إستنكر الوسط الرياضي العراقي قرار الفيفا القاضي بنقل مباريات المنتخبات الوطنية العراقية المقبلة إلى خارج العراق، فيما حمّل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الإيراني مسعود عناياتي مراقب مباراةالعراق والأردن التي جرت على ملعب فرانسوا حريري في مدينة أربيل بكردستان في الثاني من أيلول الحالي مسؤولية القرار.


كشف الإتحاد العراقي المركزيعن اتصالات سريعة سيجريها لتقديم طلب اعتراض على قرار الفيفا القاضي بنقل مباريات المنتخبات العراقية إلى خارج البلاد، خاصة مع تأكيد الاتحاد على تلقيه دعوة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر لزيارة مقر فيفا للتباحث بشأن رفع الحظر عن العاصمة وملعب الشعب تحديداً.

فقد أبدى الوسط الرياضي سخطه على قرار الفيفا، الذي اعتبرته الغالبية (مقصودًا) في وقت تسعى فيه المؤسسة الرياضية العراقية إلى رفع الحظر المفروض على الملاعب في بغداد منذ عام 2003 بعدما تناهى إلى الأسماع خبر يحكي عن تفهم الفيفا ضرورة إقامة مباريات دولية في بغداد.

وعبّر مشجعون عن خيبة أملهم، محمّلين الاتحاد العراقي لكرة القدم الاخطاء التي وقعت في مباراة المنتخبين العراقي والاردني، التي كانت من المفروض ان تكون الامور فيها على احسن ما يرام، لكونها المباراة الاولى ضمن تصفيات كأس العالم، وكان يفترض كذلك أن يبذل الاتحاد أقصى جهوده لتكون مقبولة، لاسيما ان الفيفا يراقب ذلك عن كثب.

واشار المشجعون الى استيائهم من الصورة التي ظهرت عليها مباراة المنتخبين في اربيل، والتي كانت من أغرب المباريات، حيث فشل الاتحاد وادارة الملعب في اعطاء صورة طيبة، لكنهم مع ذلك لم يتوقعوا ان يصدر فيفا مثل هذا القرار بدلاً منان يعمل على مساعدة الكرة العراقية لتتطور وتتقدم وتعود الى مكانتها من جديد.

وكانت اللجنة المنظمة المشرفة على تصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل نقلت مباريات المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم إلى خارج مدينة اربيل، مبررة سبب ذلك بضعف التنظيم وقلة الخبرة اللوجستية في إنجاح المباريات.

وكانتالأسباب التي جعلت الفيفا يصدر قرارههي ضعف تنظيم إقامة مباراة العراق والأردن في تصفيات كأس العالم، التي جرت في الثاني من شهر ايلول/سبتمبر الجاري، إلى جانب قلة عدد أفراد حماية الملعب، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائيعن ملعب المباراة في الدقيقة 84 مما استوجب توقفها دقائق عدة، كما أشار الفيفا إلى أن الاوضاع الأمنية في العراق غير مستقرة.

يذكر أن هناك قرارًا سابقًا بحظر إقامة المباريات الدولية في العراق، وتم أخيرًا السماح للاتحاد العراقي باستخدام (اعتماد) ملعب أربيل laquo;فرانسوا الحريريraquo; لاستقبال المباريات، شريطة توافرالشروط اللازمةكافة.

وقال اللاعب الدولي السابق ولاعب نادي القوة الجوية الحالي أحمد خضير:ان قرار الاتحاد الدولي كان مجحفًا بحق المنتخب العراقي، لاسيما وأنه جاء في وقت غير مناسب، لكون العراق يتواصل في مشاركته في المنافسات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بروح معنوية عالية، لاسيما بعدما تسلم زيكو قيادة المنتخب، وهو ما أعطى دعمًا معنويًا كبيرًا للاعبين، ومنح العراقيين أملاً بالتأهل الى النهائيات.

واضاف: على الاتحاد العراقي لكرة القدم الآن ضرورة السعي من أجل إلغاء هذا القرار الظالمبحق الكرة العراقية، وانا أعتقد أن العراق قادر على تلافي الاسباب التي ادت الى حرمانه من احتضان المباريات الرسمية والدولية.

أما اللاعب الدولي السابق أحمد دحامفقال: على اتحاد الكرة التحرك بسرعة فائقة ومحاولة إلغاء القرار، مستغلاً بذلك علاقاته في الاتحاد الدولي، الذي تسرع في إصدار القرار الذي يعد مجحفًا للكرة العراقية، ويسهم في تراجعها في المحافل الدولية المقبلة.

وأضاف: إن هنالك دولاً عديدة تمر بظروف اصعب من العراق، ونرى أنالاتحاد الدولي يغضّ النظر عنها لتكتم الإعلام على تلك الدول، ومنها جنوب افريقيا والبرازيل، اللتان تشهدان أوضاعًا أمنية غير مستقرة، لكنهما تقيمان البطولات العالمية، وتستضيفان مباراة مهمة من دونأن يتخذالاتحاد الدولي قرارًا رادعًا كما اتخذه ظلمًا على الكرة العراقية.

