يتواجد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ورئيسه الكاميروني عيسى حياتو في موقف حرج لا يحسد عليه والسبب دورة نهائيات كأس أمم أفريقيا للعام 2013 والتي منح شرف تنظيمها لليبيا غير أن حالة الحرب التي يعيشها الأخير منذ شهر شباط وتفاقم الأوضاع وعدم بروز بوادر حل لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي في الأفق القريب جعل الكاف يدرس إمكانية سحب التنظيم من ليبيا ومنحه لبلد إفريقي آخر قادر على استضافة الحدث الكروي القاري الأبرز على الصعيد الإفريقي مثلما سحب منها تنظيم بطولة أفريقيا للشباب في وقت سابق من العام الجاري ومنحه لجنوب أفريقيا.

وفي انتظار الفصل النهائي في قضية سحب التنظيم من ليبيا من عدمه خلال الاجتماع الذي سيعقده المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي في القاهرة في شهر أيلول المقبل يبقى الأخير يبحث وينقب عن بلد إفريقييتمتع بمؤهلاتمادية وبشرية ولوجيستية تؤهله لخلافة ليبياو إنجاح تنظيم الدورة.

ورغم أن الكاف لم يحدد بعد تاريخا ولا آجالا لاستقبال ملفات الترشحلإستضافة البطولةمحل ليبيا إلا انه يترقب الموضوع دون إثارة إعلامية سعياً منه لترتيب أموره قبل الإعلان عن أي قرار رسمي .

ومما يزيد من صعوبة و حرج الكاف هو أن الظروف التي تعيشها ليبيا سياسياً وأمنيا في ظل حالة الحرب يجعلها من الصعب الاحتفاظ بشرف تنظيم كان 2013 ذلك أن البنية التحتية بالتأكيدتكون قد تأثرت سلباً بفعل الضربات الجوية لطائرات الحلف الأطلسي.

وتكمن صعوبة إيجاد بديل لليبيا بسبب معاناة الكثير من البلدان الأفريقية حيث تعيش أوضاعاً سياسية و قتصادية وأمنيةهشة وبناها التحتية غير قادرة على تنظيم حدث مثل كأس أمم أفريقيا في ظرف أقل من سنتين و هي في غنى عنها نظرا لما تكلفهمن أموال باهظة هي في أمس الحاجة إليها والكل شاهد أن عدة منظمين لدورات سابقة أخلوا كثيرا بالتنظيم رغم أن المهمة أسندت لهم قبل سنوات كثيرة وازدادت المتاعب أكثر بعدما أصبحت الدورة النهائية للكان تضم 16 منتخبا.

وأمام هذا الوضع فان الاتحاد الإفريقي يراهن على ثلاث بلدان لخلافة ليبيا وإنقاذه من الورطة هي مصر والجزائر وجنوب أفريقيا .

غير أن البلدان الثلاثة لكل واحدة حساباتها الخاصة التي قد تتقاطع مع حسابات الكاف فمصر ترغب في تنظيم مباريات الدور التصفوي الأخير من اقصائيات اولمبياد لندن 2012 ولا ترغب في تنظيم كاس أمم أفريقيا جديدة وحتى وان كانت جاهزة لذلك خاصة أنها نظمت تظاهرات رياضية كبيرة آخرها نهائيات كاس العالم للشباب عام 2009 لكن الحكومة المصرية لا تريد إعطاء الموافقة النهائية الرسمية قبل أن يستتب الأمن في مصر بشكل تام .

أما جنوب أفريقيا فهي هي الأخرى تمتلك من الإمكانيات المادية والبشرية ما يسمح لها باستضافة الدورة دون أي إشكال على اعتبار نجحت في تنظيم نهائيات كاس العالمالأخيرة قبل سنة وبطولة أمم إفريقيا للشباب محل ليبيا ربيع العام الجاري وبالتالي فهي من الناحية التقنية جاهزة لا تنتظر سوى الضوء الأخضر من الكاف لكن ما يطرح الإشكال هو أنها ستنظم كاس أمم أفريقيا للعام 2017 ولا يعقل أن تنظم دورتين في ظرف أقل من أربع سنوات كما أن جنوب أفريقيا وضعت إستراتيجية للاستفادة من تنظيم مثل هذه البطولات خاصة على صعيد استقطاب السياح الأجانب وهي لا تريد إفساد أجندتها ببطولات غير مدروسة قد تعيد حساباتها إلى نقطة الصفر .

أما بالنسبة للجزائر فان الإتحاد المحلي راغب في الاستضافة لكن القرار النهائي لا يعود إليه لوحده و ينتظر موافقة السلطات الحكومية الجهة الوحيدة القادرة على الالتزام بأي تعهد تجاه الكاف ومن الناحية التقنية فإن الجزائر لا ينقصها سوى بعض الرتوش بما أنها تتوفر على بنية تحتيةجيدة من مطارات دولية قريبة من مختلف القارة السمراء ومن أوروبا و فناق فخمة وشبكة اتصالاتولا ينقصها سوى تجهيزأرضيات بعض الملاعب و أكثر من ذلك فهي لم تنظم أي بطولة منذ أمم أفريقيا للعام 1990 وهي من هذه الناحية أفضل من غيرها إذا ترشحت.

والحقيقة أن الكاف لا يزال يتوفر على هامش مهم للتحرك يسمح له بدراسة البديل المناسب في حال ما قرر سحب التنظيم نهائيا من ليبيا فهو قد يضطر إلىمنح شرف تنظيم دورة 2013 إلى جنوب أفريقياأو حتى المغرب- الذي أسندت له تنظيم دورة 2015 - الجاهزان لاحتضانها مقابل فتح باب الترشح لتنظيم نهائيات دورة 2015 أو 2017 مجددا و ذلك حتى يربح مزيدا من الوقت .