بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل نجم الكرة العراقية السابق عبد كاظم اقامت رابطة لاعبي رواد الشرطة بكرة القدم على ملعب نادي الشرطة احتفالا رياضيا وفاء للخدمات الجليلة التي قدمها اللاعب للكرة العراقية لاعبا ومدربا واداريا .
وقد حملت الاحتفالية عنوان (عصي على النسيان) ،وجرت خلال الاحتفالية التي حضرها عدد كبير من الجمهور واللاعبين السابقين مباراة رمزية جمعت فريقي رواد الشرطة والفنانين العراقيين ، تبارى فيها المخضرمون في تقديم مهاراتهم السابقة وحاولوا ان يجددوا شبابهم ولكن انتهت المباراة بترديد قول الشاعر (الا ليت الشباب يعود يوما)،فقد كان الجهد واضحا على تحركاتهم لاسيما ان اوزانهم لم تعد تناسب اوزان لاعبي الكرة ، لكنهم جددوا ذكرياتهم القديمة مع زملائهم والتقوا بالعشب الاخضر الذي فارقوه منذ زمن طويل ، اما الفنانون ، الذين تجمعوا من اجل المناسبة هذه ، فقد امتعوا الجمهور بحركاتهم لاسيما ان اغلبهم من مممثلي الكوميديا المعروفين يتقدمهم (الكابتن) علي داخل الاكبر سنا بينهم ،وقد وجدوا انفسهم يستطيعون مجاراة اللاعبين لاسيما منهم الشباب الذين حاوالوا ان يطرقوا ابواب المرمى للاعبين الرواد الذي حرسه الحارس الدولي السابق لطيف شندل فيما حمى مرمى الفنانين اللاعب السابق ابراهيم سالم ، وتخللت المباراة الوان من الهزل خاصة من قبل الفنانين الذين اعربوا عن ابتهاجهم بالمناسبة ، حيث قال الفنان علي داخل : انا سعيد ان اشارك في استذكار لاعب كبير مثل عبد كاظم الذي عرفناه واحدا من ابرز نجوم الكرة ويمتلك تاريخا طيبا وهو المدافع العنيد الذي اطلقت عليه الجماهير الرياضية لقب(ملك التغطية) ، وانا اشعر ان هذه الاحتفالية تعزيز للعلاقة الطيبة بين الرياضيين والفنانين الذين لهم مكانة طيبة عند الناس .
حضر الاحتفالية الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الذي قال : ان هذا التجمع الكبير للاعبين الرواد يعبر عن الوفاء الذي يحملونه لزميلهم الراحل عبد كاظم الذي كان نجما كبيرا وساطعا في سماء الكرة العراقية ومثل العراق في محافل دولية عديدة طوال مسيرته التي امتدت طويلا وكانت مشرقة بالانجازات،واضاف الدباغ :ان هدفنا للمرحلة المقبلة سيكون حض الحكومة العراقية للدفاع والمطالبة عن حقوق اللاعبين العراقيين الرواد ووضع قانون يحمي حقوقهم كاملة ،وذلك لما قدموه من خدمات جليلة للكرة العراقية .
من جهته اعرب هاشم عبد اللطيف امين سر رابطة اللاعبين الرواد عن سروره بأقامة هذه الاحتفالية الاستذكارية لزميله قائلا : ان الراحل عبد كاظم كان رمزا رائعا وقدوة طيبة لجميع لاعبي كرة القدم في العراق لاسيما وانه حمل شارة الكابتن لسنوات طويلة وكان يمتلك خلقا رفيعا في تعامله مع زملائه الرياضيين الذين احبوه واحبهم كثيرا وتواصل معهم حتى وهو في الغربة ، وحينما عاد لم ينس احدا وكان ذلك الرجل المحب الصادق الذي يريد النهوض بالكرة العراقية والحريص عليها .
واضاف: ان هذا التجمع الاحتفائي بالذكرى السادسة لرحيل (الملك) يدلل على مدى حب وتمسك ووفاء زملاء اللاعب الدولي السابق الراحل عبد كاظم برمزهم الكروي الذي كان لاعبا كبيرا يمتلك كل المواصفات التي تؤهله ليكون قدوة لزملائه الرواد ، واتمنى ان تكون هنالك احتفاليات اخرى بالاعبين الذين اسهموا في رفع قيمة الكرة العراقية .
