ضرب الشغب ملاعب كرة القدم العراقية ضربات موجعة أدّت الى تدهور الاحوال واختلال العلاقات ما بين الاطراف جميعها، بل انه عطلعددًا من المباريات مثلما افقد عددًا من الفرق فرصًا سهلة للفوز والحصول على مرتبة متقدمة، كما انه ضرب في المستوى العام للمباريات التي تحوّلت الى مجرد ركض خلف الكرة من اجل الوصول الى المرمى وتسجيل هدف والتخلص من هرج ومرج الجمهور وضغوطه.

عبدالجبار العتابي منبغداد:صنع شغب الملاعبعداوات ونشر كراهية وخلق أجواء لم تعرفها الكرة العراقية من قبل تمثلت في الاعتداءات على الحكّام واللاعبين والمدربين وليس انتهاءً بالجمهور، وساءت الاحوال الى درجة وصلت الى ان يقرر الاتحاد العراقي لكرة القدم اقامة بعض المباريات من دون جمهور!! وتلك من أسوأ ما يمكن ان تكون عليه لعبة كرة القدم التي لا تكون لها جماليات الا بالجمهور.

وفيما يرى البعض ان هذه الظاهرة خطرة جدًّا ولا بدّ من الوقوف في وجهها واجهاض محاولاتها لتكون حالة، تشير اللجنة الاولمبية العراقية الى ان هناك من يقف وراء افتعال هذه الازمات لغايات في نفسه.

جماهير عراقية تتابع مباريات سابقةفالشهر الاخير شهدعددًا من حالات الشغب التي تأذّى بسببها اطراف اللعبة، والتي ادت بالاتحاد الى جعل مباريات دوري النخبة الكروي في بغداد بلا جمهور، ومنها تلك التي اقيمت ضمن منافسات الجولة الثالثة (الاخيرة) من المرحلة الثانية لدوري النخبة فقط. ثلاث مباريات بلا جمهور: الصناعة مع بغداد، الطلبة مع الزوراء والكهرباء مع اربيل، اضافة الى التطور الخطر الذي حصل في شغب مباراة الجوية وكربلاء التي قرر الاتحاد اعادتها بلا جمهور وهو ما رفضته ادارة كربلاء ولم تحضر فريقها الى ملعب نادي الكرخ حيث كان من المقرر ان تقام يوم الخميس، بحجة ان جمهور الجوية هو المتسبب في اصابة حكم المباراة الذي اوقف المباراة وكانت نتيجتها التعادل، ورفض كربلاء اللعب جعل الاتحاد يعده خاسرًا بثلاثة اهداف، وهو ما رفضته ادارة كربلاء التي توعدت الاتحاد بإقامة دعوى قضائية ضده!!

هذا الشغب اللافت للنظر والانتباه والشديد الوطأة على واقع كرة القدم العراقية جعل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم يصدر بيانًا في محاولة منه لردع الجماهير لا سيّما للفرق الجماهيرية وتأشير محاولات فرض عقوبات صارمة ضده، فقال الاتحاد في بيانه انه يتابع بألم شديد تفشي ثقافة الشغب عند بعض المحسوبين على جماهير اندية النخبة متناسين ان كرة القدم هي رسالة محبة ووئام وان الخسارة في مباراة لا تعني الخروج عن النص المتعارف رياضيًّا واجتماعيًّا، واضاف: quot;كاتحاد نؤكد رفضنا التام لمثل تلك التصرفات التي لا تمت الى الاخلاق الرياضية بشيء فإنّ الاتحاد العراقي لكرة القدم لن يألوا جهدًا في اجتثاث العناصر المسيئة التي تحاول خلق الازمات على المدرجات بل قد يذهب الى ابعد من ذلك فيما ظل هذا البعض مصرًّا على افعاله المشينة، كما يرجو الاتحاد من الاعلام الرياضي بكل مفاصله والمعروف بوقفاته الشجاعة دائمًا وبجانب الحق الى تبصير من اغوتهم روح التمرد على الاخلاق الرياضية وافهامهم ان كرة القدم تحتمل كل شيء الا الاساءة الى رسالتها السامية التي تسير جنبًا الى جنب مع الاخلاق العربية، ويبين الاتحاد ان وأد هذه الظاهرة الغريبة يتطلب وقفة من الجميع لإبعادها نهائيًّا عن الملاعب العراقية والى الابدquot;.

