تعود عجلة دوري أبطال أفريقيا للدوران بإجراء مباريات الجولة الأولى من دور الثمانية بمجموعتيه ، و أهم ما سيميز هذا الدور هو عودة نادي تي بي مازيمبي بطل المسابقة أربع مرات أعوام 1967 و 1968 و 2009 و 2010 بعدما استنفذ عقوبة الإقصاء التي فرضها عليه الإتحاد الأفريقي و حرمته من الدفاع عن تاجه عام 2011 بعد إشراكه اللاعب خافيير بيصالا غير المؤهل للمنافسة ضد الوداد البيضاوي المغربي في ذهاب الدور الثمن النهائي حيث تفطن المغاربة وقتها بإيعاز من الترجي التونسي الذي كان قد دخل مع اللاعب المعني في مفاوضات رسمية لانتدابه .
الجزائر :تشكل عودة مازيمبي الكونغولي خطراً على ممثلي الكرة العربية في هذه المسابقة وعلى رأسهم طبعا حامل اللقب نادي الترجي التونسيخاصة في ظل الإصرار الكبير الذي أبداه مازيمبي في استرجاع عرشه الأفريقي بعدما تأهل بسهولة لهذا الدور كما انه لا يزال يرى في عقوبة الكاف إجحافا في حقه وانتقاماً من التوانسة ويسعى جاهداً للثأر من خلال نيل البطولة والمشاركة مجدداً في كأس العالم للأندية التي سبق له أن بلغ دورها النهائي عام 2010 و خسره بصعوبة أمام البطل إنتر ميلان الإيطالي .
و سجل مازيمبي طفرة سريعة تزامنت مع تراجع نتائج أندية شمال أفريقيا وقطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك واضعا حداً لسيطرة الأندية العربية على مسابقة أبطال أفريقيا في العشريتين الأخيرتين ، وعجزها عن مقارعته سواء من الناحية الفنية أو المادية حيث برز النادي كأحد أفضل وأغنى الأندية في القارة السمراء بفضل تعدد موارده المالية التي يمتلكها رئيسه اليافع الملياردير مويس شابوي كاتومبي صاحب الأربعين سنة فقط ، هذا الأخير استغل جيداً المشاريع الاقتصادية الضخمة التي يمتلكها في منطقة غنية بالذهب والنحاس والماس ، استغلها لضخ مبالغ مالية طائلة لجلب أحسن اللاعبين والمدربين موفرا للفريق كل الظروف الفنية والمعنوية لتحقيق أحسن النتائج و من اجل أن يصبح الفريق نادي القرن في القارة ، و باستثناء الخطأ الإداري المرتكب ضد الوداد البيضاوي فإن مازيمبي سجل العلامة الكاملة على الصعيد القاري .
|
وطوال السنوات القليلة المنصرمة لم يسبق لأي ناد عربي أن تفوق على مازيمبي الذي أطاح بجميع الأندية العربية التي صادفته في مختلف الأدوار غير أن أبرز انتصار حققه الكونغوليون على ممثلي العرب كان ضد البطل الحالي الترجي في ذهاب نهائي العام 2010 عندما تغلب عليه بخماسية كاملة قبل أن يتعادل معه في العاصمة تونس و هو بكامل نجومه ، كما تغلب على شبيبة القبائل الجزائري في أوج عطائه ، والنجم الساحلي التونسي .
و بالتأكيد فان هذه الأفضلية التاريخية ستمثل عائقا نفسياً للأندية العربية التي تعاني أيضاً أزمات مالية تعيق تحركاتها عكس مازيمبي الذي ينتهج نظام الاحتراف بأتم معنى الكلمة ، وبالإضافة إلى موارده المالية فان للكونغوليين نقاط قوة أخرى ، حيث يصعب على أي فريق مهما كانت قدراته التفوق عليهم في ملعبهم و معقلهم في مدينة لومومباتشيبل وأكثر من ذلك فان مازيمبي قلما يستسلم خارج دياره و يعرف بعدم يأس لاعبيه بدليل انه في ذهاب الدور النصف النهائي ضد شبيبة القبائل عام 2010 سجل ثنائية في اللحظات الأخيرة قلبت موازين المباراة رأسا على عقب ، وهو العامل الذي تفتقر إليه أنديتنا العربية التي تتأثر كثيراً بالظروف المحيطة بالمباريات التي تقام في أدغال أفريقيا ما يجعلها تفقد حظوظها في تحقيق نتائج طيبة.
و في الوقت الذي جنبت عملية قرعة المجموعات أندية الترجي و النجم الساحلي التونسيين و الشلف الجزائري مواجهة مازيمبي فإن الأخير سيجد في طريقه كلا من الأهلي و الزمالك المصريين و اللذين لم يسبق لهما أن لعبا ضده في السنوات الأخيرة في المجموعة الثانية التي تضم أيضا تشيلسي الغاني مفاجأة هذا العام،ومن سوء حظ ممثلي مصر أنهما سيواجهان أقوى منافس لهما في المجموعة من دون إعداد جيد في ظل الظروف التي يمر بها البلد كما أن إقصاء المنتخب من كأس إفريقيا 2013 سيلقي حتما بظلاله على أداء وربما نتائج الفريقين على اعتبار أن عموده الفقري من لاعبيهما ، و تزداد أمورهما سوءا عندما يلعبان دون حضور جماهيرهما.
و على مستوى تعداد الفريق البشري فانه يمتلك خطوطا متوازنة و متماسكة ودكة احتياط ثرية تجعله لا يتأثر بعاملي الاعطاب و الإنذارات عكس الممثلين العرب الذين يفتقرون إلى اللاعب الاحتياطي الجاهز لخلافة الأساسي عند غيابه.
و من ألمع كوادره في التشكيل الحالي الذي سيخوض به الاستحقاق القاري نجد الحارس المميز بتسريحة شعره وطريقة تعبيره عن الفرحة المخضرم روبرت كيديابا و قائد الفريق كازامبي ميهايو ، و المهاجم اريك بوكانغ ، و المهاجم الزامبي جيفان سينغولوما ، مهاجم النيجر عبد اللاي عمر محمد ، و لاعب الوسط مبينزا فضلا عن تريسور مابي مبوتو العائد من إيقاف طويل بعد تعديه على احد الحكام ، و عناصر أخرى لا تقل اهمية و لا مهارة ، كلها تحت القيادة الفنية للمدرب السنغالي القدير لامين دياي الذي اثبت جدارته بالإشراف على ناد بحجم مازيمبي بعد الإرث الثقيل الذي تركه الفرانكو إيطالي دييغو قارزيتو الذي كان له شرف نيل لقب أفريقيا عام 2009.
التعليقات