من السهولة الإشارة إلى أن الإصابة القسرية التي لحقت بجون تيري وفرانك لامبارد، التي أجبرتهما على الابتعاد عن تشكيلة منتخب انكلترا في مباراتي تصفيات نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012 أمام بلغاريا وسويسرا، قد تنقذ في نهاية المطاف المدير الفني فابيو كابيلو من اتخاذ القرار الذي لا يتجرأ على القيام به.

فالمدير الفني لمنتخب انكلترا يتعرض لضغوط شديدة لإجراء تغييرات في تشكيلة فريقه للإشارة إلى حقبة جديدة مع انكلترا، وبالتالي فإن الإصابة التي لحقت بثنائي تشلسي ضمنت على أنه يتعين عليه اللعب من دون اثنين من اللاعبين البارزين اللذين فشلا في تقديم عرض يليق بسمعتهما في نهائيات كأس العالم.

ولكن هذا لا يدعو إلى الابتعاد عن القضية الرئيسة مع منتخب انكلترا: كابيلو. فإذا ساءت الأمور فإنه هو الشخص الذي سيقع عليه اللوم. وكل شيء الآن هو عن كابيلو.

فالمدرب الايطالي هو في قمة الاحترافية مع احترام الذات الهائلة، ولكن عند النظر إلى لغة جسده، فيبدأ المرء بالتساؤل ما إذا كان من الأفضل لكل الأطراف عرض اتحاد كرة القدم الانكليزي مقداراً مناسباً من المال لينفصل عن الايطالي بعد نهائيات كأس العالم.

فهناك نقص ملموس من الحماس تجاه المنتخب الانكليزي في أعقاب نهائيات كأس العالم. والجمهور لا يكترث به ومستويات توقع الجمهور بنتائج جيدة منخفضة إلى أدنى مستوى لها. فلا أحد يتحدث عن يورو 2012 على أنه quot;عصرناquot;، كما فعلوا عند الاستعداد لبطولات سابقة. وكان منتخب انكلترا سيئاً للغاية في جنوب افريقيا إلى درجة أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً لرفع الكآبة والخروج من الضيق. ولكي يحدث ذلك، فإن الجمهور يريد وجوهاً جديدة وانتصارات مدوية، ولكن ما زال هناك شعور في هذه المسألة أن في صلب هذا الموضوع هو كابيلو. فهل سيبدأ من جديد مع انكلترا ويجلب لاعبين جددا؟ وهل لديه تفويض للقيام بذلك؟

وبغض النظر عما سيحدث ضد بلغاريا وسويسرا، فهناك رئيس واحد على قمة المجموعة وهو المدير الفني فابيو كابيلو. لذا عدم وجود تيري ولامبارد هذا الأسبوع لا تتيح له الفرصة لتسريع حقبة جديدة التي قد يأمل بعضهم بذلك.

وإذا وجد لاعبين ليحلا محل لامبارد وتيري، ربما بعد ذلك ستكون لحظة مثالية للتبشير بفجر جديد. ولكن مَن المؤهل ليحل محلهما؟ حتى أن بعض المحللين يكافح في التفكير بأي لاعب. فمنذ بداية هذا الموسم، أو في مجمل الموسم الماضي، مَن هو اللاعب المستعد حقاً ليحل تدريجياً محل نجمي تشلسي؟
عند البحث عن لاعبين للتشكيلة الأساسية للمنتخب ويلجأ المرء للحصول على أفضل أداء من لاعبي الدوري الممتاز ودوري الأبطال، فإنه سيضع علامة أمام اسمي تيري ولامبارد.

ورغم أن مستوى قلب دفاع تشلسي كان ضعيفاً في كأس العالم، إلا أنه بدأ هذا الموسم بشكل رائع. وبينما كان أداء ستيفن جيرارد جيداً للغاية بغياب لامبارد ضد المجر في المباراة الدولية الودية التي جرت مطلع آب، إلا أنه لا يمكن إصدار حكم على أساس تلك المباراة، خصوصاً أن مستوى الخصم لم يكن كبيراً.

ومن المستحيل في الوقت الراهن التنبؤ بالبداية الجديدة التي يطالب بها الجمهور، لأنه ليست لدى كابيلو أي خيارات. وإذا كان أي شيء يثبت هذه النقطة، فهي المحاولات المستمرة لإغراء صانع ألعاب مانشستر يونايتد بول سكولز للعودة من اعتزاله دولياً والمناقشات على مدى توفر الاسباني ميكيل أرتيتا للعب مع منتخب انكلترا. وإذا كانت هناك نجوم صاعدة، فإن كابيلو سوف لن يسير في هذا الطريق.

وسكولز يتمتع بكل بوضوح بجو مشمس ودافئ في مانشستر يونايتد. ويمكن المجادلة على أنه، في تاريخ الدوري الممتاز، هو في القمة بأكثر من نسبة واحد في المئة عند المناقشة عن أفضل لاعبي خط الوسط، ولكنه سيبلغ الـ36 عاماً في تشرين الثاني المقبل وما يقارب الـ38 عاماً عند حلول موعد انطلاق يورو 2012، وبالتالي من الصعوبة بمكان أن يكون لاعب المستقبل. وقد لا يكون حتى في الملاعب في غضون سنتين مقبلتين!

ومع ذلك، فإن كابيلو لا يمكن أن يفوز. ونظراً لنهائيات كأس العالم، إذا سار أي شيء وكل شيء باتجاه خاطئ فستكون غلطة المدير الفني. والسيناريو الأسوأ إذا كان أداء منتخب انكلترا سيئاً وفشل في الحصول على نتائج ايجابية في مباراتيه أمام بلغاريا وسويسرا اللتين من المتوقع الفوز بهما.

وإذا حدث ذلك، فإن الضغط على كابيلو سيزداد حدة، وسيواجه أنصار انكلترا وضعاً حرجاً في ما يزيد قليلاً على أسبوع عندما تكون وظيفة الايطالي تحت تهديد حقيقي. ولكن إذا أراد إبعاد الشكوك والخروج من هذا المأزق بنتائج جيدة، فسيكون عليه أن يفعل ذلك إلى حد كبير مع اللاعبين أنفسهم الذين فشلوا في تقديم عرض جيد في جنوب افريقيا.

ولا يمكن لأي مدير فني القيام ببداية جديدة إلا إذا توفر لديه لاعبون ناشئون يمكن جلبهم إلى الفريق، خصوصاً أن quot;الحرس القديمquot; ما زال يثبت أوراق تفويضه في الدوري الممتاز الانكليزي.