وابدى الصحافي في جريدة الملاعب أمير إبراهيم وجهة نظره في الموضوع قائلاً: انه قرار غير منصف، ولا يمكن تفسيره سوى انه حرب نفسية يشنّها الاتحاد الدولي على الكرة العراقية، رغم ان الاوضاع الامنية في البلد هي افضل مما كانت عليه قبل سنوات عدة، بل إن نهائي الدوري الذي قد جرى حتى وقت متأخر من الليل امتلأ فيه ملعب الشعب، وقبله انتخابات تسمية هيئة ادارية جديدة للاتحاد هي الأخرى قد جرت في وقت متاخر من الليل، فأين الأوضاع الأمنية غير المشجعة التي تحول دون اجراء المباريات في ملاعب الشمال، وهي التي وجد فيها الاتحاد الدولي منذ زمن ليس بقصير على انها محطة آمنة لخوض المباريات الرسمية للمنتخبات والاندية العراقية، أو أن الامر مجرد حجة واهية من قبل هذه الجهة كي تؤثر لأجل اتخاذ قرار كهذا.

من جانبه حمّل الاتحاد العراقي لكرة القدم الإيراني مسعود عناياتي مراقب مباراة المنتخبين العراقي والأردني مسؤولية القرار الذي اتخذه الاتحاد الدولي (فيفا) بنقل مباريات المنتخبات العراقية المقبلة.

وقال أمين سر الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم بالوكالة طارق احمد: إن التقرير الذي رفعه عناياتي إلى اللجنة المشرفة في الفيفا على مباريات تصفيات كأس العالم 2014 دوّن فيه عدداً من السلبيات التي رافقت مباراة منتخبنا الوطني مع شقيقه الأردني على ملعب فرانسوا حريري في مدينة أربيل ضمن افتتاح منافسات الجولة الأولى من تصفيات المجموعة الأولى الآسيوية المؤهلة الى المونديال، في مقدمتها انقطاع الإنارة الخاصة بالملعب لمدة ثمان دقائق، وحضور جمهور لمتابعة المباراة يفوق عدد الاستيعاب الكامل لمقاعد ومدرجات الملعب، إضافة الى عدم تسليم شريط المباراة بعد نهايتها الى الاتحاد الدولي، وكذلك وجود الصحافيين في المنازع الخاصة بالمنتخبين وضعف الإجراءات الأمنية، رغم وجود أعداد كبيرة منها، مما دفع فيفا الى اتخاذ قراره بنقل مباريات منتخبنا إلى خارج العراق، والطلب منه خلال عشرة أيام اختيار بلد سيضيف مبارياته المقبلة في التصفيات.

ووصف احمد: قرار (فيفا) الأخير بأنه مجحف جداً بحق الكرة العراقية، وخاصة أننا تسلمنا أخيراً رسالة من رئيس الاتحاد الدولي باللعبة جوزيف بلاتر، يطلب فيها من رئيس الاتحاد العراقي بضرورة زيارته في مقر (فيفا) في مدينة زيوريخ السويسرية لمناقشة الحظر المفروضعلى المنتخبات والأندية العراقية بعدم خوض مبارياتها الودية والرسمية في العاصمة العراقية بغداد.

مشيراً الى أن (فيفا) لم يصدر أي عقوبات بحق أندونيسيا، التي قام جمهورها برمي الألعاب النارية في المباراة التي جرت بين المنتخبين الاندونيسي والبحريني على ملعب العاصمة جاكارتا في اليوم نفسه، ودفع الطاقم التحكيمي الى إيقافها للحفاظ على سلامه لاعبي الفريقين، واعتماد نتيجة المباراة التي انتهت بفوز المنتخب البحريني 2-0.

من جهته وصف النائب الاول لرئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنقل مباريات المنتخب الوطني العراقي إلى خارج العراق بـ (الظالم).

وقال عبد الخالق مسعود: إن الاتحاد الدولي لم ينصف العراق إطلاقًا، وكان قراره ظالمًا ومجحفًا لكونه لا رجعة عنه، بعدما تلقى الاتحاد الإشعار الرسمي من نظيره الدولي.

واضاف: إن السبب الرئيس وراء نقل المباريات هو الاعتراض الرسمي الذي قدمه الاتحاد الصيني الى الاتحاد الدولي، والمتضمن مخاوفه من الذهاب الى مدينة اربيل لخوض المباراة، التي من المقرر أن تقام في 11 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وتهديدها برفض الوجود في اربيل، وعدم خوض اللقاء، الامر الذي حدا بالاتحاد الدولي الى اتخاذ مثل قرار ظالم ومجحفكهذابحق الكرة العراقية، لأن الملاحظات التي تضمنها كتاب الاتحاد الدولي لا تستأهل عقوبة نقل مباريات المنتخب العراقي الى خارج البلد، إذ إن انقطاع التيار الكهربائي واستيعاب الملعب وغيرها من الأمور كلها تؤدي إلى إنزال غرامات مالية بحق الاتحاد العراقي، وليس نقل مبارياته.

على الصعيد عينه، قال عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم يحيى زغير:إن رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود سيغادر في مطلع الأسبوع المقبل الى سويسرا بعدما تلقى دعوة رسمية من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر إلى زيارة مقر (فيفا) للتباحث في مجمل من القضايا التي تهمّ الكرة العراقية.

وقال زغير: ان الزيارة سترتكز على أبرز نقطة، وهي رفع الحظر عن الملاعب العراقية، وخاصة العاصمة بغداد، من خلال تزويد الفيفا بتقارير خاصة عن الأوضاع الأمنية في بغداد، والمباريات التي أقيمت على ملعب الشعب الدولي.