استأنفت أندية الدوري الجزائري تدريباتها استعدادا للموسم الرياضي الجديد المزمع انطلاقته شهر أيلول المقبل بعد راحة دامت قرابة شهر بالنسبة لأغلب الأندية بينما لم تدم سوى أيام بالنسبة لفريقي شبيبة القبائل و مولودية الجزائر بسبب ارتباطهما بالمنافسة القارية بعد تأهلهما لدور المجموعات من دوري الأبطال و كأس الكنفدرالية الإفريقية فضلا عن تأخر نهاية الدوري الموسم المنصرم حيث لعبت آخر جولة في الثامن يوليو.
و رغم تزامن حصص الاستئناف مع شهر رمضان الكريم إلا أن مدربي الأندية سطروا برامج خاصة تختلف من فريق لآخر البعض فضل إعفاء اللاعبين من التدرب نهارا و إجراء حصص ليلية بعد الإفطار أو حتى بعد صلاة التراويح من اجل إتاحة كامل الوقت أمام اللاعب للاستراحة و الهضم بينما فضل بعض المدربين تقسيم ساعات العمل و إجراء حصتين قصيرتين واحدة صباحا و الأخرى مساءا قبل موعد الإفطار و كل مدرب له جهة نظره و تبريره لاختياره.
كما برمجت جل الأندية معسكرا خارجية سواء بعضها في فرنسا و اغلبها في الجارتين تونس و المغرب تدوم ما بين أسبوعين إلى ثلاث أسابيع و ذلك خلال شهر أغسطس و التي يراهن عليها المدربون لشحن بطاريات اللاعبين و تجهيزهم بدنيا و نفسيا و إيجاد الانسجام بين اللاعبين القدامى و الجدد من خلال لعب اكبر عدد من المباريات الحبية للوقوف على مدى نجاح تلك المعسكرات تأهبا لخوض غمار المنافسة الرسمية بنجاح.
و رغم انتماء مدربي أندية النخبة لمدارس مختلفة إلا أنهم يشتركون في طرق التدريب الممارسة و التي تبدو قديمة نوعا ما مقارنة مع الأساليب المستخدمة في أوروبا حيث لا يزالون يبدون العمل بالجانب البدني رغم أن اللاعب يكون مرهقا قبل الانتقال إلى الجانب المهاري و التكتيكي .
وفي أولى حصصها التدريبية عانت العديد من الأندية من عدم حضور كامل النصاب اذ فضل عدد من اللاعبين تمديد عطلتهم الصيفية لأيام و البقاء في دفء الأسرة خلال الشهر الفضيل كما أن قلة من الأندية فقط أنهت تعاقداتها في حين أن اغلبه لا يزال يتسوق لإيجاد قطع غيار لترميم صفوفه بل و بعضها لم يجد بعد الربان الذي يقود السفينة.
الثنائي الإفريقي مولودية الجزائر و شبيبة القبائل لم يمنحا لاعبيهم سوى بضعة أيام راحة على اعتبار أن الجولة الأولى من دور الثمانية كانت بعد أسبوع فقط من انتهاء الدوري مما حتم عليهما الاستمرار في المنافسة رغم حاجة اللاعبين لراحة لا تقل عن الأربعة أسابيع حسب ما يؤكده خبراء الكرة في العالم حتى يتمكن اللاعب من التخلص من تعب و إرهاق الموسم المنقضي و استعادة كامل لياقته و حماسه في ممارسة الكرة مجددا و اكر من ذلك تفادي الإصابات البليغة.
وقد عمد مدربا الفريقان إلى تخفيف التدريبات و إلغاء المعسكرات و المباريات الودية مع منح اللاعبين راحة و لو لعدة أيام كلما أتيحت الفرصة بين كل جولة افريقية و أخرى .
