بدأت تلوح في أفق الرياضة العراقية مشكلة جديدة تتمثل في ترشيح أصيل طبرة لانتخابات نادي الشرطة منافساً رعد حمودي الرئيس الحالي .ويعترض الكثيرون على طبرة كونه أحد المحسوبين على النظام السابق حيث شغل منصب النائب الأول لعدي صدام حسين في اللجنة الأولمبية.


رعد حمودي وأصيل طبرة

بدأت تلوح في أفق الرياضة العراقية مشكلة جديدة ربما تؤدي الى تشرذم في الأحوال العامة للرياضة ولاسيما أن الوسط الرياضي العراقي انقسم منذ الان الى قسمين أحدهما ضد الآخر ، وان كان هنالك قسم آخر فهم ممن يجدون أنفسهم يلجأون الى مبدأ الصمت بلسانه فيما قلبه ينبض باتجاه احد القسمين ، والمشكلة الجديدة تتمثل في انتخابات نادي الشرطة الذي يعد احد ابرز الاندية الجماهيرية ومن الاندية العريقة التي لها مكانة على المستوى الاجتماعي والسياسي في البلد ، حيث دخل (اصيل طبرة) دائرة الترشيح لرئاسة النادي منافسا لرعد حمودي الرئيس الحالي للنادي والذي هو ايضا رئيس اللجنة الاولمبية العراقية ، فكان هناك اعتراض على دخول اصيل طبرة الانتخابات بحجة انه (احد المحسوبين على النظام السابق) كونه كان في منصب النائب الاول للجنة الاولمبية العراقية التي كان يرأسها عدي صدام حسين .

عودة اصيل بعد غياب عن العراق لتسع سنوات اثارت تساؤلات عديدة ، لكن سرعان ما اجابت عنها المعطيات الاخيرة التي توفرت للصحافة من ان عودته جاءت بدعم من الحكومة العراقية تحديدا وبدعم من وكيل وزارة الداخلية الاقدم (عدنان الاسدي) المقرب من رئيس الوزراء ، وراحت الشائعات تتكاثر لا سيما بعد تأجيل انتخابات نادي الشرطة الى اشعار آخر غير معلوم ، وهناك من يؤكد أن اسباب هذا التأجيل هو لحدوث هذه الإشكالات التي يرى البعض انها ستؤثرفي الرياضة في العراق لاسيما ان احتجاجات تظاهرات ستقوم منددة تارة بالموقف الحكومي ومن ضمنه موقف وزارة الشباب والرياضة ، وترى اخرى بالمرشح ذاته كونه من المقربين من رئيس اللجنة الاولمبية في زمن النظام السابق ، ويرى البعض ان تهيئة طبرة للدخول الى نادي الشرطة هي تمهيد له ليكون على رأس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية في الانتخابات المقبلة حيث يشير اكثر من طرف الى ان وزارة الداخلية تسعى جاهدة الى ذلك لاسيما ان طبرة لم ينف طموحاته المستقبلية !!.

فقد أعلن تجمع (رياضيون بلا حدود) عن إقامة اعتصام جماهيري مفتوح خلال الأيام القليلة المقبلة في ساحة التحرير ، وسط بغداد، وأمام مبنى ديوان وزارة الشباب والرياضة الكائن في متنزه الزوراء،احتجاجاً على قيام وزير الشباب والرياضة وبعض المدراء العامين في الوزارة بالسعي لما اسماها (عودة ازلام أولمبية عدي) الى الواجهة الرياضية بحجة المصالحة الوطنية، مؤكدا ان في هذا الاعتصام سيشارك عدد من الشخصيات الرياضية والاعلامية والصحافية إضافة الى شخصيات سياسية وبرلمانية وقانونية ومعنيين بالشأن الرياضي والجماهير الرياضية ومنظمات المجتمع المدني المناهضة لحزب البعث.


واشار البيان الى ان تجمع quot;رياضيون بلا حدودquot; حصل على موافقة مجلس محافظة بغداد على طلب التجمع بالتظاهر تحت نصب التحرير وأمام مقر وزارة الشباب والرياضة وذلك للتعبير عن رفض الرياضيين العراقيين عودة ازلام الكسيح عدي للوسط الرياضي العراقي من جديد تحت يافطة ( المصالحة الوطنية ) بعد ان مهدت لتلك العودة بعض الجهات السياسية والأمنية وسعت لذلك أيضاوزارة الشباب والرياضة واعضاء اللجنة التنفيذية المشرفة على الانتخابات والذين خالفوا بقرارهم هذا، اللوائح والضوابط المعمول بها في إجراء انتخابات الاندية الرياضية اضافة الى مخالفتهم توصيات دولة رئيس الوزراء والذي أكد مرارا وتكرارا وفي اكثر من مناسبة ان ( لا عودة لأزلام اولمبية عدي الى الرياضة العراقية) .

