في الوقت الذي كان منتخب انكلترا محظوظاً في تفادي مقابلة أخطر المنافسين في مرحلة المجموعات ليورو 2012 التي ستقام في بولندا وأوكرانيا في الصيف المقبل عندما تم سحب القرعة في القصر الوطني للفنون في كييف الجمعة الماضي، ولكن تبقى هناكنظرة ثاقبة على منافسيه الذين يجب مواجهتهم في المجموعة الرابعة التي ستقام مبارياتها في أوكرانيا، تؤكد وجود صعوبات كبيرة ضد أي لحظة للتهاون.

ولا يستطيع أحد في إنكلترا أن يضع منتخب بلاده من بين البلدان المرشحة للفوز بلقب يورو 2012، ولكن يشعر جميعهم بالثقة بأن انكلترا ستجد طريقها إلى الدور ربع النهائي، وربما قد يتم اقصاؤها بعد هذه المرحلة.

ويجب على منتخب انكلترا ان يتغلب على المشاكل اللوجستية، ففي الوقت الذي سيتمركز في كراكوف البولندية، فإنه سيلعب كل مباريات مجموعته في أوكرانيا التي سيفتتحها ضد فرنسا في دونيتسك في 11 حزيران 2012، وأمام السويد بعد أربعة أيام، وبعد ذلك ينهي مجموعته في دونيتسك مرة أخرى ضد الدولة المشاركة في استضافة البطولة أوكرانيا في 19 منه.

وسبق للاتحاد الانكليزي أن وضع خططاً دقيقة لمثل هذا الاحتمال، إلا أن المدير الفني فابيو كابيلو أعلن بعد الانتهاء من عملية اجراء القرعة مباشرة إصراره على ان فريقه لن يتخلى عن مركزه التدريبي في بولندا، على رغم أن أنصار quot;الأسود الثلاثةquot; سيواجهون رحلات شاقة عبر أوكرانيا.

وعلى رغم ان هناك رد الفعل الأولي من التفاؤل بشأن طموحات انكلترا بعدما تجنبت أصعب مجموعتين ويمكن أن تكون لدى كابيلو ثقة كبيرة بفريقه، إلا أن التاريخ يقول إن هناك بالفعل تحذيراً حقيقياً مرتبطاً بحملة انكلترا.

فمنتخب فرنسا، الذي يجري إعادة بناءه تحت إدارة لوران بلان بعد الفشل الذريع في مرحلة المجموعات في نهائيات كأس العالم التي اقيمت في جنوب افريقيا صيف عام 2010، لم يخسر أي من مبارياته الخمس الأخيرة أمام انكلترا، إذ فاز في أربعة منها. وقد أثبت فوزهم 2-1 الأخير على انكلترا في تشرين الثاني من العام الماضي في ويمبلي قليلاً من عدالة تفوقهم.

ومهما كان ينظر أنصار انكلترا إلى ليلة 14 تشرين الثاني الماضي في فوز بلادهم في ويمبلي 1- صفر على السويد، خصمه القديم والصعب، فإن هذا الفوز كان الأول منذ عام 1968، والمباراة بينهما في مرحلة المجموعات حتماً ستكون أكثر إثارة خصوصاً إنها في بيئة تنافسية لنهائيات يورو 2012.

وفي الوقت الذي تحتل أوكرانيا المرتبة الـ55 في التصنيف العالمي لفيفا، إلا أن أي لقاء مع بلد مستضيف هو ضمان لهياج الشعور العام والعداء، وحتماً سيقوم أنصار أوكرانيا برفع معنويات فريق المدرب أوليغ بلوخين مهما كان تصنيفه متواضعاً دولياً.

وقد نشاهد نقصاً من أسماء النجوم في تشكيلة أوكرانيا، ولكن لديهم اندريه يارمولنكو، مهاجم دينامو كييف، الشاب الموهوب وأمل أوكرانيا الكبير جنباً إلى جنب مع اسطورة البلاد والمخضرم أندريه شيفنشيكو المضطرب حالياً بسبب الإصابة.

وكانت الهزيمة التنافسية الأولى لكابيلو مدرياً فنياً لمنتخب انكلترا أمام أوكرانيا في تشرين الأول 2009، لذا فإنه يأمل بأن مباراته الأخيرة في مرحلة المجموعات ضد البلد المضيف لن تكن المشاركة الأخيرة له في يورو 2012 في الوقت الذي يستعد لترك منصبه بعد هذه البطولة.

ويؤكد تاريخ منتخب انكلترا أنه سقط أمام الدول المضيفة، فقد خسر أمام ايطاليا في عام 1980 والسويد في 1992 وأقصي من يورو 2004 بعدما خسر أمام البرتغال بركلات الجزاء الترجيحية. وهذا ما قد يثبت مرة أخرى أنه يمكن صرف النظر فوراً عن أي تفوق سابق لأوانه.

وحتى لو وجد منتخب انكلترا وسيلة جيدة للتأهل، فإن الدور ربع النهائي سيضعه إما أمام اسبانيا أو ايطاليا أو جمهورية ايرلندا أو كراوتيا، وهذا ما يؤكد وجود صعوبات كامنة في طريقه في نهائيات كأس الأمم الأوروبية من أي وقت مضى.

وقد يكون المدير الفني لإيرلندا جيوفاني تراباتوني، الذي يعتبر واحداً من سادة العالم القديم في التدريب، منافساً ضئيل الحظ في التأهل من مجموعته، ولكن هذا الرجل العظيم قد يجد طريقة لحبك المكائد لتخطي اسبانيا، بطل العالم وأوروبا، ووطنه ايطاليا وكرواتيا، مدعوماً من قبل quot;الجيش الأخضرquot; الذي سيكون له ظهوراً مفاجئاً، وقد يهاجم بصورة مباغتة في يورو 2012، حيث لا ينبغي لأحد استبعاد فرص منتخب ايرلندا، فقد حمل معه موجة من الدعم والحماس طوال حملة التأهيلات.

وبالتالي فإنه تم وضع لقاء انكترا مع جمهورية ايرلندا في مرحلة ربع النهائي في البرنامج، ولكن المنتخبان سيحتاجان إلى الكثير من العمل للقيام به في محاولة للتغلب على منافسيهما الأقوياء قبل أن يصلا إلى هذه المرحلة من البطولة.