في الوقت الذي ما زال فيه البعض متخوفا من الفيفا بسبب تأجيل انتخابات الاتحاد العراقي الى اشعار اخر، اعرب النجم العراقي السابق فلاح حسن المرشح لرئاسة الاتحاد انه سيسحب ترشيحه اذا ما جاء حسين سعيد الى بغداد للمشاركة في الانتخابات ، وهو الامر الذي عده الكثيرون ايثارا من فلاح حسن في تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتغليب المصلحة الوطنية على المزايدات والمجاملات.

عبد الجبار العتابي من بغداد : لم يرد حسين سعيد على هذه الدعوة لكنه اشار الى انه حصل على تطمينات من قبل ممثل الفيفا نضال الحديد بتجنيب الكرة العراقية أي عقوبات جديدة والسماح لمنتخباتها الوطنية التي تنتظرها استحقاقات مقبلة بالمشاركة ، فيما اشار اخرون إلى أن ما يتم طرحه ينحى منحيين الاول هو الانتصار لمدينة بغداد والثاني الانتصار لشخصية فلاح حسن العائد من غربة طويلة وهو الشخصية التي لم يختلف عليها اثنان وهي عنوان التغيير المرتقب بعد سنوات من المشاكل والتقاطعات .

فقد هدأت نوعا ما .. الازمة شديدة الرياح التي كادت تعصف بمقدرات الكرة العراقية وتقذف بها الى المجهول بعد التجاذبات التي حصلت خلال يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر تموز / يوليو ، حيث كان اليومالاول الموعد الذي حدده الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لاجراء انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم ، فيما كان اليوم الثاني الموعد البديل بعد حصول اشكالات اثر تمزق الهيئة العامة للاتحاد العراقي الى قسمين : الاول في اربيل التي اختارها الفيفا لاجراء الانتخابات ، والثاني في بغداد بعد اصرار الاغلبية على اجرائها في بغداد كونها العاصمة، مع استمرار التخوفات من ان الفيفا سوف لن يرضخ لمطالبات او تمنيات الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم ، حيث يرى الكثيرون ان الفيفا لا يهمه رأي الاغلبية بقدر ما يهمه احتضان الاشخاص الذين يريدهم وينحاز اليهم سواء كانوا ظالمين او مظلومين ، وبقدر ما كان الصراع ليس بين مدينتين (بغداد واربيل) بل بين شخصيتين تتنافسان على رئاسة الاتحاد وهما الوحيدان المرشحان لهذا المنصب ، فقد اعلن فلاح حسن انه سيسحب ترشيحه اذا ما حضر حسين سعيد الى العاصمة بغداد وشارك في الانتخابات وعليه ان يفعل ذلك ، وقال فلاح : انا مع خيار الهيئة العامة التي اختارت بغداد لاجراء الانتخابات كونها العاصمة ولاعطاء صورة ان بغداد بخير وعافية ، لذلك ما ان يجيء حسين سعيد الى بغداد ليشترك في الانتخابات سأسحب ترشيحي من المنافسة على رئاسة الاتحاد !!، وهو يقصد ان حسين سيكون المرشح الوحيد وسيفوز بالتزكية ، وهذا الامر نظر اليه البعض كنوع من الايثار فيما اشار البعض الى انه نوع من التحدي لحسين سعيد كونه لن يحضر الى بغداد ويريد ان يمارس اعماله اما من مدينة اربيل او من العاصمة الاردنية عمان التي كان يمارس عمله فيها في السنوات الاخيرة .

وكان اتحاد الكرة العراقي عقد ثلاثة مؤتمرات للهيئة العامة الأول في مدينة بابل يوم العاشر من آب /أغسطس من العام الماضي والمؤتمر الثاني في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2009 في مدينة اربيل والثالث في بغداد يوم العاشر من أيار /مايو الماضي وان كل المؤتمرات التي حضرها جميع أعضاء الهيئة العامة كان الاتحاد العراقي لكرة القدميطالب بإجراء الانتخابات في بغداد.

على صعيد متصل قال حسين سعيد انه حصل على تطمينات من قبل ممثل فيفا نضال الحديد بتجنيب الكرة العراقية أية عقوبات جديدة والسماح لمنتخباتها الوطنية التي تنتظرها استحقاقات مقبلة بالمشاركة فيها لاسيما ان الفترة القانونية لعمل الاتحاد تنتهي نهاية الشهر الجاري.

واضاف : إن القرار الحاسم الذي ستصدره لجنة الطوارئ في الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن موقف الاتحاد العراقي للعبة بعد تأجيل انتخاباته سيعتمد على التقرير الذي قدمه نضال الحديد الى فيفا بشأن طلب الهيئة العامة لاتحادنا المذيل بتوقيع 63 عضوا بتأجيل تلك الانتخابات الى إشعار آخر لحين توفر ظروف مناسبة لإقامتها بشكل نزيه وعادل !!.

صورة مركبة لحسين سعيد(يسار)وفلاح حسن وكان الأردني نضال حديد ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي تم تعيينه للإشراف على إقامة تلك الانتخابات قد أكد في تصريحات صحافية قبيل مغادرته اربيل انه كان يأمل أن تجرى الانتخابات حتى نضمن بشكل قاطع ونهائي منع إجراءات قد تضر بالكرة العراقية لكن ما نستطيع أن ننقله للاتحاد الآسيوي والدولي هو وحدة أعضاء الهيئة العامة للاتحاد العراقي في ما يتعلق بتأجيل الانتخابات وتجنيب العراق العقوبات .

