أكدت غالبيّة قراء إيلاف أن إخفاق منتخبي البرازيل والأرجنتين المتتالي في البطولات القاريّة والعالميّة في الفترة الأخيرة يعود إلى ولاء لاعبي السامبا والتانغو إلى أنديتهم الأوروبيّة التي تدفع لهم أموالاً طائلة أكثر من منتخباتهم الوطنيّة.


نتائج إستفتاء إيلاف الأسبوعي

إيلاف: أرجع60.69% من قراء إيلاف ممن شاركوا في الإستفتاء الأسبوعي إخفاق منتخبي البرازيل والأرجنتين في البطولات القاريّة والعالميّة -كوبا أميركا وكأس العالم - إلى ولاء لاعبي quot;السيليساوquot; وquot;التانغوquot; إلى أنديتهم الأوروبيّة التي تدفع لهم أموالاً طائلة أكثر من منتخباتهم الوطنيّة، في حين عارض 39.31% ربط نتائج راقصي السامبا والتانغو في المحافل العالميّة بمسألة وطنيّة اللاعبين وانحيازهم لأنديتهم في القارة العجوز.

وكانت quot;إيلافquot; طرحت سؤالاً في استفتائها الأسبوعي وحمل عنواناً كالتالي (هل تعتقد أنَّ تكرر إخفاق البرازيل والأرجنتين كرويّاً يعود لولاء اللاعبين لأنديتهم الأوروبيّة أكثر من منتخباتهم الوطنيّة؟) وشارك فيه 2742 مصوتاً.

وودع منتخبا الأرجنتين والبرازيل بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبيّة لكرة القدم التي استضافتها الأرجنتين في شهر يوليو/تموز الماضي مبكراً بعد خروجهما من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام الأوروغواي والباراغواي على التوالي.

يأتي هذا الإخفاق بعد خروج المنتخبين أيضاً من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا صيف 2010 عندما خسرت البرازيل أمام هولندا بهدفين لهدف فيما مُنيت الأرجنتين بهزيمة ثقيلة على يد الماكينات الألمانيّة برباعيّة نظيفة وهو سيناريو كأس العالم 2006 في ألمانيا نفسه حيث ودّعا المونديال من دور الثمانية على يد فرنسا وألمانيا على التوالي بنتيجة واحدة 1/0.

ويعود آخر إنجاز عالمي لراقصي السامبا إلى عام 2002 عندما توج رفاق رونالدو بكأس العالم في كوريا الجنوبيّة واليابان كما توج السيليساو ببطولتي كوبا أميركا في نسختيها 2004 و2007.

ويعتبر فوز الأرجنتين بمونديال 1986 في المكسيك وخسارتها لنهائي كأس العالم 1990 على يد الألمان بهدف نظيف على الأراضي الإيطاليّة هو آخر أفراح التانغو في المحافل العالميّة.

وعلى الصعيد القاري، يعود آخر إنجازات الأرجنتين قاريّاً إلى عام 1993 أين توجت بكوبا أميركا وهي مدة كبيرة لمنتخب عملاق بحجم التانغو لم يستطع تحقيق لقب عالمي وقاري بعدها.

وبالنظر إلى توقيت إنجازات المنتخبين العملاقين والفراغ الحاصل بعدها يمكن القول إن عهد هجرة لاعبي أميركا اللاتينيّة إلى أوروبا للإحتراف في الأندية هناك بمثابة نقطة تحول في عقلية اللاعب اللاتيني حيث يبذل قصارى جهده مع ناديه طمعاً في الحصول على أعلى العقود السنويّة في الوقت الذي يتجنب فيه خوض مباريات منتخب بلاده بقوة خشية من الإصابات وخسارته مركزه الأساسي مع ناديه الأوروبيّ.

وبشكل عام يعاني لاعبو قارة أميركا الجنوبيّة فقرا مدقعا وفي لمحة بصر وبعد الدخول في عالم الإحتراف يصبح اللاعب ثريّاً وصاحب أموال طائلة ما يجعله يعطي كل شيء لناديه الذي يدفع له فيما لا يخوض منافسات البطولات القاريّة والعالميّة مع منتخب بلاده بالقوة نفسها .

