تشهد أروقة مقر الرئاسة العامة لرعاية الشباب في وسط العاصمة السعودية الرياض جملة من التحركات على كل المستويات، يقودها الشاب المعين حديثاً الأمير نواف بن فيصل بن فهد على سدة الرئاسة خلفاً لعمه الأمير سلطان بن فهد الذي صدر أمر ملكي بإعفائه من منصبه اليوم السبت.


الأمير نواف بن فيصل بن فهد

الرياض: تكمن أولى الملفات الشائكة في طريق ابن الثالثة والثلاثين عاماً في عقد الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم، وسط تأكيدات تلقتها quot;إيلافquot; بأن الأمير نواف بن فيصل سيتولى مسؤولية اتحاد القدم خلافاً لبعض التوقعات التي راجت حول الدفع بأحد الكفاءات السعودية.

يأتي ذلك وسط مراقبة متوقعة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) الذي يشدد دائماً على فصل التنظيمات الكروية والاتحادات خصوصاً عن سلطة الحكومات، ومن المنتظر أن يحظى الأمير نواف بموافقة الجمعية العمومية على تولي مسؤولية الاتحاد الأهم في الرياضة السعودية وقطاع الشباب عموماً.

ويعتبر الاتحاد السعودي لكرة القدم حالياً منحلاً بعد استقالة رئيسه الأمير سلطان بن فهد، وذلك ما يضع الأمير نواف وهو خريج قانون من جامعة الملك سعود في الرياض، أمام جملة من التحديات والخيارات ولعل أبرزها وهو الأقرب بأن تحتفظ اللجان العاملة بمواقعها وتسير أعمالها لحين انعقاد الجمعية العمومية، وهو أمر يبدو أفضل بحسب مراقبين من تشكيل لجنة يختارها الرئيس العام الجديد لتتولى تسيير أمور اتحاد الكرة ريثما تعقد الجمعية.

وتحدثت أنباء في السعودية تزامناً مع الأمر الملكي الذي أصدره الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقول بأن جهات عليا في الدولة وافقت على العديد من المقترحات التي من شأنها

نواف بن فيصل مع quot;إيلافquot;... كما لم يتحدث من قبل!
تطوير الرياضة ودعمها وخصوصاً في نواحي التمويل، وسيحظى قطاع المنتخبات بفئاته السنية المختلفة على النصيب الأكبر، في مقابل مزيد من تحرير الأندية من قبضة البيروقراطية الحكومية مع معونات للأندية ذات الدخل المحدود في المناطق والمحافظات الصغيرة.

وأشار مصدر مقرب من الأمير نواف بن فيصل في حديث قصير مع quot;إيلافquot; إن برامج الإعداد ومعسكرات الفئات السنية والأكاديميات في مناطق المملكة ستكون في أولوية الخطط بعيدة المدى، فيما سيحضى المنتخب الأول والمسابقات السعودية بالأولوية في الخطط القصيرة، وأضاف المصدر بأن مجموعة من الأفكار تطبخ الآن لاستقدام جهاز فني عالمي ومتخصص في برامج المعسكرات يتكون من خبراء تنظيم المسابقات والجوانب الشخصية للاعبين من لياقة واستعداد صحي.

ولم تتبين بشكل قاطع ردة الفعل الجماهيرية السعودية على قرار تعيين الأمير نواف بن فيصل، إلا أن الشعور العام رحب بالتغيير الذي من شأنه أن يدفع بالعجلة المتوقفة للرياضة السعودية إلى الأمام حتى تتجاوز مطبات طولها يمتد لسنوات.

ويصادف اليوم السبت الذكرى الأربعين لتولي والده الأمير فيصل بن فهد الاتحاد السعودي لكرة القدم، وساهم والده الذي توفي في السنة الأخيرة للقرن الماضي في إنشاء البنية الأساسية للرياضة السعودية من ملاعب ومجمعات أولمبية وبيوت للشباب ومعسكرات دائمة، ولكن عجلة التنمية الرياضية وخصوصاً بناء الملاعب توقف منذ وفاته حتى الساعة.

ورافق الأمير نواف والده الأمير فيصل في مرات كثيرة خلال تلك الفترة، إلا أن نجم الأمير نواف لمع للمرة الأولى عندما أعلن عن تبرعه بمبلغ مالي كبير لفريق النصر بعد أن حقق البطولة الآسيوية في العام 98، وهي المرة الأولى والأخيرة التي يظهر فيها داعماً مالياً لنادٍ سعودي، ثم تحول الأمير نواف إلى ساحة أخرى وهي الشعر وبرز فيه وخصوصاً مع الفنان الشهير محمد عبده بسلسلة قصائد شهيرة.

والأمير نواف هو أكبر أنجال الأمير فيصل من زوجته منيرة ابنة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتزوج من إحدى بنات عائلة السديري وهي أسرة تشتهر بنسبها مع العائلة الحاكمة.

وتولى الأمير نواف كرسي النيابة لكل مناصب عمه الأمير سلطان بن فهد منذ أن تم تعيينه في العام في سبتمبر العام 99 في المنصب الثاني في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويشغل أيضاً نائباً لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائباً لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم ونائباً لرئيس اللجنة الأولمبية السعودية، فيما يترأس حالياً لجنة المنتخبات السعودية والاتحاد السعودي للفروسية.

وعلى خلاف مسؤولية المنتخب السعودي المتعثر منذ آخر صعود له إلى نهائيات كأس العالم 2006، فإن المسابقات السعودية ستحظى بالتأكيد بشأن مهم في مساحة تفكير القائد الجديد، حيث أن الساحة الرياضية السعودية تشهد احتقاناً كبيراً في السنوات الأخيرة بسبب جملة أخطاء كبيرة ترتكبها اللجان العاملة في الاتحاد السعودي بحسب اتهامات الأندية كلها، وتتهم اللجان بخضوعها للصوت العالي والكيل بمكاييل عدة تعتمد على قوة النادي وإعلامه ورئيسه ومدى العقوبات المستحقة عليه، فضلاً عن تداخل المسابقات وتوقفها المتكرر وكثرتها، حيث أن الاتحاد السعودي ينظم أربع مسابقات في الموسم الواحد للفريق الأول قبل أن يقلصها مطلع هذا العام إلى ثلاث ويحول الرابعة إلى المرحلة الأولمبية.

ويبدو أن الحظ يبتسم للأمير نواف بحيث إن أول اختبار فعلي للمنتخب الأول لن يكون قبل سنتين على الأقل وهي فرصة ذهبية لأن يعمل كثيراً وبمزيد من الوقت والتخطيط لإظهار منتخب سعودي مغاير لما حدث في السنوات الأخيرة.