روسيا ضد بولندا وانكلترا ضد فرنسا والمانيا ضد هولندا. تعود الرواسب الجغرافية-السياسية والرياضية لمواجهة الدور الاول في كاس اوروبا 2012 لكرة القدم لعدة عقود ماضية.

سيلتقي الاربعاء المنتخب الهولندي بطل 1988 مع جارته اللدود المانيا بطلة المسابقة ثلاث مرات اعوام 1972 و1980 و1996 على وقع المواجهات التاريخية التي اشتعلت ابتداء من نهائي كأس العالم 1974.

اصر الاستراتيجي العسكري البروسي كارل فوز كلاوسيفيتز في ايامه ان quot;الحرب ليست سوى استمرارا للسياسة بوسائل مختلفةquot;، في حين اعتبر الكاتب البريطاني جورج اورويل ان الرياضة العالمية هي quot;الحرب ناقص التسديدquot;.

يقول الكاتب ان quot;الرياضة الجدية لا علاقة لها باللعب النظيف... انها مرتبطة بالكراهية والغيرة والتفاخر وتجاهل جميع القواعد والمتعة السادية في مشاهدة العنفquot;.

هذه الصفات تنطبق على لقاءات هولندا والمانيا التي تكون عادة بيعدة كل البعد عن الروح الرياضية.

قلب دفاع المانيا ماتس هوملز الذي قدم اداء رائعا في مباراة البرتغال الاولى (1-صفر)، قال ان الهولنديين سيحاربون للتأهل من quot;مجموعة الموتquot;، ليس فقط لانهم يواجهون عدوا قديما بل لخسارتهم الافتتاحية امام الدنمارك.

يعود البعض الى ذكريات الحرب العالمية الثانية عندما احتلت المانيا النازية هولندا لمدة خمسة اعوام. مباراتان ذكرتا بان التاريخ لا يزال عالقا في الاذهان وبان الهولنديين لم يبلعوا بعد بطش الالمان بهم.

بعد نهائي كأس العالم 1974 عندما خسرت هولندا على ارض المانيا 2-1 في النهائي، كان لاعب وسط المنتخب البرتقالي فيم فان هانيغيم معبرا: quot;لقد قتلوا (النازيون) والدي، شقيقتي وشقيقي. انا اكرههمquot;.

بعد 14 سنة، تواجها مجددا في نصف نهائي كأس اوروبا 1988 في مدينة هامبورغ، وبهذه المناسبة رفعت في المدرجات لافتات كتب عليها: quot;جدتي، لقد وجدت دراجتكquot;، في اشارة الى مصادرة القوات النازية للدراجات خلال احتلالهم هولندا.

لكن حارس هولندا هانز فان برويكيلين قال: quot;انا سعيد لمنح هذه الهدية الى الجيل القديم، الذي عاش خلال الحربquot;، اما المدرب رينوس ميتشلز فقال: quot;احرزنا اللقب، لكن الكل يعرف ان نصف النهائي كان بمثابة النهائي الحقيقيquot;.

رفعت المانيا لقب كأس اوروبا عام 1980 حيث هزمت هولندا في طريقها، فاسف النجم الالماني كارل-هاينتس فورستر: quot;يكرهوننا اكثر مما نكرههمquot;.

استمر الصراع في كأس العالم 1990 عندما صفر جمهور الفريقين اثناء عزف النشيد الوطني لكل بلد، قبل ان يتعارك رودي فولر وفرانك ريكارد ويطردا على وقع بصقة طائرة من ريكارد نحو المهاجم الثعلب.

لقد اصبحت هولندا امام خطر الخروج من الدور الاول لكأس اوروبا الحالية بعد خسارتها امام الدنمارك، واذا كانت تقبل بالخروج المبكر، من الافضل ان يكون امام جميع المنتخبات باستثناء المانيا.