quot;إيلافquot;: كما كان متوقّعًا، بعد تقديم لائحة الاتّهام ضده، تحوّل إيهود أولمرت من المواطن الأوّل إلى المتّهم الأول، وأفردت الصحف الإسرائيليّة صفحات كاملة لاستعراض التّهم الموجّهة ضدّه وسرد مسيرة التحقيقات ضدّه إلى حين صدور القرار بتقديم لائحة الاتّهام ضدّه، مع الإشارة إلى أنّ المحاكمة نفسها قد تستغرق بين 3 و5سنوات. وأفردت الصحف مساحة بارزة وشبه مماثلة لحكاية quot;التايكونquot; الإسرائيلي، ليف ليفايف، صاحب أكبر الشركات الإسرائيليّة على الإطلاق quot;إفريقيا ndash; إسرائيلquot;، مع إعلانه أمس الأول أنّ شركته خسرت نحو 1.6 مليار شيقل ولن يكون بمقدورها تسديد دينها بعدما هبطت أسهمها هبوطًا حرًّا جرّ معه الأحد بورصة تل أبيب.

إلى ذلك، وفي سياق الاستعدادات للسنة الدراسيّة الجديدة التي تبدأ غدًا، توقّفت الصّحف الإسرائيليّة عند استشراء الفقر وعدم قدرة عائلات في إسرائيل على توفير ساندويش الإفطار لأولادها، وأطلقت quot;يديعوت أحرونوتquot; على هؤلاء التلاميذ، الذين لن يتوجّهوا للدراسة غدًا، عبارة quot;أبناء الخيامquot;. ولم تنس الصحف الإسرائيليّة الإشارة إلى تصريحات نتنياهو وأقطاب quot;حماسquot; التي خفّف من خلالها الطرفان من الحماس بقرب إبرام صفقة شاليط بعدما كانت الصحف الإسرائيليّة، اعتمادًا على تقرير لمجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية، خلقت انطباعًا وكأن إبرام الصفقة بات وشيكًا.

معاريف: المتهم

كلمة واحدة مع صورة كبيرة لأولمرت على خلفيّة الصفحة الأولى من لائحة الاتّهام بحقّه كانت كافية لأن تبرز quot;معاريفquot; رسالتها. فالمتّهم هو أولمرت والتّهم الموجّهة له خطرة للغاية، يرافقها على حدّ قول الصحيفة قائمة أطول من الشهود ضدّ أولمرت والذين يصل عددهم إلى 280 شاهدًا سيعتلون منصّة الشهادة في المحكمة ليدلوا بأقوالهم ضدّ رئيس حكومة إسرائيل السابق.

quot;معاريفquot;، وعلى نهج الصحف الإسرائيليّة، أفردت 7 صفحات لقرار تقديم لائحة الاتّهام ضدّ أولمرت والتي تشمل ثلاثة ملفّات خطرة تقرّر فيها تقديم أولمرت للمحاكمة من أصل 6 ملفات كانت الشرطة الإسرائيليّة حقّقت فيها مع أولمرت.

والملفات الرئيسة الثلاثة هي ملفّ مركز الاستثمارات، عندما دعم أولمرت واستغلّ كونه وزيرًا للتجارة والصناعة ليخدم ويساعد إتمام صفقات مالية كبيرة كان صديقه وشريكه في مكتب المحاماة أوري ميسر طرفًا رئيسًا فيها والمستفيد الأول، والملف الثاني هو ملفّ شرطة السياحة ريشون تورز، حيث استغلّ أولمرت مكانته الرسميّة والعامّة واعتاد على السفر إلى خارج البلاد هو وأفراد أسرته على حساب أكثر من منظّمة وهيئة قامت بتغطية تكاليف الرحلة نفسها، واستغلال هذه الشركة لترتيب رحلات خاصة لأسرته خلافًا للقانون، أمّا الملفّ الثالث والأكثر خطرًا فهو ملف quot;مغلفات النقودquot; التي كان يسلّمها له الثري الأميركي موريس تالينسكي من حين إلى آخر وقدّر مجمل ما دفعه تالينسكي لأولمرت بمئات آلاف الدولارات.

واعتبرت النيابة العامة أنّ تورّط أولمرت في الملفّات الثلاثة يغطّي مساحة واسعة من المخالفات الجنائيّة بدءًا بخيانة الأمانة العامّة، ومرورًا بالفساد ولغاية تلقّي الرشاوى واستغلال الصلاحيّات العامّة.

ولم تنس الصحف أن تحاول أخذ ردّ وتعقيب أولمرت الذي اعتبر محامو الدفاع عنه أنّ لائحة الاتّهام غير دقيقة وغير صحيحة وأنّ أولمرت سيتمكّن من إثبات براءته.

لكنّ الصحف الإسرائيليّة، وبينها quot;معاريفquot;، استذكرت في السياق نفسه أنّ وزيرين آخرين سيدخلان السّجن قريبًا بعد إدانتهما بتهم مشابهة وهما الوزير شلومو بن يزري وأبراهام هيرشزون، اللذان سيدخلان السجن في شهر سبتمبر/أيلول، حيث سيبدأ بن يزري قضاء مدّة عقوبته بدءًا من يوم غد الثلاثاء. وأشارت الصحيفة إلى أنّ شهر أيلول سيكون بمثابة أيلول الأسود. فإضافةً إلى الوزيرين المذكورين، فإنّ المحكمة ستصدر حكمها في ملفّ الرئيس السابق موشيه كتساف خلال هذا الشهر.

