أعلنت إدارة الترجي التونسي عقب مباراة الفريق الأخيرة ضد الشبيبة القيروانية في الدوري التونسي والتي انتهت بفوز الترجّي عن فك الارتباط مع مدرب النادي فوزي البنزرتي على خلفية تدني مستوى الفريق في الجولات الأخيرة.

وجاءت إقالة البنزرتي كتتمة لحملة الإقالات والاستقالات التي طوقت الفريق في المدة الأخيرة خاصة بعد إعلان إدارة النادي في وقت سابق عن استقالة نائب رئيس الفريق بادين التلمساني من منصبه.

ويبدو أن تتالي سقوط أوراق الترجي العاصمي جاء كنتاج طبيعي لخيبة الفريق في مباراة النهائي الإفريقي ضد مازيمبي الكونغولي والهزيمة المدوية التي مني بها الترجي في لوبومباشي.

ويعتبر المدرب فوزي البنزرتي الرجل الأول في الفريق في السنوات الأخيرة بفضل الانجازات الكبيرة التي حققها على راس الترجّي وهو المعروف بمزاجه الحاد والمتقلب.

و لم يكن جمهور الترجي التونسي ينتظر هذه quot;القطيعةquot; نظرا للعلاقة المتينة التي تربط بينهم وبين المدرب الأكثر جدلا في تونس.
أكد فوزي البنزرتي لـ(إيلاف) عقب صدور قرار الإقالة انه يتفهم موقف إدارة الترجي خاصة بعد الفشل الإفريقي، وهو يحترم كثيرا موقف رئيس الفريق حمدي المدب.

ويقول البنزرتي إنه quot; فخور بما قدمه مع الفريق وراض كثيرا عن السنوات التي قضاها داخل أسوار القلعة الحمراء والصفراءquot;.
وشدّد في الآن ذاته على أن القطيعة بينه وبين الترجي لا تنقص من قيمته شيئا خاصة وان جميع العائلة الترجية مقتنع تمام الاقتناع بقيمة العمل الكبير الذي قدمه للفريق.

ويختم البنزرتي كلامه بالتاكيد على أنه لن يخوض أي تجربة تدريبية جديدة قبل نهاية الموسم الحالي على الأقل، لأنه في حاجة ملحة لاسترداد الأنفاس بعد الرحلة الشاقة التي خاضها مع الترجي.

القطيعة بين الترجي وفوزي البنزرتي وكما يراها جل الملاحظين في تونس أكدت حالة عدم الوفاق التي تسود بين مكونات الفريق والتي حاولت إدارة الترجي بقدر الإمكان التعتيم عليها تفاديا لتفاقم الوضع.

لكن بداية النزيف كانت مع إعلان نائب رئيس الفريق بادين التلمساني عن استقالته من منصبه في خطوة لم تفاجئ أحدا بما أنها كانت مرتقبة بعد الحرب الكلامية الخفية التي نشبت بين الرجل الأول في الترجي حمدي المدب وعضده الأيمن بادين التلمساني التي اتهم بتجاوز صلاحياته والتصريح لوسائل الإعلام عقب مباراة لوبومباشي دون مشورة المدب الذي يرفض دوما الأضواء كما يمنعها على كافة معاونيه.

بادين التلمساني تحدث لـ(إيلاف) عن سر انتهاء العلاقة بينه وبين الترجي بعد سنوات طويلة قضاها مع الفريق موضحا أن قراره لم يكن لاختلاف مع رئيس الفريق بقدر ما كان هروبا من الضغوطات الكبيرة التي عاشها في الترجي التونسي بعد تتالي الرهانات وتواتر الاستحقاقات مضيفا أن بعض الالتزامات المهنية والشخصية دفعته لاتخاذ هذا القرار لكنه لن يبتعد عن الفريق وسيبقى دوما وفيا للترجي التونسي سواء مهما كانت العلاقة التي تجمعه بالفريق، على حدّ تعبيره.

ولئن كان هذا موقف التلمساني من قرار استقالته فإن الإعلام التونسي لم يمر على الحادثة مرورا الكرام وربط الأمر برغبة حمدي المدب رئيس الترجي في التفرد بالرأي وتغييب كل معاونيه وهو الذي سبق وأن استغنى عن رموز كبيرة بالفريق على غرار طارق ذياب وشكري الواعر وزياد التلمساني لأسباب تبدو غير منطقية وهو ما تكرر مع بادين التلمساني و بدرجة أقل مع البنزرتي الذي رفض الانصياع لشروط الرئيس.

ويبدو واضحا الآن انّ quot; لعنة مازيمبي الكونغوليquot; ما تزال تطارد إلى اليوم نادي الترجي التونسي ولو أن الأوضاع الداخلية التي يعيشها الفريق لم تكن بمعزل عن الشارع الرياضي في تونس.

لكن هيمنة الترجي التونسي على الدوري المحلي أجلت الخوض في المسألة ليكون السقوط في المحطة الأخيرة لدوري أبطال إفريقيا القطرة التي أفاضت الكأس.