وضع الإتحاد الجزائري إستراتيجية ذكيةللاستفادة من اللاعبين المغتربين الذين يمتلكون جنسية أخرى إلى جانب الجنسية الجزائريةو هي الفرنسية في الغالب بحكم مولدهمفي فرنسا ، و ذلك دون إثارة انتباه الرأي العام و الصحافة الفرنسيينلهذه المسالة مما قد يحول دون نجاح المساعي التي يقوم بهالتأهيلهذه المواهب اليافعةللعب لصالح الجزائر عكس ما كان سائداً من قبلمع لاعبين آخرين سواء ممن انضموا إلى الجزائر أو رفضوا في صورة حسان يبدة و مراد مغني و جمال عبدون و كمال مريم و آخرون .

وتقوم هذه الإستراتيجية على استدعاء مثل هؤلاء اللاعبين إلى المنتخب الوطني الأولمبي كخطوة أولى قبل انضمامهم بطريقة سلسة وآليةإلى المنتخب الأول دون ضجة إعلامية.
و تسمح هذه الخطة الذكية التي يقف ورائها الاتحاد و مدربا المنتخب الأول البوسني وحيد خاليلوزيتش و الأولمبي عز الدين ايت جودي تسمحبتسهيل إقناع اللاعبين المعنيين بالدفاع عن ألوان منتخب الجزائر، ذلك أنأعمارهم و حتى المستوى الفني الذي بلغوه يساعد على الإقناعفي حين أن العملية ستكون صعبة جدا عندمايشتهرون و تصبح أسمائهمو أخبارهم مادة دسمة للصحف الجزائرية و الفرنسية مما يؤثر على مستقبلهم و على قراراتهم حيث يلجئون إلى سلاح المماطلة و يؤجلون الفصل في القرار النهائي في حاول منهم إلى إمساك العصا من وسطها و إنتظار دعوة قد تأتيهم منالمنتخب الفرنسي .
كما أن استدعائهم في سن يافعةلا يجعل من الموضوع قضية رأي عام في الصحافة الفرنسية التي غالبا ما تنصب نفسها طرفا مباشراً في مثل هذه القضايا و تحاول إعطائها أبعادا سياسية و تاريخية أخرى للتأثير على مستقبل هؤلاء اللاعبين ، فهي تصور لهم مستقبلا مشرقا مع منتخب الديكة متناسيةمصير عدد من أمثالهم في صورة كمال مريم و صبري العموشي و آخرون استدعائهم مدرب الديكة فقطليحرمهم من اللعب مع منتخبات بلدانهم العربية الأصلية ، كما أن الصحف الفرنسية تحاول إقناع هؤلاء اللاعبين بان عليهم دين تجاه فرنسا لا بد من تسديده يتمثل بعدما تكونوا و ترعرعوا في مدارسها .

الإتحاد الجزائري وضع إستراتيجية ذكية للاعبين المغتربين

كما تدخل هذه الخطة فيإطار السياسة التيوضعها الإتحاد و القائمة على ضرورة الاستفادة من المواهب الجزائرية في الخارج في سن مبكرةحتى تستفيد منها مختلف المنتخبات الوطنية و لأطول فترة ممكنة و لا يجب أن يقتصر الأمر على المنتخب الأول و لسنوات محدودة ، و قطع الطريق أمامأي منتخب أوروبي قد يلجا إلىاستغلال صغر سنهم لتوجيه الدعوة إليهمللعب لإحدى منتخباته السنية لمجرد تفويت الفرصة على منتخباتهم الأصلية.
كما يحاول المسئولين على الكرة الجزائرية و على رأسهم رئيس الإتحاد محمد روراوة استغلال النتائج الطيبة التي حققتها مختلف المنتخبات الوطنية السنية على غرار المنتخب العسكري الفائز ببطولة العالم و المنتخب الأولمبي الذي اقترب من بلوغ نهائياتأولمبياد الصيف القادميحاولون استغلالها لاستقدام هؤلاء اللاعبين و إقناعهم بأهمية تواجدهم في هذه المنتخبات حتى يكونوا مستقبل الكرة الجزائرية.

و في هذا الصدد وجه مدرب المنتخب الجزائري الاولمبي ايت جودي إلى توجيه الدعوة إلى كل من متوسط الميدان مهدي عبيد لاعب نيوكاستل الانجليزي المهاجم محمد شعلالي الذي يلعب لنادي أبردين الإسكتلندي و حمرون يوغرطة الذي ينشط في الدوري البلغاري ليكونوا ضمن لائحة ال21 لاعب الذين سيشاركون في الجولة الأخيرة من تصفيات إفريقيا المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 التي تقام في المغرب ما بين ال26 الجاري و حتى العاشر من كانون الأول القادم ، و بالتأكيد فانه و في حال تأهل الخضر إلى النهائيات ستكون الفرصة مواتيةللمدرب الجزائري و للإتحاد لمفاتحة أسماء أخرى توجد في المفكرة الجزائرية للانضمام إلى الخضر و الحديث معهم من موقع قوةتماما مثلما فعل رئيسه محمد روراوة الذي استغل جيدا بلوغ نهائيات مونديال جنوب إفريقيا الأخير لاستدعاء عدة لاعبين قبل انطلاق البطولة بأسابيع قليلة في صورة فؤاد قادير و رياض بودبوز و الحارس رايس مبولحي الذين وافقوا لحضور المونديال .

و هناك لائحة موسعة تضم عدد هاما من اللاعبين من ذوي الأصول الجزائرية ينشطون في عدد من الأندية الأوروبيةستتم معاينتهم من قبل لجان فنية خاصة شكلها الاتحاد قبل الاتصال بهم لعرض فكرة اللعب للجزائر ، في إطار الحرب الباردة غير المعلنة ليس فقط بين الجزائر و فرنسا بل بين الأخيرة و عدد من البلدان الإفريقية الراغبة في الاستفادة من أبنائها لتحقيق انجازات تماما مثلما حققته فرنسا من انجازات قارية و عالمية في مختلف الرياضات بفضللاعبين و رياضيين من أصول عربية و افريقية .