واشنطن: دعت الولايات المتحدة إلى الحوار بين العراق وسوريا، غداة قيام كل من البلدين باستدعاء سفيره لدى البلد الآخر بعد اتهام بغداد دمشق بالضلوع في هجمات دموية هزت العاصمة العراقية الاسبوع الماضي، في وقت ألمح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريحات للتليفزيون العراقي الرسمي إلى إمكانية أن تطلب بلاده من الأمم المتحدة تشكيل محكمة جنائية دولية للتحقيق في ما سماها جرائم الابادة الجماعية التي يشهدها العراق، وعلى رأسها تفجيرات ما بات يعرف quot;بالأربعاء الأسود،quot; فيما امر امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بنقل الجرحى والمصابين العراقيين من التفجيرات الى الكويت لاستكمال علاجهم.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أيان كيلي quot;نعتقد كمبدأ عام، أن الحوار الدبلوماسي هو أفضل وسيلة للتعامل مع القلق لدى الجانبينquot;. وأضاف المتحدث quot;إنها قضية داخلية للحكومتين العراقية والسورية، لكننا نأمل ألا يؤثر هذا الأمر في الحوار بين البلدينquot;.واندلعت أزمة دبلوماسية الثلاثاء بين العراق وسوريا، اللذين استدعيا سفيريهما على التوالي. وطلبت الحكومة العراقية من دمشق تسليم شخصين ينتميان إلى حزب البعث المحظور في العراق، لوقوفهما وراء سلسلة اعتداءات في بغداد في 19 أغسطس، أسفرت عن نحو مئة قتيل وأكثر من 600 جريح.
لكن سوريا رفضت هذا الأمر. وتعبيراً عن استيائها، أعلنت بغداد استدعاء سفيرها في دمشق، الذي عينته في فبراير 2009، ما دفع دمشق إلى اتخاذ خطوة مماثلة. الى ذلك، امر امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بنقل الجرحى والمصابين العراقيين الى الكويت لاستكمال علاجهم.وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان عبدالعزيز الروضان ان الشيخ صباح الاحمد أمر بتقديم كافة التسهيلات الطبية والرعاية الصحية لهؤلاء الجرحى الى حين استكمال شفائهم .
واكد ان هذه المبادرة تأتي مساهمة من دولة الكويت في تخفيف معاناة الشعب العراقي بعد حوادث التفجيرات الاخيرة التي تعرضت لها بغداد. من جهة اخرى، اكد الجيش الاميركي في العراق ان الاعتداء المزدوج بوساطة شاحنتين مفخختين يظهر ان المتمردين بدلوا تكتيكهم ويريدون زعزعة استقرار الحكومة العراقية.وقال الجنرال ستيف لانزا المتحدث العسكري العسكري الاميركي للصحافيين quot;انهم يسعون الى مهاجمة الحكومةquot;. واضاف quot;لماذا؟ ربما لكسر الوحدة الوطنية. ربما لدفع الشعب الى ان يفقد ثقته بالحكومة، بحيث يتم البحث عن المسؤولين (عن انعدام الامن) بهدف احداث صدع داخل قوات الامن وتسهيل ظهور الميليشيات مجدداquot;.
واوضح الجيش ان المتمردين كانوا حتى الان يستهدفون السكان بغية احداث انقسام في صفوفهم والدفع الى اعمال العنف الطائفية. لكن لانزا اعتبر ان منفذي الاعتداءات لم يحققوا اهدافهم ولم ينجحوا في التسبب بمزيد من التوتر الطائفي. وقال quot;لم ينجحوا في نشر العنف الطائفي ولم تشهد الحكومة انقساما. لم نشاهد في الصباح، كما كان الامر قبل بضعة اعوام، مئة جثة ملقاة على الطريق ردا على ما حصل. لقد شاهدنا الحكومة تمضي قدما الى الامامquot;.واكد لانزا انه لا يزال هناك quot;اهتزازات على طول الطريقquot;، لكن العراق يتقدم.ونفى الضابط الاميركي ان تكون موجة الاعتداءات الاخيرة ناتجة من الانسحاب الاميركي الاخير من المدن في 30 حزيران/يونيو. وقال quot;حين كان (الجنود) الاميركيون موجودين، وقعت هجمات ضد السكان. ان يوم 30 حزيران/يونيو كان الموعد الملائم لانتقال السلطاتquot;.
التعليقات