يتجه مهاجم نادي شباب قسنطينة حمزة بولمدايس بثبات إلى خلافة محمد مسعود على عرش مملكة الهدافين كهداف للدوري الجزائري بعدما سجل ثمانية أهداف في خمس مباريات مما جعله يتصدر القافلة بمفرده و بفارق ثلاث أهداف عن ملاحقه المباشر مصطفى جاليت المهاجم الدولي لنادي مولودية الجزائر الذي سجل خمسة أهداف فقط ، و محمد عودية مهاجم وفاق سطيف صاحب الرباعية.


ديدا ميلود - إيلاف :قبل إنطلاق الموسم الجاري لم يكن أحد يرشح بولمدايس لاعتلاء صدارة الهدافين ليس لانه لا يتمتع بالمؤهلات التقنية التي تسمح له بذلك و أنما لأن جل المتابعين كانوا يرشحون المهاجمين من أصحاب الصفقات الخيالية لإفتتاح البطولة بقوة على غرار محمد سوقار أو زميله الملغاشي اندريا كاروليس أو مهاجم الخضر و نادي شباب بلوزداد اسلام سليماني الذي نال الحيز الأكبر من الترشيحات بالنظر إلى إنهائه الموسم المنصرم بقوة ، غير أن الرياح جرت بما اشتهاه بولمدايس الذي تالق بشكل لافت مع ناديه الجديد و ابان عن حس تهديفي قلما نجده في الدوري الجزائري منذ ناصر بويش و جمال مناد و عبد الحفيظ تاسفاوت.

بولمدايس يسجل أحد أهدافه

و مما يؤكد علو كعب هذا اللاعب في القاطرة الأمامية هو تسجيله لثلاث ثنائيات ، و أهدافه الثمانية كانت كلها مؤثرة إيجابياً في نتائج مباريات فريقه قسنطينة ، حيث كانت دوما تمنحه الإنتصار أو تعيده إلى المباراة و تنقذه من خسارة محققة ، و لم يكن هذا الاداء الفني العالي الذي يقدمه هذا الموسم ليكون لولا المهارات الفنية الراقية التي يمتلكها اللاعب في قدميه و في رأسياته ، كما انه يجيد التمركز في أوضاع حساسة يصعب على المدافعين مراقبته و يسهل على زملائه إيصال الكرات إليه فضلاً عن سرعته و رزانته الكبيرة فضلا عن قدرته على التسديد من على مشارف منطقة العمليات و بالتالي فأن اللاعب يمتلك جميع مواصفات المهاجم الحديث.

و مما يؤكد صحة هذه المهارات هو أن بولمدايس ربيعا تمكن من تسجيل أهدافه الثمانية على أندية قوية لها خطوط دفاعية محصنة و حراس مرمى بارعين ، كما أن نصف أهدافه المسجلة كانت خارج قواعد النادي .

و افتتح بولمدايس سجله التهديفي هذا الموسم من عرين إتحاد العاصمة في الجولة الأولى و في عقر داره عندما تمكن من تعديل النتيجة بقذيفة قوية خادع بها الحارس الدولي محمد زماموش،و في الجولة الثانية و في أول ظهور له أمام عشاقه التوقين لمشاهدته عن قرب قاد زملائه لتحقيق فوز مثير على الضيف مولودية وهران باربعة أهداف لثلاث منها ثنائيته الأولى في مرمى الحارس الدولي المخضرم الدولي الاسبق هشام مزاير ، حيث سجل هدفا بتسديدة و اخر برأسيته.

وواصل بولمدايس تالقه في الجولة الثالثة و تمكن من توقيع رابع أهدافه و كان هذه المرة في مرمى حارس أولمبيك الشلف محمد غالم و هو الهدف الذي سمح لفريق بالعودة بنقطة ثمينة،و في الجولة الموالية تمكن من تسجيل ثاني ثنائية له و كان ضحيته هذه المرة أيضاً حارسا دوليا ممثلاً في سي محمد سيدريك ، حيث انقد حمزة فريقه من هزيمة محققة أمام شبيبة بجاية بعدما منحه التعادل في مناسبتين و اللافت أن الحارس الثاني للمنتخب الجزائري سيدريك حافظ على عذرية عرينه لغاية هذه المباراة.

