تأتي المشاركة الفلسطينية في دورة الألعاب الرياضية العربية الثانية عشر في الدوحة من 9 إلى 23 ديسمبر، في وقت تعيش فيه الرياضة الفلسطينية حالة حراك ايجابي على كل المستويات حيث نجح الفلسطينيون في جذب الانتباه لرياضتهم.
وتمثل هذا الجذب في سلسلة زيارات تاريخيه قام بها مسؤولون كبار عن الرياضة في العالم مثل البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القادم والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والكويتي الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الأسيوي والاردني الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد دول غرب أسيا نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن القارة الأسيوية، والقطري محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الأسيوي لكرة القدم.
واثمرت هذه الزيارات عن عودة حق المنتخبات الفلسطينية باللعب على أرضها ووسط جمهورها في المنافسات الرسمية من التصفيات الأسيوية المؤهلة إلى اولمبياد لندن الى نهائيات كأس العالم وغير ذلك.
وينظر الفلسطينيون بعد التطور الملحوظ للبنية التحتية والرياضة عموما على صعيد المنشآت، بتفاؤل كبير الى المشاركة العاشرة في الالعاب العربية بطموح المنافسة رغم ما تعانيه على امتداد سلسلة عقود سابقة.
ورغم ثقل المعاناة ظلت الرياضة الفلسطينية حاضرة في الدورات العربية منذ انطلاقها قبل 58 عاما، وهي لم تغب عن الالمبيادات العربية إلا في مناسبة واحدة وتحديدا في النسخة الثانية في بيروت عام 1957.
ويعد الحصاد الفلسطيني خلال المشاركات العشر السابقة قليلا وقد توقف عند 97 ميدالية (4 ذهبيات و37 فضية و56 برونزية) وهو لا يلبي بالطبع طموحات الفلسطينيين ورغباتهم، وهذا ما اشار اليه اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بقولهخ quot;طموح الوفد الفلسطيني المغادر إلى الدوحة العودة منها بأفضل مشاركة ممكنة وبأكبر عدد من الميداليات رغم قوة المنافسة مع نخبة أبطال وبطلات العربquot;.
ويبدو الرجوب واثقا من قدرة منتخب كرة القدم على تحقيق نتائج مشجعة أمام منتخبات مجموعته الثالثة في الدور الأول وهي الأردن والسودان وليبيا.
وقال الرجوب لوكالة فرانس برس quot;في تصفيات كأس العالم وتصفيات اولمبياد لندن أظهرنا قدرة على المنافسة وتركنا أكثر من بصمة، وفي الدوحة نتطلع لتعزيز واقع كرتنا ورياضتنا الفلسطينية. وفي كل الأحوال على رئيس وأعضاء الوفد الفلسطيني إلى الدوحة فوق ذلك واجب أظهار الحال الذي أصبحت عليه الرياضة الفلسطينية وطموحاتها وإظهار صورة حضارية عن الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ عقود من أجل حريته واستقلاله وترابه الوطنيquot;.
وتحظى الرياضة الفلسطينية عموما باهتمام من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحرص على استقبال كافة الوفود الرياضية التي تزور الأراضي الفلسطينية، وهو يؤكد في كل مناسبة على أن المنتخبات الفلسطينية تشكل نموذجا لوحدة الشعب الفلسطيني.
ويعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على منتخب كرة القادم مستذكرين الانجاز التاريخي في الدورة العربية التاسعة بعمان عام 1999 حين احرز الميدالية البرونزية رغم مشاركة 11 منتخبا عربيا.
وستكون المشاركة الفلسطينية في الدوحة بوفد قوامه 161 فردا في 15 لعبة هي كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والمصارعة ورفع الأثقال والسباحة والشطرنج والعاب القوى وبناء الأجسام والتايكواندو والكاراتيه والجودو والمبارزة وكرة الطاولة والكرة الطائرة الشاطئية، إلى جانب المشاركة في منافسات ذوي الاحتياجات الخاصة.
ورئيس الوفد الفلسطيني إلى الدوحة داوود متولي على ان هذه المشاركة الخارجية هي الاكبر وأن اللجنة الاولمبية الفلسطينية تدرك أهمية استثمارها لإظهار صورة من صور معاناة الشعب الفلسطيني ولفت المزيد من الانتباه الى القضية الفلسطينية، الى معاناة الرياضي الفلسطيني من صعوبة التنقل بين أرجاء مدنه وقراه بسبب إجراءات سلطات الاحتلالquot;.
من جهته، رأى الأمين العام للجنة الأولمبية الفلسطينية خالد اليازجي أن اللجنة quot;حققت نجاحا لافتا في تجاوز أثار الانقسام السياسي واستطاعت تحقيق الوفاق الرياضي الفلسطينيquot;، كاشفا النقاب عن أن الوفد الفلسطيني يمثل مزيجا من رياضيي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة ودول الشتات تحت شعار quot;شعب واحد ووطن واحدquot;.
ووفرت اللجنة الأولمبية الفلسطينية للرياضيين والرياضيات سلسلة معسكرات داخلية وخارجية.
ووضعت قرعة الألعاب الجماعية منتخب فلسطين لكرة السلة في المجموعة الثانية إلى جانب قطر والسعودية والكويت، فيما وضعت منتخب الكرة الطائرة في المجموعة الأولى إلى جانب قطر والسعودية والكويت وسلطنة عمان.
التعليقات