واكد الناطق الرسمي للتجمع ناصر الياسري ان التجمع سيبدأ باعتصام مفتوح سيستمر لعدة ايام لحين عدول وزارة الشباب والرياضة عن قرارها بالسماح لما وصفته بـ (ربيب عدي المدعو (اصيل طبرة) ، المشاركة في انتخابات الاندية الرياضية ولاسيما انه مشمول بقرارات هيئة المساءلة والعدالة و مطلوب أممياً بقرار مجلس الامن الدولي المرقم ( 1483 ) وكذلك كونه الذراع الايمن للمقبور عدي ابن الطاغية ومشاركا رئيسا في تنفيذ جرائمه بحق الكثير من الرياضيين والإشراف على تعذيبهم في سجون الاولمبية والرضوانية.. وتابع: ان التجمع قد لقى قبولاً وترحابا ومباركة الكثير من المعنيين بالشأن الرياضي والقانوني وكذلك الجماهير الرياضية ولا سيما جماهير نادي الشرطة الرياضي فضلا عن دعم وسائل الاعلام لتسليط الضوء على هذا الاعتصام المفتوح .

من جهته، اكداصيل طبرة انه مرشح من قبل وزارة الداخلية وبدعم من الوكيل الاقدم للوزارة ،وقال : اعلنها بصريح العبارة انني مرشح وزارة الداخلية وبدعم كبير من قبل الاخ عدنان الاسدي (وكيل وزارة الداخلية الاقدم) الذي تربطني به علاقة قوية ، واضاف : أين المشكلة في ذلك ألم يكن رعد حمودي على علاقة كبيرة مع وزير الداخلية السابق جواد البولاني؟ ولا اجد اي مشكلة في هذا الامر وعلى العكس من ذلك فإن مثل هذا الشيء من الممكن ان يصب في مصلحة نادي الشرطة ، ولا يوجد اي ضرر ان تكون لديك علاقات متميزة مع المسؤولين لانه لو كانت هناك فجوة في العلاقة فإن ذلك لن يكون في خدمة النادي.

كما اشار اصيل طبرة الى أن ترشحه لرئاسة النادي جاء بناء على طلبات الهيئة العامة للنادي ورياضييه ونجومه السابقين، معتبرا الدعم الوزاري حقا مشروعا وطبيعيا، فيما أشار إلى أن عودته للعراق تأتي تلبية لمتطلبات العمل المؤسساتي، وأن صندوق الإقتراع وأوراق التصويت هي التي ستكون الفيصل في اختيار رئيس للنادي في ظل تنافس شريف ، موضحا : أن الدعم الذي نلقاه من وزارة الداخلية هو حق طبيعي ومشروع حيث سبق لرئيس النادي الحالي رعد حمودي أن ناله وتبوأ مناصب عدة بفضله ، مؤكدا أن عودته quot;للعراق جاءت لخدمة البلاد وتلبية متطلبات العمل المؤسساتي الذي يتطلب عودة الكفاءات العراقية .

اما اتحاد الصحافة الرياضية فقد اصدر بيانا طالب فيه وزارة الداخلية بالكف عن ضغوطاتها باتجاه التدخل في انتخابات نادي الشرطة وفرض مرشح على حساب آخر ، وقال الاتحاد في بيانه : حرصا منا لتدارك هذا الامر الخطير قبل ان تتفاقم تداعياته السلبية، ندعو وزارة الشباب والرياضة إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في إبداء موقف واضح وصريح لحماية النادي من محاولة الالتفاف والتلاعب بمقدرات الهيئة العامة واللوائح الانتخابية في حدود الصلاحية القانونية التي تسمح لها باتخاذ موقف ايجابي بما يسهم ويؤثر في إثبات فعالية نادي الشرطة في إدارة شؤونه الرياضية بعيدا عن أشكال التدخل والوصاية والتسلط، وبقدر تعلق الأمر بمسؤولية الهيئة العامة لنادي الشرطة للإدلاء بأصواتها لتسمية ممثليها وبتحديد الثقة للرئيس الحالي الكابتن رعد حمودي، فإننا وبدافع الحرص على مكانة وسمعة وتاريخ النادي العريق، وعلى سلامة الرياضة العراقية ندعو جميع الأعضاء للوقوف وقفة رجل واحد لإفشال مخطط الوصاية والتسلط التعسفي، فالمواقف قد بانت وانكشف المستور وسرعان ما تناخى الغيارى واستفاقت الضمائر كمواقف مبدئية اخلاقية تجسد في حقيقتها شهامة الاوفياء وشجاعة الفرسان ومعدن الاصالة والانتماء إلى الوطن والعراق الجديد، والولاء للنادي العريق وإكراماً لشهداء النادي وللراحلين ولجميع أبناء النادي ولجمهور القيثارة الاعزاء.

