مع هدفه الرائع الذي جلب لقب البريمير ليغ لمانشستر سيتي للمرة الأولى منذ 44 عاماً، فقد دفع سيرجيو أغويرو حصة عادلة من أجر انتقاله البالغ 38 مليون جنيه استرليني، إذ ذهب قسماً منه من اتلتيكو مدريد إلى انديبندينتي الأرجنتيني النادي الذي انتجه.

وانتاج مثل هذا المهاجم الفذ قد فعل العجائب للموارد المالية لانديبندينتي التي تلقاها من بيعه للنادي الاسباني ثم استخدمها لإعادة بناء ملعبه بالكامل، استاد ليبرتادوريس دي أميركا. وقد سمي بهذا الاسم لأن النادي فاز سبع مرات ببطولة أميركا الجنوبية المرادفة لدوري أبطال أوروبا.وبطولة كأس ليبرتادوريس ليست قريبة إلى قلب انديبندينتي فحسب، بل هي صفقة ضخمة في الأرجنتين على الصعيد الوطني.

فقد نظم المشجعون في الأرجنتين أغانٍ خاصة عن ليبرتادوريس، ويكون الشعور العام كبيراً في ملعب بوينس آيرس خلال إقامة واحدة من مباريات هذه البطولة، الشيء الذي ينبغي أن يواجهه كل مشجع.

وعلى رغم أن هذه المنافسة انطلقت في عام 1960، إلا أنه منذ 1963 حتى 1979 كان هناك دائماً نادياً أرجنتينياً في المباراة النهائية. ويمكن لهذا البلد أن يفتخر بتحقيق انتصارات أكثر من غيره (22 مرة في مقابل 15 للبرازيل و8 لأوروغواي و7 لأندية مجتمعة من باقي دول القارة).ومع ذلك فقد بدأت تلك الهيمنة تبدو هشة للغاية في الآونة الأخيرة.

فعلى مدى السنوات الـ15 الماضية، على سبيل المثال، تأهل ناديان أرجنتينيان فقط إلى النهائي ndash; استوديانتس في مناسبة واحدة وبوكا جونيورز في مناسبات عدة ndash; وفي الوقت نفسه تأهلت 10 أندية برازيلية إلى المباراة النهائية.

وبالتأكيد حقيقة لا يمكن انكارها التي ساعدت على هيمنة الأرجنتين على البطولة، هي أنه في الماضي أعطت الأندية البرازيلية أدنى أولوية لهذه المنافسة. ففي عام 1966، على سبيل المثال، لم تكن هناك أي مشاركة برازيلية، احتجاجاً على توسع من مشاركة نادٍ واحد من كل بلد إلى ناديين. وكانت هناك مقاطعة في 1969 و1970 لأسباب مالية.

في الوقت الحاضر، فإن المنافسة هي على رأس الأولويات في البرازيل أيضاً. وبالأخذ في الاعتبار حجم البلاد الكبير والفجوة المالية التي توسعت بين أنديتها ونظرائهم في بقية القارة، فإنه من المتوقع أن تصبح البرازيل قوة رائدة في ليبرتادوريس.

وعلى رغم فوز سانتوس باللقب، إلا أن بطولة العام الماضي لم تكن جيدة بالنسبة إلى البرازيليين الذين لديهم مشاكل في التعامل مع مناهج تكتيكية مختلفة. إلا أنه يبدو أنه تم التغلب عليها في هذا العام.وفي الوقت الذي سينطلق الدور ربع النهائي هذا الأسبوع، فإن البرازيل وفرّت أربعة أندية في الدور الثمانية، كما فعلت في عامي 2009 و2010.

ولكن سبب تراجع أداء الأندية الأرجنتينية ليس ذو صلة بنظيراتها البرازيلية فقط، بل أيضاً انهيار معنوياتها. ومنها هبوط ريفر بلايت إلى دوري درجة أدنى بسبب أعراض المشاكل المالية والإدارية التي تواجه حتى الأندية الكبرى في البلاد.

ولذا فإنه على مدى السنوات الثلاث الماضية (في 4 من 5 منافسات لهذه البطولة) قدمت الأرجنتين نادياً واحداً فقط إلى الدور ربع النهائي لليبرتادوريس. وهي احصائية قاتمة نظراً إلى سجل البلاد الناجح في هذه المنافسة.

