تتزايد يوما بعد آخر تداعيات مشكلة مدرب المنتخب الوطني العراقي زيكو ، فيما تتطاير الشائعات ما بين إعلانه الاستقالة من عدمها ، وبين تمسك الإتحاد العراقي به من دونها ، وبات الوسط الرياضي ينظر بعينين متباعدتين إلى واقع المنتخب مع المدرب البرازيلي زيكو .


عبدالجبار العتابي - إيلاف :أنقسم المجتع الرياضي العراقي لقسمين حول المدرب البرازيلي زيكو فهناك من يريد استمراره وهناك من يؤكد أن لا فائدة ترجى منه وان أي مدرب عراقي أفضل منه ،ولا زالت الشارع الرياضي يترقب ما يحدث لاسيما أن الجميع يتمنى أن تنتهي الأمور على سلام لاسيما أن بطولة خليجي 21 أصبحت على الأبواب حيث يرونها الاختبار الحقيقي لقدرة المنتخب على تجاوز المنتخبات الأخرى ضمن تصفيات كأس العالم .

ففي الوقت الذي نفى فيه الإتحاد العراقي المركزي لكرة القدم علمه بموضوع إستقالة زيكو نهائياً من تدريب المنتخب حسب ما تناقلت بعض وسائل الإعلام مؤخراً، فأنه يؤكد أنه اجتمع في العاصمة بغداد مع مدرب اللياقة البدنية لمنتخبنا الوطني سانتانا في الأيام القليلة الماضية وابلغه بضرورة حضور الملاك التدريبي بقيادة زيكو إلى بغداد ومناقشة جميع القضايا العالقة بين الطرفين وبخلاف ذلك فان الإتحاد سيلجأ إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم laquo;فيفاraquo; للتقدم بشكوى على الملاك التدريبي من أجل إعادة جميع المبالغ المالية التي تقاضاها زيكو منذ أستلامه لمهمة تدريب المنتخب الوطني العراقي ، وقال عضو الإتحاد المركزي لكرة القدم والناطق الرسمي بأسمه نعيم صدام : أن بنود العقد تسمح بمقاضاة البرازيلي زيكو في حالة تنصله عن المسؤولية أو إخلاله في أي من الفقرات وبالتالي فان عدم حضوره إلى العاصمة بغداد يعد خرقاً للعقد الموقع بين الطرفين.

من جهته قدم المدرب أنور جسام تساؤلات لنفض غبار الحيرة الذي يعشش في الأفواه ، فما كان يقول سوى : نحن في مشكلة كبيرة الان ، ولكن كيف يمكن أن نكون قادرين على حل هذه المشكلة وماذا نفعل ؟ هل سننتظر أن يكون هناك تعاقد مع مدرب جديد أجنبي كي نكمل المشوار ، خاصة أننا إلى حد الآن لا نعرف إذا ماكان زيكو قد أنتهى عقده وانتهينا منه ومن مشكلته أم لازالت قائمة ، هل من الممكن أن نستعين بالمدرب العراقي ليكمل المشوار ، ونحن نعرف أن المدرب العراقي هو صاحب الإنجازات للكرة العراقية ، هذه هي التساؤلات التي يجب طرحها الآن ونحن مقبلون على بطولة خليجي 21 ، وليس المهم الآن مناقشة ما لزيكو وما عليه .

من جهته قال المدرب الدكتور صالح راضي : كل ما فعله زيكو هو ليس خطأ بل تخبط ، يعني شيء غير مدروس ،تخبط في كل شيء ، فمنذ أن جاء إلى الآن وهو في وضع غير ممنهج وغير منظم وأربك العملية التدريبية للمنتخب ، وللعلم أنا لست ضد زيكو ، بل من المعجبين بزيكو وأحبه كلاعب وكمدرب ، ولأن سياسته مع المنتخب الوطني كانت سياسة غير صحيحة وغير مدروسة ، ومن الممكن أن أقول بثقة أن زيكو لا ولم ولن يكون أفضل من أي مدرب عراقي !!

أما المدرب عبد الاله عبد الحميد فقال : قصة زيكو مع الإتحاد صارت قصة طويلة ومحزنة ، ولا احد يعرف أين الحقيقة ، ولكن من المهم جداً أن يكون حسمها خلال هذه الأيام ، أي قبل الإستعداد لبطولة خليجي 21 ، وعليه يجب أن يستمر زيكو في التدريب في بغداد ويعطي ما عنده للاعبين ويشاهد مباريات الدوري لاكتشاف لاعبين جيدين فنحن معه ، أما بهذا الأسلوب الغريب فأنا ضد بقائه .