أما البطل اولمبيك الشلف فقد عاود لاعبوه التدريب عشية الأربعاء بعد التراويح تحت قيادة المدرب مزيان ايغيل و تجري الحصص الأولى في ملعب بومزراق محمد قبل إقامة معسكر مغلق مدته أسبوع بمركب النخبة بالشلف ثم بعدها التنقل إلى المغرب في الثامن عشر أغسطس أين سيقيم أبناء الونشريس معسكرا في مركز اولماس في بوسكورة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء لمدة أسبوعين فقط بدلا من ثلاث أسابيع حفاظا على تركيز اللاعبين و تفاديا لإحساسهم بالملل و قبل الانتقال إلى المغرب سيكون المدرب المساعد محمد بن شوية هو المشرف الميداني على تمارين زملاء سمير زاوي بينما سيكتفي المدرب الرئيسي ايغيل بملاحظة العمل و سيكون العمل مركزا على الجانب البدني و استخدام قليل للكرة على أن يخصص معسكر المغرب للجانب التكتيكي و يخوض الشلف أول مباراة ودية له ضد إحدى الأندية الصغيرة يوم الأحد .
أما وصيف البطل شبيبة بجاية فسيعود إلى أجواء العمل يوم السبت السادس أغسطس تحت قيادة فؤاد بوعلي و تجرى التمارين على ملعب الوحدة المغاربية و تستمر حتى الثاني عشر من نفس الشهر و تخصص للجانب البدني يحصل بعدها اللاعبين على راحة ليومين ثم التنقل غالى تونس في الرابع عشر لإقامة معسكر لغاية ال28 تحت ضيافة نادي الترجي التونسي تنفيذا لأحد بنود عقد انتقال اللاعب الكمروني يانيك نجونغ الذي نص على تكفل إدارة الترجي بتكاليف هذا المعسكر الذي يخوض خلاله بجاية أربعة لقاءات إعدادية واحدة منها ضد الترجي.
من جهته يستأنف وفاق سطيف تدريبه يوم السبت دون أن يخوض أي حصة ميدانية بل اقتصر الأمر على اجتياز الفحوص الطبية قبل التنقل سهرة نفس اليوم إلى تونس لإجراء تربص مغلق في عاصمة ثورة الياسمين ينتظر أن يلعب خلاله الوفاق خمس مباريات يريده ضد أقوى أندية تونس غير أن ما يعيق استئناف النسر الأسود هو الانشغال بالانتدابات و البحث الجاري عن مدرب للإشراف على الإدارة التقنية بعد فشل الرئيس عبد الحكيم سرار في التعاقد مع احد الفنيين الأجانب و سيتولى المهمة مؤقتا خير الدين ماضوي.
أما اتحاد العاصمة الذي فرض نفسه بطلا بلا منازع في سوق الانتقالات اللاعبين بانتدابه 14 لاعب من خيرة نجوم الدوري قيمتهم فاقت الثلاثة ملايين اورو فقد عاد لاعبوه إلى أجواء التداريب منذ أيام تحت إشراف المدرب الفرنسي هيرفي رونارد بحصص بدنية على يشدوا الرحال إلى فرنسا يوم الأحد لإقامة تجمع إعدادي في مركز لييس بضواحي العاصمة باريس الذي اعتادوا على التجمع به كل صائفة منذ عدة سنوات لما يتوفر عليه من احدث الوسائل و التجهيزات التي تسمح للفريق بإنجاح معسكره.
ويراهن رونارد على هذا التربص لتحديد المعالم الأساسية للتشكيل الذي سيخوض به المباريات الرسمية رغم صعوبة الفصل بين لاعبين يتمتعون بنفس الإمكانيات و المستوى .
واستأنفت بقية الأندية تدريباتها على غرار وداد تلمسان و شباب بلوزداد و الحراش و العلمة و الخروب و الوافدون الجدد باتنة و قسنطينة و حسين داي مع تسجيل صعوبة الاستئناف عند بعض الفرق خاصة مولودية وهران حيث لم يلتحق كامل التعداد فضلا عن انسحاب المدرب الفرنسي ألان ميشال من الحصة الأولى.
ولا تزال عدة أندية تراهن على تأجيل الرابطة الوطنية تاريخ انطلاق الدوري لأواخر أيلول لاستكمال عملها بعدما تيقنت استحالة استغلال شهر رمضان الذي عادة ما يتخذه العديد من اللاعبين عطلة إجبارية.
التعليقات