وذكر عضو الاتحاد هادي جوادان اتحاد اللعبة يتحمّل جزءًأ من المسؤولية لعدم اتخاذه القرارات الحازمة تجاه المدربين والاداريين الذين يتجاوزون خلال المباريات، وقال: quot;ان اتحاد الكرة ملزم باتخاذ عقوبات صارمة من اجل حماية اللعبة واطرافها وعدم السماح للجماهير بتعكير صفو منافسات دوري النخبة لا سيما ان ايامًا قليلة تفصلنا عن نهاية الموسم الكروي 2009/ 2010 ونتمنى ان تسير الامور من دون مشاكل على الرغم من ان الاحداث استوجبت تدخل القوات الامنية وان يتحمل الجميع المسؤولية وان ظاهرة الشغب غير مقبولةquot;.

فيما قال الامين العام في اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية عادل فاضل: quot;إن هناك من يحاول ان يفتعل المشاكل لغايات تهدف الى ايقاف عجلة الرياضة العراقية التي حققت نجاحات ملحوظة وبدأت تنافس ولم تعد رقمًا تكميليًّا في المشاركات الخارجية، واضاف: quot;اعمال الشغب والتجاوزات من قبل الجماهير مؤشرة من قبل اللجنة الاولمبية وتم توجيه الاتحادات الرياضية بوجوب الحفاظ على سلامة المباريات واللاعبين والحكام والمدربين والطواقم الفنية والادارية لا سيما ان اجواء التشنج تدفع الجماهير الى الخروج على الروح الرياضية تحت عنوان البحث عن الفوز بأي طريقةquot;.

وتابع: quot;عدم تنظيم الملاعب وقلة العناصر الامنية والوضع الاجتماعي عوامل تشجع الجماهير على عدم الانضباط ، ونأمل من الاندية والاتحادات توعية الجماهير وتوجيههم للتآخي والتآزر والمحبة ووجوب عدم التدخل في الامور التي لا تعنيهم وان واجبهم هو التشجيع ومؤازرة فرقهم، وان الجميع يتحمّل مسؤوليّة الشغب الذي يحدث حاليًّا في منافسات كرة القدم، وعندما نبني جيلاً يحبّ العراق فلن يكون هناك داع لوجود عدد كبير من رجال الامن لأنّ الشخص سيكون هو الحريص على سلامة المباراة والملعب واللعبة والعراقquot;، مؤكدًا ان quot;حرية التعبير والديمقراطية لا تعني الاساءة الى الآخرينquot;.

وقد اعربعدد من المعنيين بالشأن الكروي استنكارهم للممارسات غير الصحيحة من قبل بعض المحسوبين على الجمهور الرياضي، واشار هؤلاء المعنيون ان هذه الظاهرة تعدّ آفة لا ترحم ولها عواقب وخيمة بخاصة اذا ما تدهورت الاحوال الى الأسوأ ولم يستطع احد كبح جماح هذه الظاهرة التي اشار البعض الى اسبابها التي منها اطالة امد مسابقة الدوري الى حد الملل ومن ثم غياب ثقافة الخسارة عند بعض الهيئات الادارية وكذلك عند الجمهور.

يقول اللاعب الدولي السابق شاكر محمود ومدرب فريق الكهرباء حاليًّا: quot;ان ثقافة العنف التي اجتاحت ملاعبنا تعدّ ظاهرة خطرة لا مناص من الوقوف بالضد منها وايقافها، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته في مكافحتها والحد منها لتبقى ملاعبنا آمنة ونظيفة، اذ ان هذه الظاهرة استشرت في المباريات الاخيرة لا سيما بدوري النخبة من خلال الانفلات الامني الذي شهدته هذه المباريات لعدم توافر الحماية الكافية مقارنة بالحضور الجماهيري الذي تشهده مدرجات ملاعبنا المنتشرة في بغداد والمحافظات اذ علينا كرياضيين ان نعكس الوجه الناصع للرياضة العراقية سيما ان الانظار مشدودة إلينا بعد ان وحدت الرياضة صفوف ابناء شعبنا في الكثير من المناسبات وهو ما لا يفعله غير اهلهاquot;.