يسرائيل بوسط: لم أغشّ ونحن نعمل بمسؤوليّة

إختارت quot;يسرائيل بوسطquot; هذا الاقتباس من الثري الإسرائيلي ليف ليفايف (الروسي الأصل، والذي يعتبر من طبقة الأولغاركيا في روسيا) في محاولة من ليفايف نفي التّهم عن نفسه بعد إعلان شركته quot;إسرائيل - إفريقياquot; إحدى أكبر الشركات الإسرائيليّة التي تملك عقارات واستثمارات هائلة ليس فقط في إسرائيل بل فيسائر أنحاء العالم، بما فيها ملكيّتها لبناية مقرّ صحيفة quot;نيويوك تايمزquot;. وجاء ذلك بعد إعلان إدارة الشركة أنّها تواجه صعوبات في تسديد التزاماتها الماليّة المقدّرة بمليارات الدولارات للمساهمين الذين اشتروا أسهم الشركة أو استثمروا في صناديق الائتمان التابعة لها. وجاء انكسار الشركة التي اعتبرها الإسرائيليّون، واعتبروا صاحبها، ليفايف أنّه صاحب اللمسة الذهبية في الاقتصاد، بعدما تبيّن أنّ الشركة خسرت في الربع الثاني من العام الجاري 1.3 مليار شيقل، فيما هبطت قيمة أسهمها في البورصة بـ25 في المئةلتجرّ وراءها البورصة الإسرائيليّة في تلّ أبيب. وحوّلت الصحف الإسرائيليّة بدورها تفسير سقوط ليفايف وشركته فاعتبرت أنّ ذلك نبع أساسًا من تدهور سوق العقارات والمباني في أوروبا والولايات المتّحدة حيث استثمرت الشركة جلّ أموالها في تلك البلدان في السنوات الأخيرة، حيث تقدّر ديون الشركة حاليًّا بـ25 مليار شيقل.

وجاء سقوط شركة quot;إفريقيا -إسرائيلquot; ليثير قلقًا بالغًا في صفوف الإسرائيليّين بسبب ارتباط الكثير من صناديق التقاعد للعمّال والموظفين باستثمارات كانت هذه الصناديق اشترتها ووظفتها في شركة quot;إفريقيا ndash; إسرائيلquot;. وأفردت الصحف الإسرائيليّة صفحات كاملة اليوم كدليل للمستثمر الإسرائيلي في محاولة لشرح صور تأثير وإسقاطات أزمة الشركة على صناديق تقاعد هؤلاء.

يديعوت أحرونوت: أبناء الخيام

إختارت quot;يديعوت أحرونوتquot; بدورها أن تركّز، عشيّة افتتاح السنة الدراسية، على آلاف الأولاد في إسرائيل الذين لا تملك عائلاتهم القدرة على إرسالهم إلى المدرسة لعجزها عن توفير ولو حتّى ساندويش الفطور لأولادها، ناهيك عن الكتب المدرسيّة والملابس والقرطاسية.

وتحت عنوان quot;أبناء الخيامquot;، عنوانًا رئيسًا لها على الصفحة الأولى، كتبت quot;يديعوت أحرونوتquot;: quot;لا ينتظر هؤلاء الأولاد اليوم الأول من المدرسة، ففي الوقت الذي سيصل فيه رفاقهم مع حقائب جديدة إلى المدرسة وبداخلها ساندويشات الطعام التي تعدّها الوالدة أو الوالد، فإنّ هؤلاء سيتكوّمون في الزاوية لأنّ أهاليهم لا يملكون ما يعدّون لهم به ساندويشًا للمدرسةquot;.

وتحدّثت الصحيفة عن 800 ألف ولد، وعن أبناء شبيبة يعيشون في إسرائيل تحت خط الفقر، يعيش قسم كبير منهم في عائلات كثيرة الأولاد. وبحسب الإحصائيّات التي أوردتها الصحيفة، فإنّ 33 في المئةمن الأولاد في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر ونحو 50 في المئةمن الأولاد ممّن تحت الخامسة من العمر لا يحصلون على تغذية كافية ويعانون من سوء التغذية، كما أنّ 72 في المئةمن أولاد النقب (جلّهم من العرب البدو) لا يحصلون على تغذية كافية لتصل الصحيفة إلى استنتاج يقول إنّ 500 ألف تلميذ وتلميذة في إسرائيل لا يحصلون على الكميّة الكافية من الغذاء.
وتحكي نيكول، ابنة العاشرة، من حيفا، لمراسلة الصحيفة كيف لا تملك ما تسدّ به جوعها وتقول لها: quot;لا أعرف من أين سأحصل على ساندويش غدًاquot;، أمّا 14 طفلا من عائلات فقيرة في القدس، فسوف يبدءون دراستهم غدًا في خيمة نصبوها في أحد أحياء القدس لأنّ أهلهم لا يملكون مالاً لإرسالهم إلى المدرسة.

ونقلت الصحيفة عن د. يتسحاق كدمون، رئيس المجلس القومي لسلامة الطفل، قوله إنّه لا شكّ في أنّ عشرات آلاف التلاميذ سيصلون هذا العام أيضًا إلى المدرسة وحقائبهم خالية من الطعام.

ولفتت الصحيفة إلى ازدياد عدد الجمعيات الأهلية التي تتبرع بتزويد التلاميذ بالطعام وتقوم بتوزيع عشرات آلاف السندويشات في مختلف مراكز الإعانة، إلاّ أنّه، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ التقديرات تشير إلى بقاء عشرات آلاف آخرين من التلاميذ من دون وجبة طعام في المدرسة، لتصل الإحصائيّات إلى القول بأنّ واحدًا من كلّ خمسة أولاد في إسرائيل يعاني من درجة معيّنة من سوء التغذية.

ترجمة: نضال وتد منتل أبيب