وختم الاتحاد بيانه بالقول : فطوبى لمن يملك زمام امره ويكون حراً وسيداً لنفسه، وتباً لمن يكون عبداً لغيره ، وإمّعة موصوماً بعار البيعة والشقاق والنفاق.

يقول الصحافي الرياضي عبد الكريم ياسر: ساهم (اصيل طبرة ) مساهمة كبيرة في موضوع المصالحة الوطنية عبر زياراته المكوكية لأكثر من عشيرة عراقية وتم تقريب وجهات النظر بين رؤساء هذه العشائر والحكومة وهكذا عمل في المرحلة الراهنة لا يقوم به الا الوطنيون ، واضاف : لا اعرف لماذا هذا الاسم صنع في وسطنا الرياضي زوبعة اسمها الرعب والدليل تلك الافتراءات التي كتبت عنه بأقلام مأجورة احدهم قال هذا صدامي كان نائبا لعدي صدام حسين!! مسكين هذا لا يعلم أن عدي كان دخيلا على الحركة الرياضية ولا يجب أن يحسب كل من كان في الحركة الرياضية عليه وإن كان هذا فعلا فيجب إبعاد ثمانين بالمائة من الموجودين عن ساحتنا الرياضية كونهم عملوا مع عدي ثم إن لهذا الرجل وثائق تدلل انه كان وفيا ومخلصا ومساعدا للرياضيين وكذلك هناك شهود وشواهد تدل على انه تعاقب أكثر من مرة من قبل عدي إذا كيف يحسب على عدي ، اعتقد من المنطق أن يحسب على العراقيين وهذا هو الأمر الصحيح وبما انه غير مشمول في قانون المساءلة والعدالة ولم يكن مجرما ولم يكن من ذوي الدرجات الحزبية العالية فأهلا به في بلده بين أهله وناسه ويجب أن نقف خلفه ونؤازره إن كان يريد خدمة العراق والعراقيين لا أن نخافه ونحرك عليه أصحاب النفوس الضعيفة من اجل أن يلقوا التهم عليه ويسيئوا له . !!

اما الصحافي حسين علي حسين فقال : كشف الصراع على مقعد رئاسة نادي الشرطة ضحالة وتسرع ردود الافعال حيال ترشيح اصيل طبرة منازعاً غير مقبول وغير شرعي لرعد حمودي مثلما اثبتت تجاذبات الصراع مرة اخرى بان حمودي يمثل دعامة التوازن ومركز القبول العام في جسد الرياضة العراقية بمجملها وليس فقط في ناديه الام، واضاف : ندعو من يتبنى تقديم طبرة هذه الايام وتسويقه ثيمة للمصالحة الوطنية ان يقف بتروٍمطلوب ازاء مقارنة بائنة صار يتداولها بسطاء العراقيين فضلاً عن المتابعين الذين يدركون سيرة حمودي ومواقفه ومناوءته النظام السابق وادارته لنادي الشرطة واللجنة الاولمبية،ويقارنونها حيال الوضع المربك لطبرة قبل وبعد التغيير،وسيرته المدموغة بختم رياضة عدي فضلا عن سيرته الخالية من اية سمة رياضية مهما كانت بسيطة غير ان الرجل يهوى مشاهدة مباريات الكرة وسباقات الخيل!، نلفت عناية الواقفين خلف كواليس طبرة ان ذلك سيثلم من رصيدهم الجماهيري فالمصالحة لا تعني ابعاد قائد رياضي شرعي لصالح طارئ على المشهد الرياضة على ان الرجلين متوائمان ومتصالحان فمن اين سيمر مفهوم التصالح المزعوم!!؟