دقت ساعة الحقيقة وسينتظر الملايين حول العالم المباراة النهائية لمونديال جنوب أفريقيا 2010 حين يلتقي مساء الأحد منتخب اسبانيا ونظيره هولندا على استاد سوكر سيتي في جوهانسبرغ للتنافس على لقب كأس العالم في نسخته التاسعة عشرة، حيث ستكون النتيجة واحدة وهي quot; بطل عالم جديدquot; .
عبدالله زقوت ndash; إيلاف : تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم صوب جنوب أفريقيا لمتابعة نهائي كأس العالم الذي سيجمع المنتخب الإسباني الشهير بـquot; الماتادورquot; و نظيره الهولندي الشهير بـ quot; الطواحينquot;، حيث ستقام المباراة على استاد quot;سوكر سيتيquot; في جوهانسبرغ .
و لا يختلف اثنان على أن تواجد منتخبي هولندا واسبانيا في نهائي المونديال أنه مستحقا، حيث لعبا طوال البطولة بأداء ورونق عالي توجوه بنتائج لافتة خصوصا الهولندي الذي فاز في جميع مبارياته، في حين كان الاسبان على موعد مع خسارة مفاجئة أولى امام سويسرا ولكن بعد ذلك شقت طريقها بنجاح صوب النهائي.
الكأس .. أوروبية
وأيا كان الفائز في موقعة اسبانيا وهولندا فإن الكأس العالمية ستبقى في الخزائن الأوروبية، بعد ان توجت بها ايطاليا قبل اربعة اعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح.
وفشلت دول أميركا الجنوبية للمرة الثانية على التوالي في حجز مقعدها في النهائي، فيما اصبحت اوروبا امام فرصة مؤكدة للحصول على اللقب للمرة الاولى خارج القارة العجوز.
وحرصت اميركا الجنوبية على التواجد في المباراة النهائية للمونديال من 1986 الى 2002 من خلال عملاقيها البرازيلي والارجنتيني، قبل ان تغيب عن النسختين الاخيرتين في المانيا 2006 وجنوب افريقيا 2010.
وهي المرة الثامنة التي تغيب فيها منتخبات اميركا الجنوبية عن المباراة النهائية للمونديال بعد اعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الاوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950.
وتتقاسم المنتخبات الاميركية الجنوبية والاوروبية القاب النسخ ال18 للمونديال برصيد 9 القاب لكل منها. اميركا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) والارجنتين (مرتان) والاوروغواي (مرتان). اوروبا: ايطاليا (4 مرات) والمانيا (3 مرات) وانكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، ما يعني ان اوروبا ستتقدم على اميركا الجنوبية بفارق لقب بعد يوم الاحد.
تطلعات مشتركة
ويتطلع المنتخبان الاسباني والهولندي لتحقيق مجد طال انتظاره وهو الفوز بكأس العالم من أجل تدوين إسمهم في لائحة المنتخبات الفائزة بكأس العالم، حيث سيمنح أي منهم التتويج بهذا اللقب نيل هذا الشرف.
وهذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب الإسباني إلى النهائي العالمي، وذلك على حساب نظيره الألماني حين هزمه في نصف النهائي بهدف دون رد، ليجدد فوزه بعد ان كان قد تغلب عليه في نهائي كأس اوروبا قبل عامين حيث توجت اسبانيا بلقبها الاول منذ 1964 لتفوز بكأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخها.
وعلى صعيد المنتخب الهولندي فهذه هي المرة الثالثة في تاريخه التي يبلغ فيها النهائي العالمي، وذلك بعد فوزه على الأورواغوي بنتيجة 3-2 ، وهذه هي المرة الاولى التي تصعد فيها هولندا للنهائي منذ 32 عاما وتحديدا منذ خسارتها امام الارجنتين 1-3 بعد التمديد عام 1978، والثالثة في تاريخه بعد خسارته نهائي 1974 امام المانيا الغربية 1-2.
نجوم قد يحسمون المعركة
وتبدو كفة النجوم راجحة في صفوف المنتخبين الاسباني والهولندي، حيث تعج صفوف المنتخبين بالنجوم، فنجد المنتخب الأسباني يملك عددا كبيرا من النجوم ضمن صفوفه، مثل تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وديفيد فيا، أما الهولندي فيملك هو الآخر نجوما اخرين امثال سنايدر، وروبن، فان بيرسي .
وسيكون مهاجم اسبانيا دافيد فيا ومعه تشافي هرناديز في الموعد، أمام لاعبي هولندا ويسلي سنايدر واريين روبين، وجميعهم مستعدون لهذه المواجهة.