كما تطفو نقطة بارزة وتتعلق بالمكافآت الماليّة القليلة التي تدفعها الإتحادات الوطنيّة في أميركا الجنوبيّة في حال تحقيق إنجاز كبير مع المنتخب وهو أمر لا يقارن البتة مع ما يتقاضاه اللاعب اللاتيني في أوروبا.

وبعد فشل الأرجنتين في التتويج ببطولة كوبا أميركا على أرضها، بدأت وسائل الإعلام الأرجنتينيّة إعادة طرح الإستفسارات نفسها مرة أخرى حول الأسباب التي تجعل ميسي يتألق مع البارسا ويقدم مردوداً باهتاً مع التانغو؟!.

وتواصل الحظ السيئ لميسي في كوبا أميركا، حيث لم يستطع تسجيل أي هدف في المباريات الأربع التي لعبها في البطولة، وهو سيناريو مونديال 2010 نفسه في جنوب أفريقيا عندما خرج التانغو من دور ربع النهائي أيضاً بهزيمة قاسية على يد المانشافت الألماني.

ورغم أن الأرجنتين كانت المرشحة الأبرز للظفر بالبطولة، إلا أنها عانت كثيراً في مبارياتها خاصة أمام بوليفيا وكولومبيا في الجولتين الأولى والثانية من منافسات المجموعة الأولى في كوبا أميركا.

ويعزو المحللون الرياضيون إبتعاد التانغو عن مستواه المعروف إلى عدة أسباب منها المدرب سيرخيو باتيستا الذي استقال عقب الخروج من البطولة - مارادونا في مونديال 2010- الذي لعب بثلاثة لاعبين في محور الإرتكاز في المباريات الاولى للبطولة، وهم خافيير ماسكيرانو وكامبياسو وبانيغا وفي غياب لصانع ألعاب حقيقي.

وحاول باتيستا تقليد الأسلوب الذي يتبعه غوارديولا مع برشلونة الإسباني عبر تدوير الكرة بين اللاعبين بسرعة لأطول فترة ممكنة ثم إستغلال الثغرات بين دفاع الخصوم وتسجيل الأهداف، الأمر الذي لا يتوافر مع التانغو حيث يفتقد لعناصر مهمة أمثال تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس ودانييل ألفيس.

وإعتاد لاعبو برشلونة على اللعب منذ الصغر بخطة 4-3-3 الذي إبتكرها الجناح الهولندي الطائر يوهان كرويف، وفي المراحل السنيّة المختلفة حتى الوصول إلى الفريق الأول، وهو أمر صعب تقليده للغاية.

وأكد الفتى الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم عامي 2009 و2010 ليونيل ميسي ما ذهب إليه المحللون الرياضيون الخاص باختلاف برشلونة عن الأرجنتين على الصعيدين الفردي والجماعي، واصفاً ناديه الإسباني بأنه يعمل كوحدة واحدة منذ فترة أطول بكثير.

وقال ميسي في تصريحات لوسائل الإعلام عقب الفوز على كوستاريكا بثلاثيّة نظيفة: quot;من الخطأ مقارنة هذا الفريق ببرشلونة. في برشلونة نحن نعمل معاً منذ فترة طويلةquot;.

وتابع: quot;في المنتخب الوطني نحاول تقديم شيء مماثل، ونسيطر على الكرة ونتحكم في إيقاع اللعب.. لكن لا يمكن المقارنة بين الفريقين سواء على المستوى الفردي أو الجماعيquot;.

ورغم نجاح ميسي في التتويج بذهبيّة أولمبياد بكين عام 2008 وكأس العالم للشباب تحت 20 عاماً إلا أنه لم يستطع حتى الآن الفوز بكوبا أميركا أعرق البطولات القاريّة أو كأس العالم وما عليه سوى الإنتظار إلى 2014 لمحاولة إنتزاع اللقب من حامله الماتادور الإسباني ومستضيف البطولة السيليساو البرازيلية حتى يرد على منتقديه على أدائه مع منتخب بلاده.