أفادت تقارير إعلامية عن وصول الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى مدينة برشلونة من أجل حضور الكلاسيكو الليلة بين البارسا والريال في الوقت الذي رفض فيه اللاعب الفلسطيني المحرر محمود السرسك قبول دعوة النادي الكاتالوني لأنها تساوي بينالضحية والجلاد على حد قوله


وصلت طائرة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في ساعة متأخرة من مساء السبت إلى إقليم كاتالونيا من أجل حضور كلاسيكو الكرة الإسبانية الذي يجمع برشلونة وريال مدريد عند الساعة 17:50 بتوقيت غرينتش ضمن الجولة السابعة من مباريات الدوري المحلي لكرة القدم.

وذكرت صحيفة quot;أخبار كاتالونياquot; أن الناشطة الإسبانية بيلار راهولا من جماعة أصدقاء quot;إسرائيلquot; في إسبانيا التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق خوسيه ماريا آثنار استقبلت الجندي الإسرائيلي فور وصوله.

وأوضحت الصحيفة أن بيلار راهولا هي من ساهمت في قدوم شاليط إلى ملعب كامب نو معقل البلوغرانا بل وهاجمت احتجاجات جماهير برشلونة المساندة للقضية الفلسطينية التي وجهت رسالة لرئيس النادي ساندرو روسيل تحثه فيها على عدم قبول طلب الجندي الإسرائيلي.

بيلار راهولا تستقبل شاليط



وكان الجندي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في يونيو من عام 2006 وأطلق سراح في أكتوبر من العام الماضي في صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية من جهاز المخابرات المصري أسفرت عن إطلاق 1050 فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي قد تقدم بطلب لنادي برشلونة من أجل حضور الكلاسيكو كونه أحد مشجعي النادي الكاتالوني منذ صغره وهو ماتم بالفعل.

وعرض نادي برشلونة مقعداً في المقصورة الأمامية لكن الجندي شاليط رفض ذلك وطلب الجلوس في مقعد قريب من الملعب ليتمتع بنجوم برشلونة مثل ميسي وتشافي وإنييستا لأنه حرم من مشاهدة quot;عصر غوارديولا الذهبيquot; كونه كان أسيراً لدى حركات المقاومة الفلسطينية في غزة في تلك الفترة الزمنية.

وسادت حالة من السخط والغضب العارمين العالمين العربي والإسلامي بسبب حضور شاليط لقمة الكرة الإسبانية خاصة أن الأخير كان جندياً لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي وتم أسره وهو على ظهر دبابة كانت تهاجم الأطفال والنساء وتروع الأبرياء في قطاع غزة.

وفي ظل اللغط المثار حول دعوة شاليط من عدمها، أصدر نادي برشلونة الإسباني بياناً توضيحياً على موقعه الرسمي على شبكة الانترنت حول القضية التي شغلت الإعلام الرياضي في الوطن العربي.

بعض الجماهير البرشلونية ترحب بشاليط

وقال نادي برشلونة عبر موقعه الرسمي باللغة العربية quot;أن النادي لم يوجه الدعوة لجلعاد شاليط وإنما قبل الطلب الذي تقدم به لحضور مباراة الكلاسيكو من مدرجات الملعب بمناسبة زيارة يقوم بها إلى مدينة برشلونةquot;.

وذكر النادي الكاتالوني quot;بالموازاة مع الموافقة على هذا الطلب، قبل النادي أيضاً الطلب الذي تقدمت به السفارة الفلسطينية للحصول على ثلاث بطاقات دعوة لكل من موسى عمرو عودة، سفير السلطة الفلسطينية، وجبريل رجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، ومحمود السرسك، لاعب كرة القدم الفلسطينيquot;.

السرسك رفض حضور الكلاسيكو بسبب تواجد شاليط

وأفرج عن السرسك من السجون الإسرائيلية بعد خوضه إضراباً عن الطعام لمدة تجاوزت التسعين يوماً من أجل إطلاق سراحه وإخلاء سبيله بعد إعتقاله وهو في طريقه للإحتراف في مركز بلاطة أحد أندية الضفة الغربية.

وكانت قضية السرسك قد أحدثت ضجة عالمية مما استدعى تدخل شخصي من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر ومطالبته للاتحاد الكروي في إسرائيل بالضغط على سلطات بلاده والإفراج عن اللاعب الفلسطيني محمود السرسك بعد نحو ثلاث سنوات من الاعتقال.

ورفض السرسك تلبية الدعوة المقدمة من نادي برشلونة رغم موافقة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عليها معتبراً أن حضوره يعني مساواة بين الضحية والجلاد وهو أمر مرفوض تماماً.

وقال السرسك الذي يسكن في مدينة رفح الفلسطينية:quot;أعتذر لجماهير وإدارة النادي الكتالوني عن الحضور والمشاركة، وذلك للأسباب التالية: إن دعوة جلعاد شاليط للحضور تشكل مساواة بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطيني وهذا يقتضي مني عدم الحضور وهناك فرق بين من اعتقل بسلاحه وبزيه العسكري من داخل دبابته العسكرية وهو يقتل أبرياء عزلاً وبين اعتقال رياضي على معبر بيت حانون كان في طريقه للاحتراف الرياضي في نوادي الضفةquot;.

وأكد لاعب المنتخب الفلسطيني أن إصرار نادي برشلونة على قبول دعوة الجندي جلعاد شاليط هو انحياز مرفوض لجندي إسرائيلي شارك في قتل الأبرياء في فلسطين،متجاهلاً مشاعر الملايين من مشجعي النادي ومحبيه من الفلسطينيين والعرب والمسلمين في شتى أنحاء العالم.

وعاد السرسك وأعلن عن استعداده لتلبية دعوة برشلونة أو أي ناد إسباني بعيداً عن اقترانه بدعوة الجندي جلعاد شاليط.

ويحظى ناديا برشلونة وريال مدريد الإسبانيان بشعبيّة جارفة في الوطن العربي ويرتدي أنصارهما قمصان الفريقين بشكل لافت، حيث تشهد تجارة بيع وشراء هذه القمصان رواجاً كبيراً في أوساط الشباب العربي.