وقد يكون تنافسا خاصا بين فيا وسنايدر حيث يخوضان مواجهة خاصة بينهما لانهما مرشحان للحصول على الحذاء الذهبي لافضل هداف في النهائيات وكل منهما يملك خمسة اهداف حتى الان.
ويستطيع مدربا المنتخبين الدفع بالصف الأول من لاعبيهما خاصة بعدما أصبح سيسك فابريجاس متاحا الآن، عقب غيابه عن مباراة أسبانيا و ألمانيا ، ولكن الدفع بفابريجاس، أو إبقائه على مقاعد البدلاء لن يكون القرار الصعب الوحيد الذي يتعين على ديل بوسكي مدرب أسبانيا أن يتخذه ، حيث سيكون عليه أيضا أن يقرر ما إذا كان سيدفع بتوريس ضمن التشكيل الأساسي.
كان ديل بوسكي دفع بالجناح بيدرو مكان توريس في مباراة ألمانيا، وبالفعل بذل لاعب برشلونة الأسباني مجهودا كبيرا في تلك المباراة ولكنه لم يشكل الخطورة الكافية على مرمى ألمانيا ، ومع تمتع توريس بالخطورة والتأثير الكبيرين خلال بطولة quot;يورو 2008quot; مع الماتادور الأسباني فربما يقرر ديل بوسكي منحه فرصة جديدة في نهائي الاحد.
وعاد المدافع جريجوري فان دير فيل ولاعب خط الوسط نايجل دي يونج لصفوف المنتخب الهولندي بعد غيابهما عن مباراة هولندا و أوروغواي بسبب الإيقاف.
وفي حال قرر بيرت فان مارفييك، مدرب هولندا، إعادة اللاعبين إلى تشكيل الفريق، ربما يحمل هذا اللاعبين خالد بولاحروز وديمي دي زيو، إلى مقاعد البدلاء.
أرقام قياسية
وإذا توج المنتخب الهولندي باللقب العالمي سينجح في معادلة رقمين قياسيين لانه لم يذق طعم الهزيمة في 25 مباراة على التوالي، بل انه فاز في المباريات الثماني التي خاضها في التصفيات الاوروبية المؤهلة الى جنوب افريقيا 2010 كما انه فاز في مبارياته الست في النهائيات حتى الان، وفي حال خروجه فائزا من مواجهة اللقب سيعادل الرقم القياسي الذي حققه المنتخب البرازيلي في طريقه الى لقب بطل مونديال المكسيك 1970.
كما سيعادل المنتخب الهولندي في حال فوزه باللقب للمرة الاولى الرقم القياسي من حيث الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7) والمسجل ايضا باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
لم تتمكن سوى ست منتخبات في تحقيق 5 انتصارات متتالية او اكثر في نسخة واحدة من كأس العالم، وهي البرازيل (1970 و2002) وانكلترا (1966) وبولندا (1974) والارجنتين (1986) وايطاليا (1990) وهولندا في النسخة الحالية، علما بان المنتخب البرتقالي حقق فوزه العاشر على التوالي بتغلبه على الاوروغواي 3-2 في نصف النهائي.
وكان المنتخب الهولندي حطم رقمه القياسي المحلي بفوزه على سلوفاكيا (2-1) في الدور الثاني، لانه لم يسبق له ان حقق اكثر من سبعة انتصارات على التوالي، وبفوزه على البرازيل حطم رقمه الشخصي في النهائيات والمسجل عام 1974 لانه لم يسبق له ان حقق اكثر من اربعة انتصارات متتالية في العرس الكروي.
واذا نجح المنتخب الاسباني في الفوز بكأس العالم، فسيصبح ثاني منتخب فقط يتوج بلقب كأس اوروبا ثم بكأس العالم بعد عامين، وسبقه الى ذلك منتخب المانيا الغربية الذي فاز باللقب القاري عام 1972 ثم العالمي عام 1974، في حين ان المنتخب الفرنسي حقق هذا الامر بصورة معاكسة حيث فاز بكأس العالم عام 1998 ثم بكأس اوروبا عام 2000، علما بانه لم ينجح اي منتخب برفع كأس العالم بعد خسارته مباراته الاولى وكانت اسبانيا سقطت في مستهل مشوارها امام سويسرا (صفر-1).
