نزار جاف من بون: تستحوذ مقاهي الانترنيت في ألمانيا على عدد لا يستهان به من الرواد الشرقيين من مختلف الدول العربية و الاسلامية، وتجد أعدادا ملحوظة منهم تقضي أوقاتا طويلة نسبيا في تلك المقاهي قتلا لحالات الفراغ و السأم و الاحساس بالغربة التي تسيطر على حياة نسبة لا يستهان بها من الشرقيين سيما أولئك الذين يعانون من البطالة و مشاکل إجتماعية و إقتصادية متباينة.إيلاف قامتبجولة على مقاهي الانترنيت بمدينتي بون و کولونيا، وجدنا أن نسبة الشرقيين الذين يرتادون هذه المقاهي تکاد تکون ملفتة للنظر حيث يشکلون في بعض من الاحيان وفي عدد من مقاهي الانترنيت بمدينة بون بشکل خاص، نسبة تقترب من 55 ـ 60% من عدد المرتادين بشکل عام. وبين هذه النسبة الکبيرة نوعا هناك عدد محدد من العرب الذين يقصدون هذه المقاهي دفعا للضجر و بحثا عن المتعة و الفائدة کما يقول البعض منهم.

مقاهي الانترنيت خير جليس للشرقيين!
أحمد عليکو السوري الاصل، صاحب مقهى للأنترنيت في مدينة بون، أکد لنا بأن عدد الشرقيين الذين يرتادون مقهاه يشکل أکبر نسبة بين المرتادين بشکل عام، ومع أنه تحفظ نوعا ما عن ذکر رقم أو نسبة محددة لکنه و أثناء کلامه العرضي کان يشير الى نسبة أکثر من 50% و نحن بدورنا عندما کنا ندقق في الجالسين خلف أجهزة الکومبيوتر و التي تبلغ في هذا المقهى 35 جهاز وجدنا أن غالبية الجالسين کانوا من الشرقيين بشکل عام فيما کانت هنالك نسبة کانت تبدو أقل بشکل واضح للمرتادين الالمان. وقال احمد عليکو، بأن أکثر الاوقات التي تشهد حضورا کثيفا للمرتادين الشرقيين هو ما بين الساعة الخامسة عصرا و العاشرة ليلا وعندما سألناه عن نوع المواضيع التي يهتم بها الشرقيون بشکل عام، أکد لنا بأنه و العاملين لديه لا يسمحون لأنفسهم بتجاوز الخصوصية کما سماها للمرتادين لکنه ألمح الى أن نسبة لا يستهان بها تهتم بغرفquot;التشاتquot; و مواضيع و مسائل جنسية فيما هنالك نسبة قليلة قياسا الى هؤلاء من أولئك الذين يهتمون بمواضيع إخبارية أو علمية أو إختصاصية. وأشار عليکو بأنه ومع العديد من المساوئ التي يخلفها الانترنيت لرواده الدائميين، لکنه مع ذلك خير جليس للشرقيين خصوصا مع تراجع إهتمام الشرقيين بشکل عام بالکتاب. أما عن نسبة العرب الذين يرتادون مقهاه فقد أشار الى أنهم يشکلون نسبة ضئيلة حددها أحد العاملين لديه ب5% فقط ملمحا الى أنهم يکادوا أن يکونوا من الرواد الدائميين.

هنا تختصر المسافات
عمر الجزائري، هو الاخر صاحب مقهى للإنترنيت في مدينة بون، يشير الى نسبة لا يستهان بها من رواد مقهاه هم من العرب، ويشير الى أنه لو سمح لنفسه بتحديد نسبة مئوية للدلالة على ذلك فإنه يسمح لنفسه بأن يحدد 35 ـ 40% من إجمالي الرواد، لکنه نوه الى أن هذه النسبة لا يمکن سحبها على مقاهي أخرى للإنترنيت مشددا على أن علاقاته الخاصة الواسعة و المتشعبة نوعا ما ساهمت في رفد مقهاه بهکذا عدد من الحضور. وعندما سألناه عن المواضيع التي يهتم بها العرب في مقهاه، فقد إبتسم قائلا: الامر مختلف، لکن بشکل عام التشات و المسائل الفنية و الخفيفة تستحوذ على إهتمام العرب بالاضافة الى أنهم يجدون في الانترنيت وسيلة للمتعة و القضاء على الضجر المتولد من الفراغ و قال بأن العديد من هؤلاء يجدون في الانترنيت وسيلة للتواصل مع أوطانهم و شعوبهم إذ أنه بالامکان متابعة آخر المستجدات و التطورات من خلال ذلك مؤکدا بأن الانترنيت يختصر المسافات.

