دعت بعثة الاتحاد الأوروبي للعلاقات مع العراق إلى تنحي المالكي وإقامة حكومة إنقاذ موقتة غير طائفية ووقف التدخل الإيراني، وقالت إن ما يجري في العراق ثورة شعبية وليست سيطرة لتنظيم إرهابي، ودعا الأمم المتحدة إلى الامتناع عن تقديم أي عون للمالكي.
لندن: قال رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي آسترون استيونسن إن إزالة نوري المالكي من منصبه، وإيقاف التدخل الإيراني وإقامة حكومة موقتة وطنية وديمقراطية وغير طائفية، هو الحل الوحيد الضروري في العراق الذي أيدته قطاعات كبيرة من المجتمع العراقي.
وأضاف في تصريحات على ضوء الاحداث الجارية في العراق حاليًا تسلمت "إيلاف" نصها اليوم أن الانتفاضة الشعبية في العراق وتحرير مدنها واحدة تلو الأخرى، بجانب انهيار قوات المالكي وهروبها وانسحابها الجماعي في مواجهة العشائر تتواصل مسرعة.
وقال "إن المالكي وأسياده في طهران"، وهو ما يتكرر بسخاء من قبل وسائل الإعلام الغربية، يزعمون بأن هذه المناطق قد سقطت في أيدي التنظيم الإرهابي المتطرف داعش، هو مثير للسخرية ولا أساس له فلا يمكن تحرير حوالي 100،000 كيلومتر مربع من الأراضي العراقية ذات ملايين من السكان من قبل جماعة متطرفة معزولة وبعدة مئات أو حتى عدة آلاف من الأعضاء، لكنّ العشائر والمواطنين العراقيين العاديين&هم من&ثاروا غاضبين ضد المالكي.
تبريرات لغزو إيراني للعراق
وأضاف أن المالكي والنظام الإيراني يسعيان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب من جهة لتبرير تدخلات قوة القدس&الإيرانية الارهابية وغزو العراق من قبل الحرس الثوري، ومن&جهة أخرى تشجيع الولايات المتحدة على تدخل عسكري لصالح المالكي لتكرر خطأها السابق في العراق، على نطاق أكثر خطورة.
وقال "نحن في الغرب علينا أن نعترف أنها ثورة شعبية كبيرة ضد المالكي والنظام القمعي والإجرامي، أسسه المالكي بمساعدة من الولايات المتحدة، وبالطبع تحت إشراف وقيادة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران مع إنفاق مئات المليارات من الدولارات من الأصول هذا البلد".
واشار إلى أنّ النظام الإيراني جاهداً يعمل بكل قواه لإنقاذ المالكي وفي اتصال هاتفي، وعد روحاني (الرئيس الإيراني) المالكي بكل نوع من التعاون "وقد تم بالفعل ارسال نحو 150 مقاتلاً من قوة القدس الخاصة والتابعة للحرس من قبل طهران، والتقى قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الخميس، وتعهد بإرسال ألويتين من القوات السيئة الصمت الإيرانية للمساعدة في الدفاع عن بغداد ".
وأوضح أن وحدة من الحرس التي كانت قد حاربت بالفعل في العراق جنبًا إلى جنب مع الجيش العراقي، بتقديم المشورة في حرب العصابات وتكتيكات الحرب لاستعادة معظم المناطق في مدينة تكريت يوم الخميس فيما تم ايضاً ارسال وحدتين من الحرس من المحافظات الإيرانية الحدود الغربية، يوم الاربعاء، وتم تكليفهما بحماية بغداد والمدن الشيعية المقدسة كربلاء والنجف".&
وأوضح أن التقارير القادمة من محافظات نينوى وصلاح الدين تؤكد بأنه لا يوجد عنف أو اعتداءات نفذت ضد السكان واهالي هذه المناطق سعداء من فرار قوات المالكي وأن الممتلكات العامة والخاصة الآن تحظى بالأمن النسبي وأن هروب المواطنين سببه قصف قوات المالكي.
القبائل المسلحة تحاور الحكومة لوقف سفك الدماء
وقال إن القبائل المسلحة امتنعت من دخول سامراء في محافظة صلاح الدين، حيث يقع ضريح اثنين من أئمة الشيعة، وتحاول السيطرة على المدينة من خلال المفاوضات مع القوات الحكومية من أجل منع أي عمليات للقتل وسفك الدماء.
وأوضح الجنرال جورج كيسي قائد القوات الاميركية في العراق سابقًا كان قد كشف في حزيران (يونيو) عام 2013 أنه عندما كان هناك في عام 2006، فجر النظام الإيراني هذا الضريح المقدس وألقى باللوم على السنة لتحريض على مذبحة كبيرة في العراق .. وأكد انه أبلغ شخصيًا المالكي بأن إيران كانت وراء الانفجار ولكن المالكي لم يعرِ أي اهتمام.
وتابع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي للعلاقات مع العراق قائلاً إنه إضافة إلى قوات الحرس الثوري الإيراني لجأ المالكي إلى الميليشيات التابعة للنظام الإيراني كعصائب الحق وكتائب حزب الله من اجل قمع الانتفاضة الجماهيرية، حيث تقوم هذه الميليشيات بتفجير بعض الجسور الموجودة على نهري دجلة والفرات من اجل عرقلة تقدم القوى الثورية فإنها ممارسة تجعل المواطنين يواجهون مشاكل عديدة.
ودعا إلى "تنحي المالكي وقطع ذراع تدخل النظام الإيراني بصورة كاملة وتشكيل حكومة وطنية ديمقراطية وبعيدة عن أي شكل من اشكال الطائفية تضمن جميع مكونات المجتمع العراقي".
وشدد على أن هذا الحل يحظى بتأييد القوى الوطنية والديمقراطية العراقية في نطاق واسع وعلى الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي أن يفرضا عليه بقبول هذا الحل والتنحي الفوري عن السلطة بدلًا عن تقديم العون للمالكي "وهو دعم لإراقة الدماء في العراق شئنا أو ابينا"، بحسب قول استيونسن.
التعليقات