يفتتح أسود الأطلس مغامرتهم في العرس الإفريقي، الذي يقام حاليا في الغابون وغينيا الاستيوائية حتى 12 شباط/فبراير المقبل، بمواجهة قوية مع نسور قرطاج، الذين يراهنون على هذه الدورة للعودة إلى الواجهة الإفريقية.

ويشد هذا الديربي المغاربي أنظار الجمهور العربي والإفريقي، لكون أن المباريات بين المنتخبين دائما ما كانت تتسم بالندية والاندفاع القوي بحثا عن الفوز.

ورغم التخوف من غياب روح المنافسة لدى بعض لاعبي المنتخب الوطني، بسبب عدم لعبهم رفقة فرقهم، إلا أن التفائل يخيم على الساحة الرياضية المحلية، إذ تصب الترجيحات في خانة حصد أسود الأطلس النقاط الثلاثة على حساب نسور قرطاج.

وقال مصطفى الحداوي، اللاعب الدولي السابق وأحد نجوم منتخب 1986، إن quot;المنتخب المغربي لديه حظوظ وافرة للفوز في هذه المقابلة، نظرا للتركيبة البشرية التي يتوفر عليها، إلى جانب أن أسود الأطلس أصبحت لهم طريقة خاصة في اللعب، وعادت إليهم الروح الجماعية، منذ قدوم الإطار البلجيكي، إيريك غيريتسquot;، مشيرا إلى أن الأمور لم تعد كما كانت عليه في السابق، عندما سجلت انشقاقات وتفرقات بين اللاعبينquot;.

وأوضح مصطفى الحداوي، في تصريح لـ quot;إيلافquot; أن quot;الاتحاد المغربي لكرة القدم وفر جميع الوسائل لإيريك غيريتس حتى يخلق فريقا قوياquot;، متمنيا في الوقت نفسه أن تترجم هذه الأمور في الملعب، حيث لا خيار أمام الأسود سوى الفوز.

وأكد الإطار الوطني أن quot;المنتخب التونسي لا يصل، على الورق، إلى مستوى أسود الأطلس، لا فرديا ولا جماعيا، وأرى أن حظوظنا وافرة للفوز بثلاثة نقاط التي تجعلنا نبدأ الاستعداد للمبارة الأخرىquot;، وزاد موضحا quot;أنا متفائل، إذا استمر المنتخب على المستوى نفسه الذي كان عليه في المباريات الأخيرةquot;.

من جهته، قال حسن مومن، المدرب السابق للمنتخب المغربي، إن quot;المقابلة تطغى عليها أشياء كثيرة، ومنها أنها مواجهة كلاسيكية تمتاز بالنديةquot;، مبرزا أن quot;الفريقين عاشا، في السنة الأخيرة، اضطرابات داخل مجموعتهمquot;.

فالفريق الوطني، يشرح حسن مومن، quot;بدأ الإقصائيات الإفريقية بنتائج كان فيها نوع من الشك، قبل أن يأخذ مسارا طيبا، إلا أنه، قبل أن يدخل إلى النهائيات، غابت التنافسية عن مجموعة من اللاعبين، وهذا هو الشيء الوحيد الذي ربما يخلق لنا نوع من التخوف في المباراة الأولىquot;.

أما المنتخب التونسي، يوضح الإطار الوطني، فـ quot;عاش اضطرابات أكثر خاصة مع الربيع العرب، إذ توقفت البطولة، كما وقعت مجموعة من الأحداث التي لم تجعل نسور قرطاج يظهرون بالوجه الذي تعودوا على العبور به في الإقصائياتquot;، مؤكدا أنهم quot;مروا إلى النهائيات بشق الأنفس، وحسموا الأمر في المباراة الأخيرة، والفضل في ذلك يرجع إلى الفريق التشادي، الذي كان تعادل في آخر مقابلةquot;.

وأضاف حسن مومن quot;نتمى أن تكون نتيجة إيجابية للمنتخب الوطني، إذ أنها ستكون المفتاح بالنسبة إليه من أجل أن يأخذ إيقاعه، وثقته في نفسه، ما سيجعله يذهب إلى أبعد مرحلة في هذه النهائياتquot;.

من جانبه، ذكر الطاهر الرعد، الإطار الوطني، أن quot;الكفة بين الفريقين تبقى متعادلة، لأنهما يتوفران على جيل جديد من اللاعبين وجرعة زائدة من الطموحات، بعد فترة زمنية غابا فيها عن الساحة الإفريقيةquot;، مبرزا أن quot;الامتياز سيكون للفريق الذي ستكون له رغبة وطموح ونظام داخل الملعبquot;.

وأبرز الطاهر الرعد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن التكهن في مثل هذه المباريات يبقى صعبا، نظرا للحسياسية التي تطبعها، مشيرا إلى أن quot;المنتخب المغربي يمتلك جيل جديد من اللاعبين المخضرمين وذوي خبرة، وإذا كان هناك نوع من التوافق بين المجموعة، ورغبة أكيدة في التضحية فيمكنهم الوصول إلى المبتغى أو الفوز باللقبquot;.

وأضاف quot;بعد هذه المواجهة مع تونس يمكن أن تتوفر لدينا رؤية شاملة حول قدرات المنتخب المغربي كاملةquot;.

يشار إلى أن الكفة تميل تاريخيا لمصلحة المغرب في مواجهاته مع نسور قرطاج، إذ فاز في 8 مرات، مقابل 5 هزائم، و22 تعادل في 35 مباراة جمعت بين المنتخبين حتى الآن.