حركة احتجاج بريطانية فنية ضد حروب العراق وأفغانستان

محمد موسى من أمستردام: في صيف عام 2001 قرر نجار بريطاني عادي ترك عمله وحياته الخاصة والتوجه قريبا جدا من مبنى البرلمان البريطاني في لندن ليبدا حركة أحتجاج شهيرة ضد الحرب في العراق وأفغانستان.
quot;براين هاوquot; الذي ذهب بعيدا في رفضه وغضبه من حكومة توني بلير قرر المبيت في الشارع قرب المكان الذي أختاره لنصب شعاراته الرافضة للحرب وتلك التي تهاجم توني بلير شخصيا اضافة الى عشرات من صور الأطفال العراقيين والأفغان الذي قتلوا في حروب سابقة او نتيجة الحصار الذي فرض على العراق لفترة 10 سنوات.
حركة أحتجاج quot; براين هاو quot; طالت الى أكثر من 6 سنوات وجذبت الكثير من الأهتمام من الصحافة العالمية والناس العاديين وحتى من سواح لندن من كل مكان في العالم والذين كانوا يتوقفون أمام المكان الذي كان quot; براين هاو quot; يعيش ويعرض شعاراته اليائسة فيه.
المكان نفسه تحول سريعا الى شيء خاص يذكر بأحتجاجات حركات الهيبيز في الستينات من القرن الماضي لكن طبعا من دون شعارات الحب التي كانت تغلف تلك الأيام والتي حلت محلها صور هائلة القسوة لضحايا الحروب وشعارات تهاجم في الصميم من تعتقد انه السبب في المآسي التي سببتها حروب العراق وافغانستان.
حركة أحتجاج quot; براين هاو quot; توقفت بعد أن اصدرت الحكومة البرطانية قرارا قبل أشهر بوقف اي نوع من المظاهرات او الأحتجاجات غير المصرح بها في محيط كليومتر واحد من مبنى البرلمان البريطاني. الفنان التشكيلي البريطاني quot;مارك ولينغيرquot; قضى أكثر من شهر كامل في التصوير الفوتغرافي للمكان الذي كان يقف فيه quot; براين هاو quot; ونصوير كل الشعارات والأشياء التي تجمعت طوال السنوات الستة وبعضها يخص ناس عادييين حملوا اشيئاهم الخاصة وأمانياتهم ووضعوها جنب أشياء quot; براين هاو quot;.
مارك ولينغير عمل سويا مع متحف quot; تيت بريطانيا quot; في اعادة صنع كل أشياء حركة أحتجاج quot; براين هاو quot; وعرضها كعمل فني مستقل في المتحف البريطاني.
الصحافة الفنية البريطانية هاجمت العمل والفنان البريطاني ووصفت العمل بالمبسط والخالي من الخيال والأرتكاز بالكامل على حركة أحتجاج quot; براين هاو quot; وعدم الاتيان بشيء جديد او تسجيل اضافات
معبرة.
رغم الأحتجاجات على العمل من الصحف البرطانية الا ان المتحف والفنان quot; مارك ولينغير quot; سعداء بان تجربة غنية وتاريخية مثل تجربة quot; براين هاو quot; أصبح بالأمكان حفظها ومواصلة عرضها للناس في متحف يقع ضمن محيط الكليومتر الواحد من البرلمان البريطاني لكن هذه المرة بعيدا عن نفوذ الحكومة
البريطانية !