ما زالت الحرب مستعرة بين السلطات اليمنية وبين الحوثيين، ولا بوادر سلام تلوح في الأفق . ووسط الحرب الدائرة شمالاً والاضطرابات جنوبًا، أعربت مصادر حكومية عن مخاوفها من تنسيق بين الحوثيين في الشمال وانصار الحراك الجنوبي إلى يؤدي إلى زيادةزعزعة الأمن والاستقرار. ووسط تبادل الاتهامات وحرب اعلامية ضروس بين الطرفين، يبدو ان الوضع الانساني يتّجه نحو مزيد من التدهور،بعد ان هدّدت السلطات اليمنية بطرد منظمة اوكسفام الدولية متهمة اياها quot;بالتباكيquot; على اوضاع النازحين، في وقت لم تقابل مندوبة المنظمة اللجان المختصة ولم تتواجد في المخيّمات، وذلك وفقًا لما صرح به وزير الصحة العامة والسكان عبد اكريم راصع صباح اليوم .

صنعاء ndash;وكالات : إندلعت إشتباكات صباح اليوم بين قوات الأمن اليمنية ومتظاهرين في محافظة الضالع ولحج جنوبي اليمن مما أدى إلى جرح أربعة أشخاص. واندلعت اشتباكات الضالع بعد خروج مئات الأشخاص في تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن معتقلي ما يعرف بالحراك الجنوبي والتعبير عن تضامنهم مع صحيفة الأيام التي أغلقتها السلطات وإدانة الحرب في صعدة والمطالبة بوقفها، مشيرا إلى أن مظاهرة مماثلة جرت في لحج.

وذكر موقع quot;نيوزيمنquot; أن عدد المصابين من المواطنين في الضالع ارتفع إلى 10 أشخاص، وإصابة 9 جنود من الأمن المركزي. وأضاف أن أفراد الأمن المركزي تم نقلهم لتقلى العلاج في مستشفى التضامن ومستشفى النصر العام ، موضحا أن أغلب إصابتهم في الارجل.

وأوضح الموقع أن عدد من المواطنين الذين توافدوا في وقت متأخر من صباح اليوم من منطقة الشعيب للمشاركة في تظاهرة دعا لها الحراك للمطالبة بإطلاق المعتقلين، كانوا يحملون أسلحة بحوزتهم ، مشيرا أنه أثناء دخولهم الشارع العام بمدينة الضالع وقيام الأمن الأمن العام والمركزي بتفريقهم ، قاموا بإطلاق النار على أفراد الأمن.

ولا تزال الحرب الدائرة بين السلطات اليمينيّة والحوثيّين شمال البلاد تدور في حلقة من الاتهامات المتبادلة. وكان عبد الله الحوثي قد نفىأمس، quot;مزاعم حكومية quot; تتهم الحوثيّين بمحاولة اقامة دولة شيعيّة تتلقى الدعم من ايران، وقال إن الهدف من هذه المزاعم هو quot;إثارة المخاوف لدى أطراف دولية للحصول على دعم منهاquot;. يذكر ان الحوثي امر امس quot;بالافراج عن الاسرى العسكريين الجنوببينquot;. وأوضح في بيان صدر عن مكتبه أن الإفراج عن الجنود الجنوبيين quot;سيأتي ضمن ترتيبات تضمن عودتهم إلى منازلهم حتى لا يقعوا ضحية التعسف من السلطة كما فعلت بالكثير منهم عندما نفرج عنهم، فتودعهم السجون وما زالوا يقبعون فيها حتى الآنquot;..

وفي وقت لا تزال اصوات المدافع وازيز الطائرات تسيطر شمالاً، عادت الاضطرابات الى الجنوب اليمني بالتزامن مع استمرار المواجهات في محافظتي صعدة وعمران ما دفع بمصادر حكومية الى ابدأ خشيتها من أن يؤدي التنسيق بين المتمردين الحوثثين في شمال البلاد وانصار الحراك الجنوبي الى زيادرة زعزعة الاستقرار والامن .ونقلت وسائل الاعلام عن مصدر يمني رفض الكشف عن اسمه، قوله ان تصريحات عبد الملك الحوثي ورئيس اليمن الجنوبي السابق على سالم البيض الاخيرة تصب في اطار مزيد من زعزعة اليمن واستقراره. وجدّد المصدر عزم اليمن على انهاء التمرد الحوثي واجتثاثه من جذوره .