وقالاللاعب الدولي السابق ومدرب الصناعة حاليًّا قحطان چثير: quot;تعد ظاهرة الشغب آفة خطرة في الملاعب وقد عرفناها في الدوريات العالمية، الا انها لم تكن موجودة في ملاعبنا ولكنها استشرت للاسف في الآونة الاخيرة وبالتحديد في مباريات دوري النخبة، حيث ان ما حصل من احداث مؤسفة اجتاحت عددًا من ملاعبنا لا تمتّ الى التشجيع المثالي الذي عرف به جمهورنا الوفي، الا ان الذي حصل يعد اساءة خطرة وكبيرة الى سمعة الكرة العراقية وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته لوقف تداعيات هذه الظاهرة، كما ان على اتحاد اللعبة ان يقف بالضد منها كونها ستعرض ارواح الابرياء الى مخاطر جمّة وتعيث خراباً في البنى التحتية للرياضة العراقية التي تشكو النقص الحاد فيها. نتمنى الاّ تتكرر مثل هذه الافعال التي اساءت الى اللعبة وتوفير الحماية اللازمة في ملاعبنا للسيطرة على الانفلات الذي يحصل فوق المدرجات، اذا ما اردنا لملاعبنا ان تبقى آمنة وخالية من هذه الظواهر الخطرة التي اجتاحتها في الآونة الاخيرةquot;.

فيما قال الزميل الصحفي احمد وهاب:quot;ظاهرة غريبة وغير مألوفة في ملاعبنا الكروية استفحلت بشكل كبير حتى باتت قاعدة وليست استثناء واصبحت ماركة مسجلة فيها حيث ظهرت في ما يقارب من خمس مباريات في دوري زين العراق النخبة وكانت في مباريات الدور قبل الاخير مؤثرة بشكل غير طبيعي عندما توقفت نتيجة لذلك مباراة القوة الجوية وكربلاء بعد اصابة حكمها كاظم عودة كما اعقبت مباراة الزوراء والصناعة احداث غريبة وبعيدة عن الروح الرياضية ولا شك في ان عوامل عديدة وراء هذه الظاهرة لعلّ ابرزها ضعف الدور التنفيذي لاتحاد الكرة وكذلك قلة الاعداد المخصصة لحماية الملاعب من الاجهزة الامنية المختصة في وقت دخلت مباريات الدوري مراحل حاسمة واصبح كل هدف يسجل وكل نقطة تحصد هي فرصة كاملة نحو جني ثمار موسم طويلالأمر الذييزيد معه تعصب الجماهير واللاعبين وحتى الهيئات الادارية والتدريبية للاندية مثلما حصل مع ادارة وملاك التدريب في فريق الصناعة من احتكاك مباشر مع جمهور الزوراء كما ان تواجد عدد من الجماهير في مدرجات الملاعب التي لا تمتلك أية روح رياضية هو احد الاسباب الرئيسة في احداث الشغبquot;.

اما الحكم الدولي السابق صباح قاسم فقال: quot;إن ضعف الهيئات الادارية في الاندية المشاركة في الدوري وعدم استعدادها لتقبل النتائج وبخاصة السلبية منها اثّر بشكل او بآخر على ما يحدث الآن في الملاعب من اعمال شغب، واضاف: quot;ان القرارات التي يتخذها الاتحاد العراقي للعبة ليست بالرادعة ولا تؤثر في الحد من الظاهرة، ولهذا لا بدّ من ايجاد اساليب رادعة توقف عمليات الاعتداء على الحكام واللاعبين والاداريين وحتى الاعلاميينquot;.

وأشار صباح الى ان كثرة المباريات في الدوري ادت الى الملل لدى الحكام وتاليًا اثّر ذلك على اتخاذ القرارات الصحيحة في المباريات التي يقودونها، كما ان ضعف البنى التحتية للرياضة العراقية له اثر كبير على ما يحدث كونغالبيّة الملاعب التي تقام عليها المباريات غير محصنة، وطالب ان يكون هناك تعاون بين الاتحاد المعني باللعبة ووزارات الدولة من شباب ورياضة ولجنة اولمبية ووزارتي الدفاع والداخلية لأن المسألة لا تهمّ اتحاد الكرة وحده وانما تهم الدولة برمتها.