وضع المدرب البرتغالي اندري فياش-بواش لنفسه هدف قيادة فريقه الجديد تشلسي الإنكليزي إلى لقب بطل مسابقة دوري ابطال اوروبا في اول موسم له مع النادي اللندني، لكن هناك فارق شاسع بين التخطيط والواقع الذي يبدو مريرا للـquot;بلوزquot; هذا الموسم.

رفع فياش-بواش منذ ان استلم الاشراف على تشلسي خلفا للإيطالي كارلو انشيلوتي شعار منح النادي اللندني لقب دوري الابطال الذي سعى جاهدا في الاعوام الاخيرة للظفر به دون ان يحصل على مبتغاه، مستندا الى النجاح الذي حققه الموسم الماضي مع بورتو حين قاده الى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة الدوري الاوروبي quot;يوروبا ليغquot;.

لكن يبدو ان البرتغالي الذي اصبح الموسم الماضي اصغر مدرب يتوج بلقب اوروبي عن عمر 33 عاما و213 يوما، في طريقه للخروج من الباب الصغير لملعب quot;ستامفورد بريدجquot; لان تشلسي مهدد بتوديع دوري ابطال اوروبا من الدور الثاني بعد خسارته امس في الذهاب امام مضيفه نابولي الايطالي (1-3).

لم يكن فياش-بواش بحاجة الى هذه النتيجة المحرجة في مباراة الامس لكي يجد نفسه تحت مجهر مالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، وذلك لان تشلسي كان يعاني اصلا الامرين على الصعيد المحلي حيث يحتل حاليا المركز الخامس وبفارق 17 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر، كما انه احرج في مسابقة الكأس الانكليزية بعدما اجبره فريق الدرجة الاولى برمنغهام على خوض مباراة معادة معه بالتعادل معه 1-1 في الدور ثمن النهائي.

وما يزيد من حراجة موقف quot;تلميذquot; جوزيه مورينيو هو انه يواجه مشاكل جمة داخل غرف ملابس فريقه لانه لا يحظى بدعم جميع لاعبيه وهذا ما اكده بنفسه قبل عدة ايام دون ان يعيره اهمية لان ما يهمه هو دعم مالك النادي ابراموفيتش، وهو قال بهذا الصدد quot;ليس من واجبهم (اللاعبون) دعم مشروعي بل ان الامر من اختصاص مالك الناديquot;.

وفي رد على سؤال حول ما اذا كان يشعر بان منصبه بات مهددا قال: quot;لا اعتقد ذلك، لكن يجب توجيه هذا السؤال الى مالك النادي، واعتقد بان الاخير ما زال يثق بيquot;.

ثم جاء تصريح مدافع النادي اشلي كول ليؤكد فتور العلاقة بين المدرب ولاعبيه اذ ذكرت صحيفة quot;ذي صنquot; الواسعة الانتشار ان الظهير الدولي قال لمدربه خلال اجتماع لغسل القلوب: quot;جئت الى تشلسي كي احرز الالقاب، لكني لن احرز اي لقب في ظل تكتيكاتكquot;.

واضافت الصحيفة ان كول يشعر بانه quot;رجل آليquot; تحت اشراف فياش-بواش بدلا من منحه الحرية المطلقة.

وما زاد من حنق كول تركه على مقاعد البدلاء في مباراة نابولي لعدم جهوزيته، ثم الزج به اضطراريا بدلا من البرتغالي جوزيه بوسينغوا المصاب، ما دفع بالمدرب السابق والمحلل الحالي غراهام سونيس بالقول: quot;اذا كان كول جاهزا بنسبة 90%، فانه افضل من بوسينغوا اذا كان الاخير جاهزا 100%quot;.

والسؤال الذي يطرح نفسه، اذا كان المدرب البرتغالي لا يحظى بثقة معظم لاعبيه فهل ما زال يحظى بثقة ابراموفيتش الذي اشتهر منذ وصوله الى سدة رئاسة النادي بتغييره المتواصل للمدربين، وابرز دليل على ذلك تناوب خمسة مدربين على الفريق منذ رحيل مورينيو في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، وهم الاسرائيلي افرام غرانت والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري والهولندي غوس هيدينك وانشيلوتي وصولا الى فياش-بواش.

يبدو ان ابراموفيتش مل من التغيير لانه وعد المدرب البرتغالي بمنحه ثلاثة اعوام من اجل تحقيق الخطط التي وضعها للفريق اللندني لكن الاوساط المقربة من الملياردير الروسي قد تدفعه لتغيير رأيه مجددا ولعل ابرزهم المدير التنفيذي للنادي روني غورلاي الذي شوهد في نهاية الاسبوع الماضي جالسا في مقصورة ابراموفيتش في quot;ستامفورد بريدجquot; وهو يهز برأسه لانه لم يكن سعيدا على الاطلاق بما قدمه الفريق ومدربه امام برمنغهام.

ما هو مؤكد ان فياش-بواش ليس مسؤولا بمفرده عن الوضع الحالي لفريقه، لان اللاعبين يتحملون جزءا هاما من المسؤولية والجميع يعلم بان المدرب يزود لاعبيه بالخطط وكيفية التمركز داخل الملعب لكن ليس بامكانه ان يلعب بدلا عنهم وليس بامكانه تحمل مسؤولية خطأ مشابه لذلك الذي ارتكبه المدافع البرازيلي دافيد لويز امس امام نابولي ما تسبب بالهدف الثالث للفريق الايطالي، وليس بامكانه ان يسجل الاهداف بدلا عن العاجي ديدييه دروغبا الذي كان امام فرصة تغيير مجرى اللقاء لو نجح في ترجمة فرصة سهلة في الشوط الثاني، وليس بامكانه ان يعوض شخصيا غياب لاعبين مؤثرين جدا مثل فرانك لامبارد والغاني مايكل ايسيان والقائد المدافع جون تيري.

وخلاصة الامر، ما يحتاج اليه فياش-بواش في الايام المقبلة هو ان يتخلص من برمنغهام ونابولي وان يحسم المواجهة مع الجار اللدود توتنهام من اجل ان ينقذ رأسه، واي نتيجة غير ذلك ستدفع ابراموفيتش الى فقدان صبره.