مشعل خلال جنازة والده في الأردن

عامر الحنتولي من الكويت: ذكرت مصادر أردنيّة لـquot;إيلافquot; أنّ التسريبات الإعلاميّة بشأن مزاعم طلب السلطات الأردنيّة من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلاميّة quot;حماسquot; خالد مشعل مغادرة عمّان، على الرّغم من نفي السلطات الأردنيّة تلك الأنباء، جزء من مخطّط إسرائيلي يهدف إلى الإساءة للخطوة الإنسانيّة الأردنيّة تجاه quot;حماسquot; ومشعل، خشية أن يتحوّل ذلك التقارب في وقت لاحق إلى تقارب سياسي لا يرضي إسرائيل البتّة، لكنّالأمر الذيأحرج الأردن هو أقلام صحافيّة تلقفت الدسّ الإسرائيلي من دون أي تدقيق أو تمحيص، علمًا بأنّ المسألة برمّتها لم تزد عن مبادرة من جانب نقيب المحامين الأردنيّين السابق صالح العرموطي بادر بها من دون علم مشعل، طالبًا من السلطات الأردنيّة تجديد إقامة مشعل لأيّام إضافية، وهنا قيل لـquot;إيلافquot; إنّ السلطات الأردنيّة ردّت على العرموطي بالقول: quot;لقد كان اتّفاقنا مع مشعل واضحًا، وإذا كان يرغب بالتجديد عليه أن يبلغ السلطات الأردنيّة، وإذا لم يفاتحنا مشعل بالأمر فاتّفاقنا قائم وواجب التنفيذquot;. كما أشارت أنباء إلىرفض عمّان لزيارة كان يرغب القيادي الفلسطيني في حركة quot;فتحquot; فاروق القدومي بالقيام بها، إلاّأنّعمّان والقدومي لم يصدر عنهما بعد ما يشير إلى تأكيد الأنباء المتداولة.

ووفقًا لمعلومات quot;إيلافquot;، فإنّ مشعل قد استاء بشدّة حين أحاطه العرموطي بالأمر، بل عاتب العرموطي بنبرة غضب لأنّه يستطيع أن يطلع السلطات الأردنيّة برغبته في التمديد من دون وسطاء، لأنّه يحترم اتّفاقه ولا ينوي التأخّر في عمّان أساسًا لوجود مسائل ملحة تتعلّق بحركة quot;حماسquot; ينبغي أن يحسمها بصفته رئيسًا للمكتب السياسي في دمشق والقاهرة على مدى الأيام الماضية، وأنّه طلب من العرموطي أن يبادر بإعادة الاتّصالبوزير الداخليّة الأردني نايف القاضي وإبلاغه بأنّ مشعل لم يطلب التمديد، وأنّها كانت مبادرة شخصيّة منه، وأنّ مشعل سيغادر عمّان وفقًا للاتّفاق المبرم مع السلطات الأردنيّة، الأمر الذيقام به العرموطي، إلاّ أنّ وسائل إعلام أردنيّة اعتبرت المسألة من دون تمحيص أنّها عملية طرد لمشعل الذي قال كلامًا هادئًا ودافئًا بحقّ الأردن قيادةً وحكومةً وشعبًا، بل أنّ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أسوة بقادة عرب أرسل مندوبًا عنه لتقديم التعازي لمشعل برحيل والده.

الأردن يُبقي الخطوط مفتوحة مع quot;حماسquot; تأهّبًا لدور محتمل

مشعل الى الأردن بلا أجندة سياسية ويغادرها بعد العزاء

وبحسب المعلومات ذاتها، فإنّ مسؤولين أردنيّين أبلغوا مشعل سرًّا بأنّ الدولة الأردنيّة لن تمانع مستقبلاً أن يأتي قادة في quot;حماسquot; إلى عمّان متى شاؤوا في المستقبل القريب، وعلى رأسهم مشعل، لكن ليس للإقامة النهائيّة بل لتأدية زيارات عاديّة وعائليّة، لكنّ السلطات الأردنية ستشترط عدم قيامهم بأيّ نشاطات سياسيّة أو إعلاميّة أثناء زياراتهم للأردن، وإذا ما أراد حملة الجنسيّة الأردنيّة منهم أن يقيموا في الأردن بصورة نهائيّة فإنّ الأمر في هذه الحالة يقتضي العودة إلى الصيغة الأمنيّة التي أبعدت عمّان بموجبها قادة quot;حماسquot; إلى قطر، وهي تجريم تمثيل أردنيين لحركة سياسيّة غير أردنيّة، وهذه الصيغة تستدعي أيضًا أن يعلن حملة الجنسيّة الأردنيّة من قادة quot;حماسquot; أنّهم فقدوا عضويّتهم في الحركة الفلسطينيّة.

في موضوع ذي صلة، علمت quot;إيلافquot; بأنّ السلطات الأردنيّة وجّهت تحذيرًا إلى سياسي فلسطيني اتّخذ من عمّان مقرًّا له خلال اليومين الماضيين، وأخذ يوجّه انتقادات حادّة إلى رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة محمود عبّاس على خلفيّة الصراعات الداخليّة في حركة quot;فتحquot; التي أنتجتها الانتخابات الأخيرة داخل لجان الحركة خلال مؤتمرها العام قبل نحو أسبوعين، إلاّ أنّ السياسي الفلسطيني الذي شنّ هجومًا لاذعًا ضدّ الرئيس عبّاس أفهم السلطات الأردنيّة بأنّه لا ينوي إحراج عمّان، وأنّه سيحدّ من تصريحاته خلال اليومين المقبلين قبل سفره إلى إحدى الدول الأوروبيّة للعلاج، قبل العودة مجدّدًا إلى الأراضي الفلسطينيّة.

من جهة أخرى، فإنّ عمّان ردّت سلبًا على القيادي الفلسطيني في حركة quot;فتحquot; فاروق القدومي الذي كان يرغب في المجيء إلى الأردن، لكنّ عمّان والقدومي لم يصدر عنهما بعد ما يشير إلى تأكيد الأنباء المتداولة، علمًا بأنّ القدّومي كان قد مارس الشغب السياسي ضدّ عبّاس إنطلاقًا من عمّان إلى حدّ دفعه إلى اتّهام زعيم حركة quot;فتحquot; بأنّه وراء تدبير اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي توفّي على نحو غامض قبل نحو خمس سنوات، إلاّ أنّ شغب القدومي أثّر بشدّة على العلاقات الأردنيّة - الفلسطينيّة قبل أن تجتهد عمّان بقوّة لإيضاح مسألة مهمّة وهي أنّ ما قاله القدومي لم يكن في إطار نشاط سياسي أو إعلامي رخّصته عمّان بل خلال حلقة إعلاميّة ضيّقة جدًّا داخل منزله في عمّان.