بولمدايس في أحد مباريات فريقه

و في الأسبوع الخامس من عمر الدوري كانت لبولمدايس الكلمة العليا عندما وقع على ثالث ثنائية له في مرمى الصاعد إتحاد بلعباس بملعب الاخير مانحاً الإنتصار الثاني لناديه الذي جعله يرتقي في سبورة الترتيب العام إلى المركز الثالث خلف بجاية و الحراش.

و تؤكد هذه الاحصائيات ان بولمدايس يمتلك فعالية كبيرة و منتظمة و يعرف جيداً كيف يوظف مهاراته التقنية لصنع الأهداف و استغلال انصاف الفرص المتاحة امامه لتحويلها إلى أهداف ، و يعترف حمزة بفضل زملائه في ما سجله من أهداف لحد الان خاصة الجناح الدولي ياسين بزاز الذي يمد بكرات على طبق من ذهب عبر توغلاته من الرواق الأيمن ، كما يعترف بالإضافة التكتيكية التي قدمها المدرب الفرنسي الشهير روجي لومير للفريق بشكل عام مما سمح له بالمراهنة على اللعب الهجومي داخل و خارج الديار و اتباع القاعدة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ، و في وجود لاعب بمميزات بولمدايس فان الشغل الشاغل للفريق المنافس مهما كانت قوة دفاعاته هو التركيز على الحد من خطورته رغم ان خمسة أندية لم تحقق هذه الغاية لحد الاّن ، مما يؤكد بان اللاعب عازم على الاستمرار في ممارسة هوايته المفضلة و هي هز الشباك حتى اخر الموسم و لما تحطيم الرقم القياسي الذي يحمله مهاجم شبيبة القبائل و سجله موسم 1985-1986 عندما وقع على 36 هدف ، و رغم صعوبة المهمة إلا أنها ليست مستحيلة أمام مهاجم فذ نسقه التهديفي في منحنى تصاعدي من جولة لاخرى .

و يقول بولمدايس و بكثير من التواضع يجسد انكاره لذاته و تفضيله لوح الجماعة يقول بان لقب هداف الدوري لا يدخل ضمن أولوياته رغم أنه يسجل كل جولة و يضيف بان طموحه هو تسجيل الأهداف لناديه و اسعاد محبيه و ليس لنفسه لانه يضعها تحت خدمة الفريق لان ذلك هو واجبه الأساسي .

و يامل بولمدايس ان يحصل على فرصته للعب في المنتخب الوطني حتى يتسنى له تفجير إمكانياته خاصة في حال مشاركته في نهائيات كأس أمم افريقيا 2013 التي أقترب من بلوغها ، يخشى الخضورة ndash; عشاق نادي قسنطيسنة ndash; أن تتأثر معنويات بولمدايس جاء تاخر الناخب البوسني وحيد خليلوزيدش في المناداة عليه على الأقل لحضور التربص الخاص باللاعبين المحليين ليشاهده عن كثب و يقف على قدراته بنفسه دون وساطة غير ان مدلل الخضورة طمئنهم و اكد بانه تاجيل استدعائه للمنتخب سيحفزه اكثر للعمل ، و تلقى الفني البوسني انتقادات لاذعة في هذا الموضوع خاصة بعدما استدعى سوقار الذي لم سجل هدفا واحد و زميله في إتحاد العاصمة احمد قاسمي هدفين و جاليت ، و جعل الكثير من الخبراء يتساءبون عن المعايير الفنية الموضوعية التي يعتدمها خليلوزيدش لتحديد لائحة اللاعبين ، في حين يرى اخرون ان اتاحة الفرصة لبولمدايس مع الخضر في المرحلة الحالية تبقى ضئيلة فالاعب يفتقر للخبرة كما ان وجود الثلاثي سليماني و العربي سوداني و سفيان فيغولي يجعل من الصعب على خليلوزيدش المغامرة به الا في حالات الضرورة القصوى غير ان كثرة الاستحقاقات الرسمية التي تنتظر المنتخب بداية من مطلع العام القادم قد تدفعه إلى إعادة حساباته التكتيكية و الاستعانة بصانع افراح قسنطينة.