من جهته قال ناجح حمود النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم : ليست هناك مشكلة في مكان إقامة الانتخابات سواء في أربيل او غيرها من المدن، ولكن الخلاف الذي نشب في التجاوز على صلاحية الهيئة العامة وعدم الاستماع الى رأيها الذي اتخذته بإقامة الانتخابات في بغداد عاصمة الفكر والأدب لأكثر من مرة ، حيث إن الأجواء فيها مناسبة لإقامة العملية الانتخابية بكل حرية وديمقراطية ، لذلك جاء إصرار الهيئة العامة على قرارها مع ضرورة التقيد ببنوده ، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح لعدم التجاوز على قرارات الهيئة العامة التي تعد السلطة الأقوى في الاتحاد، ويجب احترام رغباتها وتحقيق تطلعاتها لبناء أسس متينة في التعامل مع مجلس إدارة اتحاد الكرة.

وتابع ناجح حمود حول ما سيحدث فيما بعد : ستجري حوارات معمقة مع الاتحاد الدولي للعبة لنقل وجهة نظر الهيئة العامة وايضاح الصورة كاملة من دون رتوش او ضبابية للحصول على الموافقة بإقامة الانتخابات في بغداد ، لان فيفا لا يمتلك الشرعية باختيار المدينة التي تحتضن المؤتمر الانتخابي للاتحادات الوطنية لان ذلك من صميم عمل الاتحادات التي تقع عليها مسؤولية تحديد المكان ،وفق الضوابط التي تضمن سلامة الجميع وتجري العملية الانتخابية بطريقة ديمقراطية شفافة من دون إقصاء او تهميش، وأتصور أن المعطيات اختلفت عن السابق بشأن تحديد موعد الانتخابات المقبلة بعد ان تعرف ممثلو الاتحادين الدولي والآسيوي إلى حقيقة الأمور بعد اطلاعهم عن قرب على رأي أغلبية أعضاء الهيئة العامة الذين اختاروا العاصمة بغداد لتكون مكانا لإقامة الانتخابات وهو خيار لابد من احترامه والعمل على تحقيقه ، وصوت الهيئة العامة لا يعلو عليه أي صوت آخر .

فيما قال عضو الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم محمد جواد الصائغ : ان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لم يستمع الى رأي الهيئة العامة لذلك اتخذ القرار القسري باقامة الانتخابات في اربيل من خلال المعلومات المضللة التي تصل اليهم عن عدم وجود الامن في العاصمة وهذا الامر الذي هو خلاف ذلك.. وتابع القول: انتصرت ارادة الهيئة العامة بتأجيل الانتخابات والعمل بجدية على اقامتها في بغداد لان اتحاد الكرة يعد جزءا من منظومة اولمبية متكاملة أنهت انتخابات اتحاداتها المركزية واختيار مكتبها التنفيذي في نيسان / ابريل العام الماضي في ظل الاستقرار الأمني نفسه الذي تعيشه بغداد .

الجميع .. بات ينتظر ما يصدر من الفيفا خلال الساعات القليلة المقبلة والتي في ضوئها يمكن اجراء الانتخابات في مكان يحدده الفيفا لا احد يعرف ان كان وفق تصوراته ام تصورات الهيئة العامة لاتحاد الكرة التي تؤكد انها لن تتنازل عن رأيها في اجراء الانتخابات في بغداد وان كره الكارهون (يقصدون فيفا ومن يريدون اجراء الانتخابات في اربيل) .

في غضون ذلك، قالت وكالة quot;فرانس برسquot; إنها علمت من مصدر موثوق بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في صدد التجديد لمجلس ادارة الاتحاد العراقي الحالي برئاسة حسين سعيد لمدة سنة حتى 31 تموز/يوليو 2011 بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لأعضاء الهيئة العامة المؤلفة من 63 عضوا في الانتخابات التي جرت في اربيل (320 كلم شمال بغداد) في 24 الحالي.

وقال المصدر ان الاتحاد الدولي quot;سيعتمد من دون ادنى شك التجديد للاتحاد العراقي الحالي لمدة سنة في الايام القليلة المقبلةquot;.

وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي أقرت في اجتماعها الأخير في جوهانسبورغ في حزيران/يونيو الماضي على هامش كأس العالم اقامة انتخابات الاتحاد العراقي في مدينة أربيل وليس في بغداد نظرا لعدم توفر الامن في العاصمة العراقية، في حين اصرت اللجنة الاولمبية المحلية ووزارة الشباب والرياضة على اجرائها في بغداد.

ولم يتحقق نصاب كامل في اجتماع اربيل بسبب الانقسام الذي حدث بين اعضاء الهيئة التي تواجد عدد كبير من اعضائها في بغداد واخرون في اربيل، فتأجلت الانتخابات في بداية الامر، 24 ساعة بحسب ما تسمح القوانين، لكن الامور لم تتغير ولم يكتمل النصاب مجددا.

وازاء هذا الوضع طالبت الهيئة العامة للاتحاد العراقي بكامل اعضائها ال63، الاتحاد الدولي بتأجيل الانتخابات حتى اشعار اخر، لحين توفر ظروف مناسبة لإجرائها بشكل طبيعي.

وقال رئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد حينها ان الهيئة العامة بكامل اعضائها، وبينهم المتواجدون في بغداد والذين ارسلوا طلبا حمل تواقيعهم، طالبت بتأجيل الانتخابات، وان (اعضاء) الهيئة المتواجدة في اربيل تقف الى جانب هذه المطالبquot;.

واضاف quot;نخول ممثلي الاتحادين الدولي والاسيوي المشرفين على هذه الانتخابات بمفاتحة الفيفا ونقل طلب الهيئة العامة ورغبتها في تأجيل الانتخابات الى اشعار اخر، الى حين ما تتوفر الارضية المناسبة لاقامتهاquot;.ويرى سعيد ان quot;هذه المطالب، تضمن حماية مصلحة الكرة العراقية، وتجنبها من كل العقوباتquot;.