أما المدرب والأكاديمي صباح رضا فقال : ما يحدث في قضية زيكو دليل على الفوضى ، دليل على عدم التنظيم وعدم التخطيط ، والقائمون على إدارة الاتحاد غير مؤهلين للقيادة ، ولهذا المطلوب إعادة النظر بهم ، لأن الآن الدولة والمجتمع موضوعة على طاولة الاستذكار والخوف والريبة وهذا الجو غير الإيجابي الذي لايليق بالرياضة العراقية وكرة القدم التي تاريخها كبير جداً ، هناك دول صغيرة تأسس قبل أيام بنت أسس للاحتراف وتقاليد وأصولا كروية ،أما أن نأتي بناس الثقة بهم قليلة جداً وتاريخهم لا يؤشر لهذه الثقة وبالتالي يعملون عقوداً غامضة ، أنا في هذا الجانب أحمل الحكومة العراقية مسؤوليته بالدرجة الأولى ومن ثم وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الاولمبية ، فهم الأطراف المساهمة في كل هذه الفوضى ، فلو كل واحد منهم يعرف دوره وواجباته ومسؤولياته تجاه هذا العمل لما كانت هذه الفوضى ، بدء من رئاسة الوزراء عندما تخصص مبالغ وتعطيها إلى الإتحاد للتعاقد مع المدرب دون أن تطلع على العقد ، هذه مخالفة قانونية ومالية وإدارية ، فهم يتحملون المسؤولية الأخلاقية والمالية ، ثم أن وزير الشباب والرياضة ، الراعي للرياضة في العراق، هو الآن ليس لديه أي دور تجاه هذا العمل ، وهذه مسؤولية كبيرة عليه ، فهو قائد الرياضة في العراق، فكيف مدرب يروح ويجيء ويترك عمله ولا يتركه ، فهو بالقليل عليه أن يدعو إتحاد كرة القدم ليبينوا الأسباب والمسببات .

وأضاف : ما يحدث في بلدنا مؤلم ، وأذهب إلى ابسط الدول ، فهي حين يعملون عقداً يكون العقد واضح المعالم ومعروفا ، ونحن نرى ونسمع هذا في كل العالم ، هذا المدرب عقده كذا ، ذاك المدرب عقده كذا باستثناء العراق ، هذا دلالة على وجود أيدي سوداء خفية وراء كل هذا العمل ، والمطلوب يجب أن تكون هناك متابعة للإتحاد من قبل الحكومة ومن يهمه الأمر .

وتابع : أنا لست مع أو رحيل زيكو ، ولكن القضية هي أننا حينما أعطيناه فلوسا لماذا أطلب رحيله ، فليكمل عمله ، وان كان هو الذي قدم إستقالته فوفق القانون والجوانب الأصولية يأخذ حقوقه وعلى بركة الله ليذهب ، ثم أن زيكو جعل المنتحب محطة تجارب وكان السبب في تدمير نتائج المنتخب الوطني العراقي ، لا نقول أن لم يفد المنتخب ولكن فائدته ليس بقدر ما أخذه ، وهو الذي في هذا الوقت القصير يستغني عن يونس وقصي ونشأت ، فهل هذا صحيح ؟ الجواب : لا ، فنحن نعمل في التدريب ونحن نعلم التدريب ونخطط له ، فهذا العملين كانت فيه نجاحاته بسيطة فقد جاءت بالمصادفة ، يعني المنتخب الوطني العراقي صار محطة تجارب من الممكن أن تخيب ومن الممكنان تصيب ، بدليل انك تعادلت مع الأردن وخسرت نقطتين ، وتعادلت مع عمان وخسرت نقطتين وخسرت مع أستراليا واليابان ، فما الفائدة انك أتيت بأربعة لاعبين جدد ، أنا الآن أريد أن أتأهل ، لا أريد أن تأتيني بلاعبين جدد الآن ،ما دام لدينا لاعبون وفرق ومدربون ويستطيعون أن يبنوا منتخبات جديدة ، وما فعله مخالفا لعلوم التدريب وأصوله ، وليس فيها أي صح .

وفي الأخير ، كان هناك رأي لصالح المالكي ، القانوني والخبير بالشؤون الرياضية ، قال : لا نقول أن زيكو قد تعسف في استخدام حقه في العقد المبرم بينه والاتحاد العراقي لكرة القدم ، ولكن في الوقت نفسه هناك أخطاء، فيجبا أن يتضمن العقد بنودا قانونية تضمن حقوق المساعدين سانتانا وايدو ، وبالتالي عدم وجودهما في العقد هو الذي سبب الإشكاليات ، وعلى الاتحاد أن يحل الموضوع سريعا مع سانتانا وايدو ، أما أن يقوم بإحضار زيكو فوراً إلى بغداد ليتفاهم معه بشكل مباشر ليس عبر المترجم أو أي شخص أو آخر أو عبر الانترنت ، وان يتم الإتفاق، أما أن يتضمن بنود جديدة وينشأ عقد منفصل لسانتانا وايدو في سبيل الاستمرار بمسيرة المنتخب ،وإلا فيعتبر الاتحاد متعجلاً وعليه بالتالي إعطاء زيكو المبالغ المترتبة له على الاتحاد .

وأضاف : على ما يبدو أن الاتفاق بين الاتحاد ومساعدي زيكو كان شفهياً ،ولربما الاتحاد كان له رأي آخر وكتب العقد على عجالة ولم يتضمن البنود التي صارت موضع خلاف، وأنا أرى أن الاتحاد ليس وحده المخطئ في هذا وحده بل مساعدا زيكو وزيكو لأنهم يجب أن يرفضا كتابة العقد على عجالة ، صحيح أنني لم اطلع على العقد ولكنني جمعت معلومات من الإعلام ومن المسؤولين في الاتحاد وعرفت من خلال هذه المعلومات أن العقد فيه ثغرات قانونية وفيه غموض وعلى الاتحاد أن يفسره بشكل صحيح وان يتعاقد مع سانتانا وايدو بشكل صحيح ، وإلا فليغلق الاتحاد الملف ويتخذ إجراءات أو تعيين مدرب جديد .؟