سياسة؟ ومافائدة السياسة؟!
محمد صابر، شاب عراقي من بغداد يقيم في المانيا منذ أکثر من تسعة أعوام، أخبرنا بأنه يحرص على إرتياد مقاهي الانترنيت يوميا بشکل عام و قلما يمر يوم من دون أن يسجل له حضورا بهذا الصدد. وعندما سألناه عن سبب إرتياده لمقاهي الانترنيت، قال؛ من خلال الانترنيت بإمکانك أن تعرف کل شئ عن العالم و أن تستسقي أية معلومات تريدها بالاضافة الى المتعة التي يمنحها الانترنيت له. وعندما سألناه عن أهم المواضيع التي تستحوذ على إهتمامه فقد أکد بأن القضايا الفنية و الطريفة هي أهم شئ لديه و يتابعها أکثر من غيرها ولما سألناه عن الغرف الصوتية فقد إبتسم و قال بعد لحظات من التفکير، أحيانا أدخل هذه الغرف و أقضي وقت مع البعض بالدردشة. وحين سألناه إن کان يهتم بمواضيع سياسية فقد هتف وکأن عارض سوء قد مسه: سياسة؟ و مافائدة السياسة؟! کل المصائب و الکوارث من وراء السياسة أنا شخصيا لا أحب السياسة و لا أحب متابعتها بأي شکل من الاشکال.

دردشة بريئة!
ناهدة.م، شابة تبلغ قرابة 19 عاما وهي من سوريا، فقد وافقت على التحدث معنا بعد شروط کثيرة نقلها إلينا صاحب المقهى، وعندما سألناها عن سبب إرتيادها لمقاهي الانترنيت، فقد أجابت بأنها تقتل الفراغ أولا و تحاول الحصول على فائدة و متعة ما من ذلك. وسألناها عن المواضيع التي تهتم بها فقالت من دون تفکير؛ اخبار الفن و الفنانين و ما يتعلق بالامور النسائية من حيث آخر صرعات الملابس و إبتکارات التجميل. ولما سألناها إن کانت تهتم بالتشات، أجابت بأنها تهتم بذلك ولکنها تحرص على أن تکون الدردشة بريئة سيما إذا کان محدثها شاب. وعن ساعات حضورها الى المقهى فقد قالت بأنها تحضر أسبوعيا أکثر من ثلاث مرات وفي أوقات مختلفة حسب ما يسمح به وضعها في البيت. وبخصوص معرفة أهلها بأنها ترتاد مقاهي الانترنيت فقد هزت برأسها بصورة تدل على النفي.

لولاهم لکان الحال سيئا
أحمد بوستة، مغربي صاحب مقهى للأنترنيت في مدينة کولونيا، أخبرنا بأنه لولا کثافة الحضور الشرقي في مقهاه لکان حاله سيئا مؤکدا بأن غالبية رواده هم من الشرقيين وحددهم بنسبة 60% من الرواد الدائمي الحضور و قال بأن نسبة 10 الى 15% من هؤلاء هم من العرب و أکد بأن الشرقيين مذواقين و کرماء و أفضل من الالمان عند التعامل معهم وقلما تحدث مشاکل معهم. أما بخصوص المواضيع التي تهم الشرقيين فقد قال بأنها تتراوح بين الغرف الصوتية و الامور الفنية و السياسية و معلومات عامة متنوعة.