لم يكن يتوقع أشد الأشخاص تشاؤماً أن تنتهي مباراة منتخب مصر ضد نظيره السيراليوني في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 2012 بهذا الأداء المحير وتلك النتيجة المخيبة للآمال، على الرغم من موجة التحذيرات التي أطلقها كثير من خبراء اللعبة، حرصاً على عدم تكرار سيناريو مباراة زامبيا الشهيرة في تصفيات كأس العالم العام الماضي، وكانت سبباً مباشراً في تفويت فرصة الصعود للمونديال العالمي في جنوب إفريقيا الصيف الماضي على الفراعنة.

ورغم ذلك، وقع اللاعبون في فخ التعادل بأداء سلبي يفتقد للحيوية والسرعة في كثير من المراكز، ووضع الفريق المصري نفسه في موقف لا يُحسَد عليه أمام جماهيره، التي لطالما سئمت من quot;فصول لاعبيه الباردةquot; بين الحين والآخر.

مباراة سيراليون الأخيرة، وإن جاءت في مجملها فرصة للجهاز الفني كي يضع يده مبكراً على الأخطاء التي أدت لتلك النتيجة، إلا أنها جاءت لتدق ناقوس الخطر من حالة الهبوط الفني والبدني التي يعانيها أبرز لاعبي الفريق، وبخاصة لاعبي النادي الأهلي.

وبعد انتهاء اللقاء، سرعان ما انطلقت صيحات الاستهجان من الجمهور والإعلام والمحللين، ما بين غاضب من تراجع مستوى معظم لاعبي الفريق، ومعترض على اختيارات حسن شحاتة، ومندهش من حالة التفكك الخططي التي نجمت عن طريقة 4-4-2 ، وبالتزامن مع ذلك، بدأت تظهر موجة تُحمِّل لاعبي الأهلي الدوليين مسؤولية التعادل مع سيراليون. وفي هذا الصدد، قال الناقد الرياضي والإعلامي البارز، علاء صادق :quot; كيف يضم حسن شحاتة ستة لاعبين من النادي الأهلي، في الوقت الذي لم يقدم لاعبوه المستوى المعروف عنهم مع الفريق في الدوري، وكان يجب عليه ضم لاعب أو اثنين فقط، مراعاة ً للحالة الفنية غير الجيدة التي يمر بها اللاعبون حاليا ًquot;.

ويأتي كل هذا الجدل في أعقاب سلسلة النتائج الهزيلة التي بدأ يحققها النادي الأهلي خلال الفترة الماضية، على الصعيدين المحلي والإفريقي، ومن ثم مرور العمود الفقري للمنتخب ( الذي يتكون بشكل كبير من لاعبي النادي الأحمر ) بحالة من الانهيار، تجسدت بوضوح في المستوى الضعيف الذي ظهر عليه المنتخب في لقاء سيراليون الأخير.

وبالتأكيد كان لغياب عناصر أخرى مؤثرة عن معسكر المنتخب دورا ً في زيادة حدة الغضب الجماهيري، ومن أبرز هؤلاء اللاعبين عماد متعب، رغم مشكلاته الأخيرة مع نادي ستاندر ليج، ولاعبي الزمالك، عمرو ذكي وشيكابالا، ولاعب الإسماعيلي، أحمد سمير فرج، الذي يعيش مؤخراً حالة فنية جيدة مع ناديه.