وفي هذا العام، هناك ناديان، وهما الأفضل الذي يمكن أن تقدمه الأرجنتين.بوكا جونيورز، مع كل تقاليده، يعود إلى المسابقة بعد غياب سنتين. وفيليز سارسفيلد، ربما أفضل نادٍ في البلاد الذي قطع أشواطاً كبيرة في السنوات الأخيرة، وكان سيئ الحظ عندما أقصي من بطولة العام الماضي في مرحلة قبل النهائي.

ويعتبر بوكا وسارسفيلد على حد سواء أكثر صلابة، وفعالية أكثر من الإلهام، وقد حرصا بشكل قاطع عندما تعادلا سلبياً في الدوري المحلي يوم الأحد.

وسيقابل الناديان الأرجنتينيان منافسين من البرازيل في معركة حقيقية من أجل روح ليبرتادوريس، حيث يستضيف بوكا يوم الخميس فلومينينسي فيما سيرحب سارسفيلد بمنافسه سانتوس يوم الجمعة.

وبمجرد تولي خوليو سيزار فالكيوني مهمة تدريبه مطلع العام الماضي، ضمن بوكا أن يكون مثيراً للإهتمام. وفي حين ليست من عادة فالكيوني العودة إلى الطراز القديم باختيار المهاجم الوحيد الرقم الـ10، إلا أن خوان رومان ريكيلمي يعتبر ملكاً في النادي.
وكافح المدرب في البداية لاستيعاب ريكيلمي بإضافة مهاجمين اثنين، في حين ما يزال يحتفظ بالاتساق في خط الدفاع. ولكن الأمور تحسنت منذ منتصف العام، خصوصاً عندما اعتزل رأس الحربة الثقيل مارتن باليرمو.

وتمكن فالكيوني بعد ذلك من العمل مع مهاجمين اثنين لهما قابلية على الحركة والسعي لضمان تراجع أحدهما عندما يفقد الفريق حيازته على الكرة. وبذلك بنى جانباً صلباً وواحداً يسعى بشكل دائم للدفاع عن نفسه ضد الهجمات المرتدة للمنافسين وكوفئ مع سجل دفاعي ممتاز، كما فاز بوكا باللقب المحلي الأخير.ولكن كل الأمور لم تكن سلسة.فالتعامل مع ريكيلمي نادراً ما يكون هيناً. فقد قيل إنه لم يكن سعيداً مع جودة الفريق في أول ظهور له في ليبرتادوريس عندما تعادل سلبياً بشكل رهيب مع زامورا الفنزويلي. حتى أن الشائعات كثرت وقتها تؤكد استقالة فالكيوني.

ومنذ ذلك الحين تم ترميم العلاقات بين المدرب واللاعب، وفاز بوكا في 6 مباريات لهذه المنافسة. وفي الأسبوع الماضي كان ريكيلمي في أفضل حالاته وساعد في فوز فريقه 3-2 على يونيون اسبانيولا من تشيلي.

ثم في هذا الأسبوع، غاب مهاجم أوروغواي الدولي سانتياغو سيلفا بسبب الإصابة، ولكن يبدو أن هذا الغياب سيكون نعمة مقنعة، فقد كان ظهير وسط فلومينينسي يأمل من التعامل معه، ولكن الأندية البرازيلية تكافح بشدة ضد مهاجمين سريعين ينطلقان من جانبي الملعب باستغلال المساحة خلف قلب الدفاع. وفي هذا الجزء من الملعب يجب أن يتألق داريو سفيتانتش وبابلو موشي.

ومن غير الحكمة أن يلعب بوكا بأسلوب مطاردة المباراة، لأن سجله الدفاعي يستند على الصلابة الجماعية. وإذا افرط بالالتزام، فإن افتقار خط دفاعه إلى السرعة سيعرضه للخطورة.

والشي نفسه ينطبق على فيليز سارسفيلد الذي بالتأكيد يجب أن تكون من أولوياته أمام سانتوس حرمان نيمار من أي مساحة للعب. وسيكون للاعب خط الوسط على الجانب الأيمن أوغوستو فرنانديز دوراً كبيراً في مساعدة خط دفاع فريقه، بينما في الطرف الآخر يأمل سارسفيلد بأن يجد خوان مانويل مارتينيز، السريع والقوي والمراوغ الرائع، حيزاً من المساحة خلف ظهير أيمن سانتوس.

والناديان الارجنتينيان سيكونان مذهولين ومضطربين إذا وقعا في فخ التعادل السلبي، مع تطبيق نظام quot;الأهداف خارج أرضهquot; في هذه البطولة. حيث أن هناك الكثير مما يمكن أن يقال على حفاظ النادي لشباكه نظيفة على أرضه!