لرئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي حوار شهير أجراه مع موقع شبكة (سي إن إن ) العربي في أعقاب تكليفه برئاسة النادي في مايو 2009 لخص فيه أهدافه من رئاسة النادي العريق بقوله: quot;أريد أن يعود نادي النصر كسابق عهده إبان عهد الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود مؤسس نادي النصر وباني أمجاده، حيث كان نادي النصر بطلا في جميع الألعاب وينافس على كل الألقاب، أريد نصر عبدالرحمن بن سعود أن يعودquot;. ثم زاد: quot;أنا أريد أن أفعل بالنصر كما يفعل (لابروتا) ببرشلونةquot;.
وبعد موسمين من جلوسه على المقعد الأصفر الوثير، ما بين موسم كرئيس مكلف، وآخر كرئيس رسمي، لا يبدو الأمير فيصل بن تركي قادراً على تحقيق أي شيء من تلك الوعود الجميلة، والعناوين البراقة، فملامح عودة فريق كرة القدم بنادي النصر للبطولات لا تبدو واضحة أبداً، فضلا عن عودة ألعابه الأخرى للمنافسة على الألقاب. هو حتى اللحظة فريق بلا هوية، فالمدرب في وادٍ واللاعبون في واد آخر، وأي لاعبين، فالأجانب ضيوف شرف، والمحليون ما بين لاعبين على أبواب (المعاش)، ولاعبين لسد الخانات، فكيف بفريق كهذا -لا يكاد يخطو خطوة للأمام إلا ويتبعها بخطوتين للخلف- أن يعيد عهد الأمير عبدالرحمن بن سعود، ويكرر أمجاده. ناهيك عن أن يكون صورة ولو مزيفة عن برشلونة؟!
تلك ليست قناعتي، وإنما تكاد تكون قناعة كل المتابعين للنصر، بل حتى النصراويين، ولست جانحاً بفرضيتي إن قلت بأن تلك القناعة تكاد تختمر اليوم في ذهنية مسيري النادي أنفسهم؛ ولعل الهروب ومحاولات الهروب من العمل في النادي، والذي قابله تمنع من آخرين بالعمل فيه، يرجح صدقية تلك الفرضية، ولعل ما يعززها أكثر البشرى التي زفها رئيس النادي لجماهيره بتنظيم احتفالية كبرى بمناسبة مرور 10 أعوام على مشاركة النصر في بطولة العالم للأندية.
تلك الاحتفالية بقدر ما هي حق مشروع لمسيري النصر، ليس لأحد الحق أن يعترض عليهم أو حتى يحتج، إلا أنها في المقابل تفضح الواقع الذي يعيشونه، فهم بعدما عجزوا عن تحقيق أي شيء من وعودهم التي أطلقوها عند تسلمهم مفاتيح النادي من (الرئيس الذهبي)، راحوا يقلبون في منجزات الإدارات السابقة ليحتفوا بها، وهم بهذا الفعل ndash;بالضبط- كالتاجر الذي يفتش في دفاتره القديمة حينما يفلس، وليتهم فتشوا في دفاترهم، وإنما راحوا يفتشون في دفاتر الإدارات السابقة.
بعض الهلاليين رأوا في إعلان النصراويين عن احتفاليتهم المنتظرة محاولة مكشوفة لاستفزازهم، وطريقة مفضوحة للرقص على جراحهم؛ خصوصاً من جهة توقيت الإعلان، إذ جاء بعيد خروجهم من دوري أبطال آسيا، وفشلهم في العبور لمونديال الأندية، وليس قبل ذلك؛ وهو ما يحاول النصراويون إنكاره؛ لكن أيا يكن السبب، فإن إدارة النصر ستجد نفسها في حرج شديد أمام العقلاء من أنصار النادي، بل حتى المتطرفين منهم في تشجيعهم؛ لاسيما إذا ما ذهبت (السكرة) وجاءت (الفكرة)، وأعني سكرة الاحتفالية العشرية، التي ستذكرهم بماضي ناديهم المجيد، وستلفت انتباههم لحاضره المتواضع، وحينها ستكون إدارة النصر كمن فقأ عينه بأصبعه، وكأني بها تردد: quot;وعلى نفسها جنت براقشquot;.
جريدة الرياض السعودية
التعليقات