وصف ائتلاف "متحدون للإصلاح" بزعامة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي اتهامات المالكي للسعودية ودول خليجية أخرى بأنها طائفية، تحاول تعليق الفشل الأمني على شماعة الآخرين، كما اتهم قناة العراقية الرسمية باتباع سياسات طائفية منحرفة.
أسامة مهدي: وصف الائتلاف الاتهامات التي يسوّقها رئيس الوزراء نوري المالكي للسعودية ودول خليجية أخرى بالتدخل في شؤون بلاده ودعم الإرهاب بأنها غير متزنة. وقال في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الجمعة إن "الحكومة خلال الفترة الأخيرة دأبت على إلقاء التهم جزافًا ومن دون دليل على بعض الدول العربية، ولاسيما الخليجية، واتهامها بالتدخل في الملف الأمني، وبأنها وراء التدهور الذي نعانيه في محاولة لتعليق الفشل الأمني على شماعة الآخرين".
أضاف الائتلاف، الذي يمثل قطاعًا كبيرًا من سنة العراق، وخاض الانتخابات البرلمانية الأخيرة على هذا الأساس، قائلًا "إننا إذ نؤمن بمنع أي تدخل خارجي سلبي في الشأن الوطني، فإن إلقاء هذه الاتهامات، وتحديدًا تجاه الدول العربية، من دون حجة، يحمل في ثناياه نفسًا طائفيًا واضحًا، وهي سياسة معتمدة منذ سنوات لعزل العراق عن محيطه العربي، وتبرير غير مقنع للفشل الأمني والسياسي، الذي تتحمل الحكومة مسؤوليته المباشرة".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شنّ الأربعاء الماضي هجومًا ضد السعودية وقطر، واتهمهما بدعم الإرهاب في بلاده، وهو ما دأب عليه سياسيون آخرون من حلفائه.
وأشار ائتلاف "متحدون" إلى أن هذه التصريحات "مستهجنة من قبلنا، وهي تنمّ عن قصر نظر، لأنها تعوق العراق عن التواصل مع المجتمع الدولي، وتخلق من حولنا أعداء من دون مسوغات، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التفاعل الإيجابي وتخفيف التوتر والاحتقان مع محيطنا الخارجي".
وكانت الحكومة السعودية أكدت أمس أنها تدعم سيادة العراق ووحدة أراضيه، ولا تدعم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وذلك في بيان صادر من سفارتها في لندن.
وقالت "رغم الإدعاءات الباطلة لوزراء في الحكومة العراقية، التي أدت سياساتها الإقصائية إلى تفجير هذه الأزمة، فإن المملكة العربية السعودية تدعم الحفاظ على السيادة العراقية ووحدتها وسلامة أراضيها، وهي تعارض كل التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للعراق، وبدلًا من ذلك، فإننا ندعو كامل الشعب العراقي، مهما كانت طوائفه الدينية، إلى الوحدة، لتخطي التهديدات والتحديات التي تواجه بلادهم"، وذلك ردًا على اتهامات المالكي لها بدعم الإرهاب في بلاده.
&
اتهام قناة العراقية بسلوكيات طائفية منحرفة
من جهة ثانية، رفض ائتلاف "متحدون" ما قال إنه سلوك طائفي لقناة "العراقية" الرسمية، ووصفها للسياسيين السنة بالإرهابيين والدواعش.&
وقال الائتلاف إنه في وقت يحاول المخلصون من قادة البلد نزع فتيل الأزمة الراهنة وتخفيف حدة الاحتقان الطائفي، فإن قناة العراقية لا تزال تتبع سياسة طائفية منحرفة، "وهو أمر لطالما نبّهنا إليه، لكنها لا تزال تتصرف بالطريقة نفسها المنحازة إلى حزب السلطة، رغم أن تمويلها من الشعب العراقي، وهي ترتبط دستوريًا بمجلس النواب، بقصد ضمان حياديتها".
وأشار إلى أن قناة العراقية دأبت على توصيفها لقيادات سياسية وطنية مهمة بأنهم "دواعش وإرهابيون"، ومن بين من ذُكرت أسماؤهم محافظ نينوى المنتخب أثيل النجيفي، وكذلك مدير مكتب رئيس مجلس النواب، في دلالةٍ واضحة على الاستهداف السياسي والتهييج الطائفي.
وشدد الائتلاف بالقول على "إننا إذ ندين هذا السلوك الذي يفتقر لأبسط معايير الشعور بالمسؤولية، ونحتفظ بحقنا في مقاضاة القائمين على القناة، فإن على القيادات السياسية أن تتخذ موقفًا واضحًا لإعادة قناة العراقية إلى جادة الوطنية ومحاسبة وتغيير الأشخاص الذين لوّثوا وسمّموا الأجواء الثقافية والفكرية، وأشاعوا ثقافة الكراهية بمنهجهم الطائفي المريض".
يذكر أن انتقادات واسعة توجّه إلى قناة العراقية حاليًا تتهمها بالتصعيد والتحشيد الطائفي، من خلال برامجها وتغطياتها للأحداث الجارية في العراق. ويدير القناة حاليًا ويشرف عليها محمد عبد الجبار الشبوط، القيادي في حزب الدعوة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.
التعليقات