فيما قال اللاعب الدولي السابق نوري ذياب : ان الوفاء للراحل عبد كاظم وفاء لمسيرته الرياضية الخالدة وهو الذي اعطى الكثير من جهده ووقته ودافع عن الوان الكرة العراقية خير دفاع ولا ننسى له تلك المباراة الكبيرة مع منتخب استراليا عام 1973 التي تعرض فيها الى اصابة بليغة في راسه لكن رفض ان يغادر الملعب ، ان الراحل عزيز على زملائه واصدقائه كونه يمتلك اخلاقا عالية وكريمة ، ولايمكن ان ننساه ، وما هذه الاحتفالية الا تعبيرا عن الوفاء الذي يستحقه .
وقال اللاعب السابق رسن بنيان : عبد كاظم الانسان هوعبد كاظم الرياضي ، ليس هنالك اختلاف ، فهو انسان عاطفي وشفاف وهو رياضي مبدع وكبير وطالما كانت له انجازات في الملاعب سواء فريق الشرطة او المنتخب الوطني ، وقد استحق ان يحمل شارة القائد لسنوات طويلة ، والاحتفاء به احتفاء بالابداع العراقي وبالمحبة العراقية التي يزخر بها قلب الراحل .
اما جواد كاظم الاخ الاكبر للراحل ، فقال والدموع تترقرق في عينيه : والله لقد تخيلت ان عبد كاظم معنا الان واتنه حاضر بيننا وانه لم يرحل الى العالم الاخر فانا ارى عبد كاظم في عين كل لاعب ومسؤول ومواطن عراقي في احتفالية اليوم التي اعتبرها بمثابة وسام من المعدن النادر يستلمه المرحوم عبد كاظم بنفسه ،ولايسعني الا ان اشكر كل الجهود الخيرة التي ساهمت في انجاح الذكرى السنوية السادسة لرحيل الملك عبد كاظم رحمه الله .
بينما قال سامي كاظم الشقيق الاصغر للاعب الراحل انني سعيد بهذا الاستذكار الرائع الذي يدلل على مدى حب اللاعبين الرواد والحكومة العراقية برمز الكرة العراقية عبد كاظم الذي كان ابا واخا وزميلا لجميع اللاعبين والرياضيين ،مبينا انه يعتز بهذه الروحية العالية لجميع المساهمين بالذكرى السادسة للراحل عبد كاظم متمنيا في الوقت نفسه دوام الصحة والسلامة لجميع الرياضيين العراقيين وان يحل السلام على ربوع بلدنا الابي .
يذكر ان اللاعب الدولي الراحل عبد كاظم ولد سنة 1944 ومثل فريق الغزل والنسيج والأسالة سنة 1961 وفي تلك السنة لعب لمنتخب بغداد ثم انتقل الى الأليات سنة 1961 وشارك في بطولة الأندية الآسيوية ورفض اللعب أمام فريق مكابي الاسرائيلي، ولقب عبد كاظم بملك التغطية لبسالته وفدائيته في اللعب ،ونال الراحل العديد من الالقاب، من ابرزها لقب (الفدائي) الذي حصل عليه في مشاركته بتصفيات كأس العالم عام 1973 عندما اصيب بشج عميق في رأسه سالت باثره الدماء بغزارة، ورفض مغادرة الملعب ليكمل المباراة معصوب الرأس، متحدياً كل الآلام وغير مبال لقسوة الجرح ، وعمل الراحل في مجال التدريب بعد اعتزاله لكنه سرعان ما تغرب عن وطنه لعدم قناعته بما كان يحدث للرياضة العراقية ، فحط الرحال في اليمن ليضع الحجر الأساس لهذه المستديرة في هذا البلد حينما احترف هناك مع نادي وحدة صنعاء فاحرز له درع الدوري موسم عام 1991 / 1992 ومن غادر الى بلاد الغربة الطويلة لكنه عاد الى العراق سنة 2003 ، وتوفي في الخامس من كانون الثاني / يناير سنة 2005 .
التعليقات