أحمد كاظم نصيف: في اربيل وليس في بغداد، خاض منتخب العراق لكرة القدم مباراته ضد نظيره الأردني، ضمن المجموعة الأولى الأسيوية للتصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل لكرة القدم 2014، بمعنى إن هناك خسارة إدارية قبل خوض هذه المباراة، وفشل الاتحاد العراقي لكرة القدم في كسب ود وتعاطف الاتحاد الدولي (فيفا) في أقامة مباريات منتخب العراق في العاصمة بغداد.

خسارة إدارية أخرى (وهي الأهم) تعرض لها المنتخب العراقي أيضا قبل خوض هذه المباراة، وهي التغافل عن تسمية مدرب يقوم بأعداد الفريق والإشراف عليه قبل حين من هذا الوقت (خمسة أيام فقط)، فكانت الخسارة الفنية مع منتخب الأردن الشقيق بهدفين تحصيل حاصل لا غير.

مدينة اربيل مدينة عراقية، بل هي العاصمة الصيفية للعراق، ولا ضير في إقامة أي مباراة في هذه المدينة أو مدينة عراقية أخرى، قد تكون مدينة البصرة، وهذه سوف تستقبل بطولة الخليج العربي لكرة القدم (فيما إذا صدق الوعد)، وقد تكون مدينة النجف، وهذه الأخرى هي عاصمة الثقافة لعام 2012، وكل مدن العراق (فيما إذا لو كانت هناك ملاعب مهيأة)، لكن هذا في حال الإرادة الوطنية لا بسبب الحظر المفروض ؛ وليس في ظرف يكون فيه المنتخب العراقي بحاجة إلى مؤازرة إعلامية قبل أن تكون جماهيرية، وهنا يمكن العامل النفسي، فالجماهير العراقية لم تبخل في الحضور لمشاهدة المباراة والشد من أزر لاعبي المنتخب في أي مكان يلعب فيه ؛ وقد يكون هذا الحظر متأثرا بتداعيات سياسية أكثر مما هي أمنية، بدليل أقامة انتخابات اتحاد الكرة نفسه في بغداد بمباركة الاتحاد الدولي (فيفا)، برغم أن الأخير لم يرسل ممثلا عنه للحضور، واكتفى بتسجيل الفيديو، مما أثار لغطا وشكوكا متعلقة ألقت بظلالها على أجواء الكرة العراقية فكانت الخسارة مضاعفة.

صاحب هذا، فشل الاتحاد العراقي في التفاوض مع ناظم شاكر مدرب المنتخب الأولمبي بالرغم من نجاحه في مهمته !! وكذلك فشل الاتحاد في تنظيم مباراة واحدة محلية في بغداد، كل هذا الفشل مهد لخسارة المنتخب العراقي، فكانت متوقعة وليست مفاجئة.

الخسارة في هذه المباراة ليس نهاية المطاف، ولا تعني خروج المنتخب العراقي من التصفيات، لاسيما إنها المباراة ألأولى، ومازال في الوقت متسع، لكنها بكل تأكيد هي هزيمة حادة للاتحاد العراقي لكرة القدم، وإنذار شديد اللهجة على الاتحاد استيعابه، وتوجت فشله في عمله، كونه لم ينجح لحد الآن في نيل الثقة التي أوكلت إليه، والمسؤولية التي يتحملها، وما على الجهات المعنية إلا تدارك الأمر قبل وقوع الواقعة، وتصحيح المسار، والأمل موجود في لاعبي منتخبنا، والجماهير الرياضية تنتظر.