أسلوب المنتخبين في اللعب
يقدم المنتخب الهولندي بقيادة مدربه فان مارفييك اداء مختلفا تماما عن اسلوب الكرة الشاملة لان الفريق اصبح اكثر براغماتية بعد ان دفع ثمن ذلك في بطولات كبيرة مؤخرا وابرز دليل على ذلك كأس اوروبا 2008 بقيادة مدربه ونجمه السابق ماركو فان باتسن حيث تعملق على حساب فرنسا 4-1 وايطاليا 3-صفر ورومانيا 2-صفر قبل ان يسقط امام روسيا (بقيادة هولندي اخر هو غوس هيدينك) في ربع النهائي 1-3 بعد التمديد.
اما في المونديال الحالي، فان المنتخب الهولندي يبرع بنظامه وانضباطه داخل الملعب اكثر من اعتماده على الكرة الجميلة والاستعراضية، وقد اعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب quot;الطواحينquot; في الوصول الى النهائي بعد غياب 32 عاما.
وكما يفعل الهولنديون، تلعب أسبانيا بطريقة 4/2/3/1 التي تعتمد على الكرة الجماعية المباشرة واللاعبين الهجوميين الذين يتميزون بالسرعة ، لذلك فإن كل من الفريقين يبدو بالغ الخطورة وبوسعه التسجيل في كل المواقف.
كانت أسبانيا فرضت سيطرتها التامة على مباراتها بالدور قبل النهائي أمام ألمانيا ولم تسمح للفريق المنافس بالدخول في أجواء المباراة على الإطلاق ولكن نقطة الضعف الوحيدة التي بدت واضحة على الأسبان في تلك المباراة هي اضطرارهم لخلق عدد هائل من الفرص قبل أن يتمكنوا من التسجيل ، ولولا مهارات فيا الكبيرة في خط الهجوم لما تمكنت أسبانيا من المضي قدما في البطولة وصولا إلى النهائي لأنها لم تكن لتسجل الأهداف الكافية لتحقيق ذلك.
التشكيلتان المحتملتان لإسبانيا وهولندا
في ما يلي التشكيلتان المحتملتان لمنتخبي اسبانيا:
- اسبانيا: ايكر كاسياس - سيرجيو راموس وكارليس بويول وجيرار بيكيه وخوان كابديفيلا - تشابي الونسو وسيرجيو بوسكيتس - بدرو رودريغيز وتشافي هرنانديز واندريس انييستا - دافيد فيا
المدرب: فيسنتي دل بوسكي
- هولندا: مارتن ستيكلنبورغ- غريغوري فان در فيل وجون هيتينغا ويوريس ماتييسن وجيوفاني فان بروكهورست- مارك فان بومل ونايجل دي يونغ- ديرك كاوت وويسلي سنايدر واريين روبن- وروبن فان بيرسي
المدرب: بيرت فان مارفييك
متفرقات قبل المباراة النهائية
* تواجهت اسبانيا وهولندا تسع مرات وفاز كل منهما أربع وجمعهم التعادل مرة واحدة قبل نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010.
* لم تفز اسبانيا بأي لقب على مستوى كأس العالم لكنها أحرزت ذهبية اولمبياد برشلونة عام 1992 وكأس العالم للشباب (تحت 20 سنة) عام 1999 وكأس العالم لكرة الصالات عامي 2000 و2004. كما يتضمن سجلها فوزها بكأس أوروبا عامي 1964 و2008 ووصولها إلى نهائي 1984، إضافة إلى حصولها على فضية اولمبياد 1920 ووصولها إلى نهائي كأس العالم للناشئين (تحت 17 سنة) ثلاث مرات واحتلالها المركز الثالث مرتين وحصولها على أيضا على مركز الوصيف في كأس العالم للشباب (تحت 20 سنة) مرتين.
* كما أن هولندا لم تحرز لقب كأس العالم وقد وصلت إلى نهائي كأس العالم عامي 1974 و1978 وحصلت على لقبا واحدا على مستوى الكبار عام 1988 بتتويجها بطلة لكأس أوروبا، كما أحرزت ثلاث برونزيات خلال الدورات الاولمبية الثلاث الأولى عام 1908 و1912 و1920. أما أفضل نتيجة لها على صعيد الفئات العمرية فكان احتلالها المركز الثالث خلال كأس العالم للشباب (تحت 20 سنة) عام 2005.
* وفي مشوارهم إلى المباراة النهائية لم تتلق اسبانيا سوى هدفين وسجلت 7 أهداف ، وتلقت هولندا 5 أهداف وسجلت 12 هدفا.
* سيكون هاورد ويب رابع حكم انكليزي يقود مباراة نهائية في كأس العالم، وهو يدير مباراته الرابعة في النهائيات الحالية بعد اسبانيا-سويسرا وسلوفاكيا-ايطاليا في الدور الاول، والبرازيل-تشيلي في الثاني.
التعليقات