من المتوقع ان تبدأ الاختبارات على محرك quot;بيورquot; الصديق للبيئة اعتبارا من نهاية العام الحالي وذلك استعدادا لعام 2013 الذي سيشهد ثورة تقنية اخرى في بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد من خلال الاعتماد على محرك من اربع اسطوانات سعة 6ر1 ليتر مع شاحن هوائي quot;توربوquot;.

وفتح الاتحاد الدولي quot;فياquot; الباب امام الشركات المهتمة بتحضير المحركات، للعمل على محرك صديق للبيئة يخفف من حجم الانفاق المالي على سيارات الفئة الاولى ويقلل من حجم انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون المضر بالبيئة.

وتلقف مدير فريق بار سابقا كريغ بولوك مخطط الاتحاد الدولي واسس شركة quot;بيورquot; التي تسعى لان تكون اول المصنعين للمحرك الهجين الصديق للبيئة، وهو كشف ان تصميم المحرك في مسار متقدم وسيتم اختباره في وقت لاحق من العام الحالي.

واضاف بولوك الذي شغل منصب مدير اعمال بطل العالم السابق الكندي جاك فيلنوف، في حديث لموقع quot;اوتوسبورتquot; المتخصص: quot;بعد تحدثنا مع العديد من الاشخاص العاملين في الرياضة، نرى باننا متقدمين على غيرنا في هذا المجال. لا يجب ان ننسى بان مرسيدس وفيراري ورينو ما تزال منشغلة بعملها على محرك ال8 اسطوانات الحالي وهذا الامر سيستمر حتى 2012، وبالتالي هي منشغلة بتطوير محركاتها، فيما نركز نحن على محرك واحد في الوقت الحاليquot;.

وفي معرض رده على سؤال حول اذا كان محرك quot;بيورquot; في وضع مشابه لفريق براون جي بي الذي تحضر بشكل مبكر من موسم 2008 لموسم 2009 ما ساهم بفوزه باللقب العالمي، اجاب بولوك quot;اعتقد ان المقاربة التي اعتمدها فريق براون هوندا كانت ناجحة جدا وكان من الرائع بالنسبة لهم الفوز باللقب. لكن، وان كان بامكاني القول اننا نعتمد المقاربة ذاتها، فمشروعنا في اول مراحلهquot;.

واعرب بولوك عن ثقته بايجاد الفريق الذي سيشتري المحرك قبل الانتهاء العمل به، مضيفا quot;اعتقد اننا سنجد الزبائن قبل ذلك. اعتقد في الوقت الحالي بانه سنجد الزبائن نظرا الى مسار الامور الحاصلة في البطولة، انا متأكد من هذا الامر. اي فريق؟ لا املك ادنى فكرةquot;.

ويأتي اعتماد المحرك quot;الاخضرquot; استنادا الى سياسة الاتحاد الدولي للسيارات الساعي الى تخفضة التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والاخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية، وقد عمل في الاعوام الاخيرة من اجل الوصول الى مبتغاه من خلال تعديلات كثيرة ادخلها على انظمة البطولة.

ومن المؤكد ان الجميع اعتقد بان زمن الشاحن الهوائي قد ولى (استعمل للمرة الاخيرة عام 1988) لان متابعي رياضة الفئة الاولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي ام دبليو والاحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الاشخاص المتواجدين على بعد 100 متر من هذه السيارات.

لكن الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة الquot;توربوquot;، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون مع المحافظة على السرعة.

وستحدد سرعة دوران المحرك ب12 الاف دورة في الدقيقة عوضا عن 18 الف حاليا، الى جانب التوجه لاستعمال وقود بديل او ما يعرف بquot;بيوكاربورانتسquot; ما سيقلص استهلاك الوقود بحوالي 30 بالمئة مع المحافظة على قوة حصانية عالية.

من المؤكد ان الناحية البيئية اصبحت في الاعوام الاخيرة من هواجس القيمين على سباقات الفئة الاولى، خصوصا ان رياضة المحركات بشكل عام تشكل هدفا سهلا لناشطي البيئة وذلك لان سيارات الانتاج المستعملة يوميا تعتبر السبب الاساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الاوزون وتسبب بارتفاع حرارة الارض.

واصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في quot;الاجنداتquot; السياسية والاجتماعية وفكرة ان سيارة فورمولا واحد تستهلك كما هائلا من الوقود خلال لفة واحدة يجعل هذه الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك بحوالي 30 بالمئة عما عليه الوضع حاليا يعتبر خطوة هامة الى الامام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟.

ان ما تسببه سيارات فورمولا واحد خلال موسم واحد اقل من الضرر الذي تسببه طائرة شحن واحدة خلال رحلة واحدة، في حين ان احدى النظريات العلمية تقول ان رياضات كرة المضرب والغولف تتسبب باضرار بيئية اجسم من تلك التي تتسبب بها فورمولا واحد.

وجاء في احد تقارير المجلات المتخصصة ان موسم فورمولا واحد موزع تقريبا على 18 مرحلة (19 حاليا)، فيما ان موسم رياضة الغولف يتوزع على 75 حدثا كبيرا، في حين تقام 130 دورة كرة مضرب خلال العام الواحد.

ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضررا كبيرا بالبيئة نظرا لاستعمال وسائل نقل متنوعة لانتقال من بلد الى اخر وينطبق الامر على الرياضيين ومشجعيهم، الا ان التركيز ينصب على رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الاولى، اذ ان رياضتي كرة المضرب والغولف لا تشكلان وبأي شكل من الاشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي البيئة الذين يرون في فورمولا واحد مفتاحا اساسيا قد يساهم بحلول كبيرة بسبب الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الام.

ويرى ناشطو البيئة ان اي تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة الى تقليل الانبعاثات ستنسحب على المصنع الام وعلى سيارات الانتاج، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للعمل جنبا الى جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل فورمولا واحد.

ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول اهمية علاقة رياضة الفئة الاولى مع المصانع الكبرى في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل اولا في سيارات فورمولا واحد قبل ان تتحول الى سيارات الانتاج، معتبرا ان التركيز على التكنولوجيا quot;السليمة بيئياquot; في هذه الرياضة سيؤثر على سيارات الانتاج التي ستستعملها بعد نجاحها.

ويبقى السؤال ما مدى تأثير هذه التعديلات على مستوى رياضة الفئة الاولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس؟

التاريخ يؤكد ان هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة بشكل رسمي على حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950، والدليل الابرز على ذلك هو ان تحول المحركات من 12 اسطوانة الى 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر على السرعة والتنافس وهي ما تظهره الازمنة المسجلة على كل حلبة، اذ ان سيارات اليوم تحقق الزمن نفسه ان لم يكن افضل من تلك الذي حققته سيارات محرك ال10 اسطوانات في السابق او المحركات المزودة بشاحن هوائي.

وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 4 اسطوانات سعة 6ر1 ليتر اقل من ذلك الذي يصدره المحرك الحالي او الذي سبقه، الا ان ذلك لن يؤثر على متابعي السباقات لان واقع الامور يشير الا ان مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر او يقارن بين ضجيج محرك ال10 اسطوانات ومحرك ال8 اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق على محرك 2013.