رغم أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة صرح في السنة الماضية أن الجزائر قد دخلت عالم الاحتراف من الباب الواسعإلا أن المعطيات تشير أن العديد من الأندية الوطنية لا تحمل من الاحتراف سوى الاسم وأنها لا تزال تسير شؤونها بعقلية الفرق الهاوية.

وكان اتحاد الكرة الجزائري لكرة القدم قد طبق مشروع الاحتراف في مطلع الموسم الرياضي الفارط (2010-2011) بحيث تم اعتماد 32 ناديا محترفا ينشطون بالدرجتين الأولى والثانية للدوري المحلي. وتم منح هذه الأندية مهلة مدتها سنة واحدة لاستكمال استيفائها لدفتر الشروط والذي ينص بالخصوص على ضرورة تحول هده الأندية إلى شركات تجارية ذات أسهم وامتلاك ملعب خاص بها يتسع لأكثر من 10 آلاف متفرج ويتوفر على الأضواء الكاشفة.وإنشاء مدراس تكوين لرياضة كرة القدم.. وغيرها من الشروطالتنظيمية والهيكلية المساعدة على تطوير مستوى الكرة بالبلد .

ولكن ومع دخول مسابقة الدوري الاحترافي الجزائري موسمه الثاني ظهر جليا أن نجاح المشروع يتطلبمدة أطول قد تمتد لعدة سنوات أخرى في ظل العراقيل البيروقراطية التي تتعرض لها الأندية من طرف السلطات المحلية والرياضية خاصة فيما يخص إنشاء مراكز التكوين وفي ظل أيضا افتقاد هذه الأندية لمسؤولين يملكون الإرادة الحقيقية في تسيير فرقهم بطريقة احترافية. إذ ومن بين الأندية الـ16 المشكلة لدوري الدرجة الأولى فان أربعة أو خمسة فقط قامت بفتح رأس مالها أمام المستثمرين ورجال الأعمالونحص بالذكر اتحاد العاصمة مع المقاول علي حداد ومولودية الجزائر مع الشركة الجزائرية الايطالية المختلطة للمياه والعمران quot;ايديل بيلكانوquot;.

وبحكم عدم فتح رأس المال فان خزينة معظم الأندية تبقى شحيحة مما يجعلها تتأخر في دفع مستحقات اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية وينعكس ذلك سلبا على مستوى أداء الفريق.

كما أنها تعجز على بناء الملاعب أو صيانة الهياكل الرياضية التي تحوزها بصيغة quot;الكراءquot; وتراها تنتظر إعانات الدولة كأنها لا تزال أندية quot;هاويةquot; وليستquot; محترفةquot; وقد بلغت الجرأة ببعض رؤساء الأندية المعروفة على الصعيد العربي والأفريقي إلى حد انتقاد السلطات المحلية لعدم تقديمها الدعم المالي السنوي مثلما حدث مؤخراً لرئيس فريق شبيبة القبائل ، محند شريف حناشي تجاه رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية تيزي وزو(المدينة التي يتواجد فيها إداريي نادي الشبيبة).

ومن جهة أخرى فان العديد منرؤساء الأندية وإدارييها لا يزالون يتكفلون بأنفسهم بعملية توظيف اللاعبين رغم أن الكثير منهم لا يفقه الكثير في كرة القدم في حين أن المنطق الرياضي يقول أن مدربي الفرق أو المناجرة هممن يقومون بهذه الحالة . ونستثني في هذا الشأن فريقا اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية اللذين كلفا مناجريهما محمد ميخازني و حكيم مدان على التوالي لانتقاء اللاعبين الجدد.

و لعل ما يلخص هذا التناقض الذي يعيشه الدوري الجزائري ،هو أنه بعد سنة واحدة من تطبيق مشروع الاحتراف لا يزال المنتخب الوطني الأول يعتمد على اللاعبين المحترفين بالخارج وليس على اللاعبين الناشطين بالجزائر. إذ من بين الـ23 لاعبا المشكلين للقائمة الجديدة التي أعلنها مدرب quot;الخضرquot; ، وحيد حاليلوزيتش،يوم الجمعة الماضي ، يوجد خمسة عناصر فقط من الأندية المحلية!