من جانبه، نسبوزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة حسن اللوزي في مؤتمره الاسبوعي طول مدة العمليات العسكرية في صعدة وحرف سفيان الى صعوبة التضاريس فيهما. وأشار اللوزي في مؤتمره الاسبوعي الى ان طبيعة محافظة صعدة وحرف سفيان من حيث تضاريسها الجبلية الصعبة والتنوع الجغرافي التي تتألف معظمها من جبال وقيعان على مساحة تزيد عن 11 ألف كيلومتر مربع تصعب من العمليات العسكرية. واعترف ان المتمردين الحوثيّين يدركون طبيعة هذه المناطق المحاطة بجبال عالية ووعرة الطرق، لكنه أكد العمليات العسكرية مستمرة حتى تحقق الاهداف الجوهرية.

واستنكر اللوزي وصف وسائل الاعلام للمختطفين من الجيش والمواطنين بالاسرى واعتبرهم رهائن يجب على إطلاقهم. وأكد أن الحكومة لا تقلقها التهديدات وما ينشر في وسائل الاعلام المختلفة من جانب المتمردين، quot;لكن اجهزة الدولة تهتم بشكل كبير بما ينشر وتدرسه وان كان معظم ما ينشر هي اكاذيب وتدخل ضمن الحرب النفسية لمخاطبة الرأي العام الخارجي. وسخر اللوزي من تهديدات الحوثيين من نقل الحرب الى مناطق خارج صعدة وقال: quot;لو كان المدعو عبدالملك الحوثي والمتمرّدين يستطيعون نقل عملياتهم خارج صعدة لكانوا عملوهاquot;.

تفريق تظاهرة لمحتجين يطالبون بالانفصال

الى ذلك فرقت الشرطة اليمنية اليوم الأربعاء تظاهرة لمحتجين بمحافظة الضالع، جنوب اليمن، طالبوا بانفصال الجنوب عن شمال البلاد، وبإطلاق سراح العشرات من المعتقلين السياسيين على خلفية ما الحراك الجنوبي، والتضامن مع صحيفة quot;الأيامquot; الصادرة في مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب.

وقال شهود عيان ليوناتيد برس اننترناشونال إن جندياً اصيب بجروح إضافة الى 10 محتجين، بينهم عقيد جنوبي متقاعد، إصابته خطرة، مشيرين الى أن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين جابوا شوارع مدينة الضالع، مرددين هتافات تطالب بالانفصال وإطلاق المعتقلين السياسيين.

واتهم quot;المؤتمر الشعبي العامquot;، وهو الحزب الحاكم في اليمن، عبر موقعه الالكتروني، النائب في البرلمان صلاح الشنفرة quot;بإعطاء تعليمات لمسلحين يتبعونه بإطلاق الرصاص على منشآت عامة وخاصة منها مكتب رعاية أسر الشهداء وسط مدينة الضالعquot;.

واتهم الحزب الحاكم أحزاب المعارضة اليمنية ممثلة في quot;اللقاء المشتركquot; quot;بالوقوف على مدى عامين وراء أعمال شغب متكررة في محافظة الضالع التي يمثل أغلب أعضاء المجلس المحلي من (اللقاء المشترك) تحت يافطات حقوقية تحولت إلى ترديد شعارات انفصالية ومناطقيةquot;.

ونقل حزب الإصلاح المعارض عن شهود عيان قولهم إن المشاركين في التظاهرة quot;اعتدوا على العاملين في محطة إرسال الهاتف quot;تليمنquot; وبنك التسليف الزراعي، وأزالوا ملصقات خاصة بعيد (ثورة سبتمبر) كما اعتدوا على المظاهر الحكوميةquot;.

وقامت الشرطة اليمنية بسد منافذ المدينة على القادمين من عدد المديريات التابعة لمحافظة الضالع ومنعتهم من المشاركة في التظاهرة، فيما عززت قوات عسكرية من حماية المنشآت الحكومية تحسبا لأي اعتداء.

