روما: قال أحد أبرز الخبراء الأميركيين في مجال مكافحة الإرهاب الدولي بريان جنكنز أن quot;تنظيم القاعدة لم يعد قادراً على شن هجوم كبير إذ أن قدرته على ما يبدو تدهورت على مر السنين بعدما واجه صعوبة كبيرة في شن حملة عالمية للإرهابquot; حسب تعبيره: ورأى جنكنز الذي يعمل استشارياً في اللجنة القومية الأميركية لمكافحة الإرهاب في مقابلة أجرتها معه وكالة (آكي) الايطالية للأنباء عشية الذكرى الثامنة لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، أن quot;وتيرة العمليات الإرهابية منذ عام ألفين وستة خارج أفغانستان وباكستان والعراق قد انخفضت إذ ظهرت مشكلة الأفراد الذين يفتقرون إلى الكفاءة مقارنة مع سابقيهمquot;، وأضاف quot;حتى عام ألفين وستة كان تنظيم القاعدة ينفذ هجوماً كل شهرين، ومنذ ذلك الحين تراجع كم العمليات الإرهابية حيث أصبحت الآن متقطعة، لاسيما الهجمات الأخيرة التي شنتها مجموعة منشقة عن الجماعة الإسلامية في جاكرتاquot; على حد قوله

واعتبر المحلل الأميركي أنه بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر quot;وقعت هجمات مذهلة في تركيا واسبانيا وجاكرتا ولندن والمملكة العربية السعودية من قبل أفراد تلقوا تدريبا من القاعدة في المعسكرات، وهناك أدلة على الترابط فيما بينهاquot;، وأضاف quot;يوجد عدم توافق في الآراء بين محللي الاستخبارات والمتخصصين حول كيفية تفسير الوضع الراهن ولو أن الدلائل تشير إلى أنه لا يزال يتطور وفي دينامكية مستمرةquot;، وأردف quot;القاعدة أضعف مما كانت عليه قبل ثماني سنوات نتيجة لطريقة عملها، إذ تراجعت نوعية الهجمات وزادت المؤامرات المحلية التي تفتقر للكفاءة والقدرةquot; حسب تعبيره.

وعن الوضع الداخلي الأميركي قال جنكنز quot;هناك نقاش كبير في الولايات المتحدة حول هذا الموضوع إلا أن البلاد أصبحت أكثر أمانا على الصعيد الداخلي، فقد تحسنت الاستخبارات الداخلية وزاد المستوى الأمني وصار الناس متيقظين نفسياًquot;، وأضاف quot;لكن الولايات المتحدة أمة قوامها ثلاثمائة مليون شخص وإمكانية موت فرد واحد في هجوم إرهابي هي واحد في المليون، مقارنة بواحد في ثمانية آلاف نتيجة حادث سيارةquot; على حد قوله.

ولفت الخبير الأميركي إلى quot;تعاون غير مسبوق بين وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، مما يجعل من تنظيم القاعدة تنشط في بيئة أكثر صعوبة نظراً لارتفاع مستوى التعاون بين الحكومات ضد الإرهابquot;، وأضاف quot;لقد هزت الهجمات الإرهابية في اندونيسيا والمغرب ومصر تلك الحكومات مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات في هذا الشأن، لأنها لم تعد تعتبر الأمر حرباً بين القاعدة والولايات المتحدة بل بوصفها تهديدا لبلدانهاquot;، وأردف quot;كما أن مشاهد الذبح الوحشي الذي نفذته القاعدة بحق المسلمين والكفار قد أثار ردود فعل سلبية بين المسلمين، على الرغم من عدم الرضا على ظروفهم المعيشية والسخط حيال الولايات المتحدة، لا بل أثار جدلا بين الخبراء الاستراتيجيين الجهاديين أنفسهمquot; حسب تعبيره.

وعن بنية تنظيم القاعدة، قال جنكنز إنها quot;ليست حركة سياسية ولا تبحث عن الأصوات، فهي مجرد جيش صغير يود الاضطلاع بما كلفه الله من جهادquot;، وأضاف quot;لذا ففي حال فقدان الشعبية لا يبدو أنها ستتوقف عن العمل فهي بمثابة نقطة جذب للجهاديين الذين يتبنون العنفquot;، وأردف quot;نحن نفتقر إلى وسائل لقياس مدى عمق واتساع التزام أي من أتباع تنظيم القاعدة، فهناك نحو مائة من الصراعات المحدودة التي ترتبط فيما بينها بشبكة من التفكير المتطرف في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن تجمعات من الإرهابيين الذين يختبئون في باكستان، وهؤلاء يرتبطون مع شبكة من المتطرفين الذين لديهم نفس طريقة التفكير، وكل هذا عبر نظام اتصالات نشطquot;، واستطرد quot;هذا يدل على أن بعض الأتباع المحليين تبنوا الاسم التجاري الناجحquot; للقاعدة.

وحول التطورات في العراق أشار جنكنز إلى أن quot;تنظيم القاعدة هناك قد تراجعت وتيرة عملياته، لكن هذا قد يجعل محاولته للعودة أكثر شراسةquot;، وأضاف quot;هناك شعور عميق بأن القاعدة ستحاول مرة أخرى إذ ستكون غير مسؤولة إذا ما تصرفت خلاف ذلك، وقد شهدنا قدرا من المثابرة والإصرار من جانبهاquot; حسب تعبيره.

وفي حال quot;رحيل بن لادن والظواهريquot;، فإن ذلك حسب جنكنز quot;سيحرم القاعدة من قدرتها الفعالة على التواصل ويقلل إلى حد كبير من مستوى ترابطهاquot;، وأضاف quot;لا اعتقد أن الحركة برمتها ستنهار، لكنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان التأثيرquot;، وختم بالقول quot;القاعدة تركب الأمواج لا تصنعهاquot; على حد قوله.