصاديا في شكل اكبر. من جهة اخرى، يتوقع ان تؤدي المانيا دورا رئيسيا في الجهود المصرية المتواصلة للتوافق على صفقة لتبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس، تشمل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي تحتجزه حماس منذ اكثر من ثلاثة اعوام. واعلن الرئيس المصري حسني مبارك هذا الشهر انه تم احياء المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس بمساعدة الاستخبارات الالمانية.