اليمن يهدد بطرد منظمة اوكسفام... السعودية تقدم مليوني دولار للنازحين

اما على الصعيد الانساني ، فقد نقلت وكالات الانباء اليوم تهديد وزير الصحة العامة والسكان عبد اكريم راصع بطرد منظمات دولية اتهمها بالتباكي على اوضاع مخيمات النازحين جراء الحرب الدائرة بين الدولة والحوثيّين في صعدة. وجاء جاء ذلك ردًا على تحذيرات منظمة أوكسفام الدولية من أن اليمن قد يشهد أزمة إنسانيّة خطرة بسبب القتال الدائر في شمال البلاد. وكانت هيئة المعونة الدولية quot;أوكسفامquot; حذرت من أزمة إنسانية في اليمن وصفتها بالخطرة ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف القتال بين قوات الحكومة والمسلحين الحوثيين. وقالت إن هناك نحو 150 ألف يمني قد شردوا منذ اندلاع القتال عام 2004، وإن الآلاف يقيمون في مخيمات سواء منها المنظمة أو العشوائية، ويواجه معظمهم حالة شديدة من انعدام الأمان وهم بحاجة ماسة إلى المعونة.

واوضحت إن الوضع تدهور في الشهر الماضي مع شن الحكومة حملة quot;الأرض المحروقةquot; الشهر الماضي في محاولة لسحق المسلحين في محافظتي صعدة وعمران. واشتكت الهيئة الدولية من أن مجموع ما تبرعت به المجموعة الدولية للصندوق الدولي للطوارئ في اليمن لا يكاد يذكر. ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بتنفيذ ما اتفق عليه من وقف إطلاق نار فوري ودائم والذي بدأ العمل به في الحادي عشر من الشهر الماضي، لكن لم تلقَ دعوتها أي استجابة.

وقال راصع ان مندوبة منظمة اوكسفام اطلقت العديد من التصريحات في القنوات الفضائية فيما هي لم تقابل اللجنة الوزارية المختصة، ولا المنسق ولم تتواجد في مخيمات النازحين وتطلق تصريحات على المخيمات نستغربها.
واضاف راصع: نرحب بأي منظمة دولية تريد المساعدة في دعم النازحين، لكن أن تشغلنا المنظمة بتصريحات دون ان تتواجد في الميدان فنحن لدينا استعداد لاتخاذ قرار بطلب مغادرتها اليمن نريد من يساعدنا وليس التباكي على شيء لا تعملهquot;.

وكشف وزير الصحة ان السعودية قدمت اليوم مبلغ مليوني دولار لدعم مخيمات النازحين في الجانب الصحي عبر منظمة الصحة العالمية،مشيرًا الى ان المنظمات الدولية كانت قد طلبت في اجتماع في جنيف 23 مليون دولار لمساعدة النازحين.

واوضح وزير الصحة انه تم انشاء 900 خيمة للنازحين في مخيم المزراق في حجة حيث يوجد فيه 5000 نازح. اضافة الى انشاء مخيم آخر بجانبه. كما تم التباحث مع السعودية لانشاء مخيم ل2000 نازح في منفذ علب والسماح للمنظمات الدولية بدخوله. وقال راصع :ان الدولة قدمت دعم للنازحين في المخيمات بحوالى 230 مليون ريال فيما وصلت الادوية الى 35 طن لمختلف المخيمات..

كما وجهت منظمة حقوقية يمنية اليوم نداء إنسانياً عاجلاً إلى حكومتي اليمن والسعودية لإنقاذ حياة 120 طفلاً وطفلة عالقين مع ذويهم في أحد المساجد بمنفذ علب اليمني على الحدود السعودية منذ منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.

وقالت منظمة quot;سياج لحماية الطفولة quot; إن هذا النداء يأتي استجابة للاستغاثة العاجلة التي تقدم بها الى المنظمة بعض أقارب الأسر المشردة والتي يتجاوز عددها 70 أسرة، وما أكده متطوعوها في مديرية باقم شمال محافظة صعدهquot;.

وأكدت المنظمة أنها تحتفظ بقائمة بأسماء الأسر النازحة، وأن لديها معلومات تؤكد أن المسجد الذي لجأ إليه النازحون معرض للكثير من المخاطر في أي وقت. وتقول مؤسسات تابعة للأمم المتحدة إن هناك أكثر من 100 ألف يمني شردوا منذ اندلاع القتال عام 2004، وإن الآلاف يقيمون في مخيمات منظمة وعشوائية، ويواجه معظمهم حالة شديدة من انعدام الأمان وهم بحاجة ماسة إلى المعونة .